مجتمع

لهذا السبب .. نشطاء أمازيغ يصفون غالي بصاحب “العقلية الإجرامية”

أثارت رسالة وجهها زعيم “جبهة البوليساريو” ابراهيم غالي، إلى المتهمين في قضية مقتل الطالب الأمازيغي عمر خالق المعروف بـ”إزم” ووصفهم بـ”المعتقلين السياسيين الصحراويين بالسجون المغربية”، غضب نشطاء الحركة الثقافية الأمازيغية والذين اعتبروا الرسالة “إجرامية” وصادرة عن عقلية إجرامية تنتشي بالقتل والاغتصاب.

وقال النشطاء في ردهم على رسالة غالي، والذي اطلعت جريدة “العمق” على مضمونه، إن “حجم الرسالة وتوقيع صاحبها بالنسبة للأمازيغ لا تساوي أي شيء حضاريا وتاريخيا وجغرافيا وثقافيا وسياسيا، بحكم طبيعة الأمازيغ التحررية وهم ليسوا بحاجة لدروس في السياسة ولا في المقاومة وفي النضال السلمي الذي بطبيعة الحال لن يجد موطئ قدم في عقلية صاحب الرسالة الإجرامية”.

وردا على وصف زعيم “البوليساريو” لقتلة الطالب “إزم” بالمعتقلين السياسيين، أوضح النشطاء الأمازيغ أنه “في المواثيق الدولية لحقوق الإنسان لا يمكن تسييس جريمة قتل، والجاني يعاقب وفق المتعارف عليه شرائعيا وقانونيا، وبطبيعة الحال سيستغل تجار المآسي سداجة وغباء منفذي الجريمة لكسب مآرب سياسية”.

وتابع النشطاء، “أنت اليوم تمثل دور المخرج في جريمة اغتيال مناضل أمازيغي أولا ومواطن مغربي ثانيا، لتتاجر بما تسميه تضحيات عائلاتهم بعدما انتشيت باغتيال رمز الأحرار “إزم” ولربما هي عادة مخباراتية أتقنها النظام الجزائري في ملف معتوب الوناس لتستلهمها حرفيا لاستهداف رموز النضال الأمازيغي بالمغرب”.

وأضافوا أن “المتهمين مجرد سدج اعتقدوا أن توجيهاتكم لهم للتخريب والقتل هو المدخل لتجييش الأمازيغ لحرب دامية لتسوّق مظلوميتك تستجدي بها أسيادك الإمبرياليين، سداجتهم تلك ستجرهم إلى معرفة حقيقة مشروعكم القبلي المقيت والعنصري الدموي، وسيقفون أمام حقيقة أنهم شاركوا ونفذوا جريمة نكراء في حق ذات مناضلة، تناضل بأخلاق إنسانية مستقلة محبة للعيش وللتعايش، في معاكسة لمجريات التاريخ الحافلة بالمحبة والتعايش إنسانيا والانصهار الثقافي والارتباطات العائلية”.

وجاء في رد النشطاء الأمازيغ، “كنا على دراية بأي الروابط المشتركة والاحترام المتبادل والعيش المشترك هو المستهدف، وأن الأمازيغ سيشكلون حطب جهنم لتعزيز توجهات الانفصال وتسويق أن الاضطهاد أحادي في المغرب على عكس الحقيقة المعاشة التي تؤكد تضحيات المغاربة جميعا والأمازيغ خاصة من أجل وطنهم رغم البؤس والفقر والتهميش وتغاضيهم في غالب الأحيان عن ميز اقتصادي واجتماعي وقانوني اتجاههم، أتعلم لماذا؟ لأنهم يعتبرون الوطن غير قابل لا للتفويت ولا للبيع وللمساومة”.

“إزم” سيعري حقيقة شعاراتكم للمنتظم الدولي، لأنه أعمق منكم هوياتيا وإنسانيا وأخلاقيا وشرفه يستمده من قيمه الأمازيغية وهو حي ومن شرعية مجالية تواكب ملفه وهو شهيد ومن حبه لكل المغاربة من دون تمييز”، يضيف النشطاء، معتبرين أن “المتهمين الذين أسسوا عصابة بمباركة من دولتك الوهمية، خططوا ونفذوا بالحرف توجيهاتك العدوانية”.

وأكد ذات النشطاء أن “المغرب وطننا نعامله كأم لنا، مهما كانت التضحيات ومهما مورس ويمارس علينا من إقصاء ومن ازدواجية في التعامل لن نتنازل عنه قيد أنملة ولن نسمح لمصاصي الدماء كيفما كانوا من أمثالك بأن يجرونا إلى معاداته ولا إلى معادات أي من أبنائه كيفما كان أصله و فصله، لأن الوحدة الجغرافية والارتباط بالأرض شعار وممارسة بالنسبة للأمازيغ وليس تكتيك سياسي، والأصلاني لا يخرب ولا يقسم بل يقدم تضحيات ويناضل من أجل مواطن حر في وطن حر”.

وفي الوقت الذي اعتبر فيه زعيم الجمهورية الوهمية قتلة إزم بـ”المعتقلين السياسيين”، قال نشطاء الحركة الثقافية الأمازيغية “هم مجرمون بحكم القانون المحلي والدولي، ودلائل اغتيالهم الشهيد “إزم” ثابتة ولن تستطيع الأمم المتحدة ولا زعامتك الوهمية ولا شيوخ قبائل المريخ، فما بالك بقبائل الأرض أن تثني المغاربة والأمازيغ وإطار الشهيد وعائلته خاصة بمتابعة ملف هذه المحاكمة التي ستعري مروجي الوهم خارجيا كعصابتك وتجار المآسي والمغتنون بالريع داخليا”.

وأضافوا “أنت سميتهم معتقلين سياسيين ونحن نسميهم مجرمين، وحبر قلمك الذي خط تلك الرسالة اتفه من أن ينال من عزيمتنا، وإن غدا لناظريه قريب، ومجدنا مستمد من عمقنا التاريخي ومن المقاومة وجيش التحرير ولم ولن يكون مستمدا من العمالة للأجنبي”.

وختم النشطاء الأمازيغ ردهم لغالي بالقول “فلتعلم أن لا المفاوضات المباشرة ولا غير المباشرة ولا المنظمات الحقوقية الدولية ولا العمالة الخارجية ستنقذ من يولونك من مقصلة العدالة، والشهيد “إزم” كان له عنوان عريض في التأبين شهيد الأمازيغية والوطن، وحيث تم ربط الشهيد بالوطن فلا مساومة ولا تنازل…”.