مجتمع، ملف

الريسوني: ما يحدث بالسعودية هو إرهاب فكري ومحاكم تفتيش جديدة

وصف العالم المقاصدي المغربي، أحمد الريسوني، إجبار علماء ومفكري السعودية على تأييد مقاطعة وحصار قطر، بأنه “إرهاب فكري ونوع من محاكم التفتيش التي كانت تنصب لبقايا المسلمين في الأندلس لتفتيش عواطفهم وعقائدهم”.

وأوضح نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن بلاد الحرمين تعرف الآن “محاسبة الناس على عواطفهم وتؤويل كلماتهم وتحميلها ما لا تحتمل وإخراس جميع الألسنة، وجعلهم يرددون ما تردده وسائل الإعلام من أكاذيب ونفاق”.

وأضاف خلال استضافته في برنامج “سباق الأخبار” على قناة الجزيرة، أنه من المحزن والمؤسف أن تصل بلاد المسلمين إلى هذا الحد من خنق الحريات وكبح الأصوات عن أن تتنفس مجرد التنفس، وفق تعبيره.

وأشار المتحدث إلى أنه “في بلاد المسلمين وخاصة بلاد الحرمين، هناك عدد من العلماء مختطفون ومغيبون تغييبا قصريا ويعانون من أشكال التعذيب والأذى، وهذا يذكرنا بمحاكم التفتيش”.

وتابع قوله: “أتفهم ما عليه العلماء والمفكرون والمثقفون في بلاد الحرمين وما يعانونه من تخويف وترهيب، لكن قول كلمة الباطل لا عذر فيه والصمت لا بأس به”، مشددا على أن كل من أسهم في الباطل ونصرته فهو “مساهم في عمل إجرامي ومعصية كبيرة ويؤذي عباد الله، ومسؤولية العالم أكبر ووجوب البيان منه أشد”.

واعتبر أن ما سماه بـ”التطرف في كتم الأنفاس وخنق الحريات، سيؤدي إلى انفجار الأوضاع، لأن الأمور وصلت إلى حد لا يحتمل من الغباء السياسي، لأنه حتى في سياسية الاستبداد لابد أن تترك حيزا ليتنفس للناس وإلا فإن الخنق والضغط معروف ماذا يؤدي إليه”.

الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح وعضو مكتبها التنفيذي الحالي، ذكر في سياق كلامه بالفتنة التي قادها بعض كبار المعتزلة خلال عصر الإمام أحمد ابن حنبل، حيث كانوا يفتشون ويمتحنون العلماء، معتبرا أن تضييقهم على أراء المسلمين هو الذي أدى إلى انقراضهم، وفق تعبيره.

وأردف بالقول: “تطرف المعتزلة وغلوهم في الإذاية والتضييق على أهل الرأي والعلم، هو الذي جعل كثير من المسلمين ينفرون من حولهم، والعلماء ينقلبون عليهم بعد أن مرت لحظة الرعب”، لافتا إلى أن “الإذاية والتضييق على عباد الله وكتم الأنفاس، تهدد أصحابها وتهدد مصداقيتهم وسمعتهم وبقاءهم وسلطانهم وبطشهم”.

وفي رده حول حكم استخدام التقية من طرف العلماء أثناء تهديدهم، قال الريسوني إن التقية مذمومة عند أهل السنة عموما ولا يحبونها ولا يحبون أصحابها، ومعروف من هم أصحابها ومن يشتغلون بها وأقاموا تنظيمات سرية لها مثل إخوان الصفا وغيرها، على حد قوله.

وشدد على أن أي مسلم إذا تعرض لما لا يطيقه من التعذيب والتهديد والوعيد، فله أن يصمت، وإن كان أفضل للعالم أن يجهر بالحق، لافتا إلى أن “ما لا يقبل بحال أبدا ولا عذر فيه عند الله وعند المؤمنين هو التفوه بالباطل والوقوف ضد الحق، فقول كلمة الباطل لا عذر فيه، ولا يجوز بوجه قول الباطل”، حسب الريسوني.

حديث الريسوني عن التضييق على علماء السعودية، جاء في سياق تغطية الجزيرة لمواقف أحد أكبر أئمة المملكة العربية، وهو عادل الكلباني، الذي توقف عن التغريد  على “تويتر” فجأة ودون معرفة مصيره، بعدما رفض أن يعلن دعمه لمحاصرة قطر، حيث تشن عليه جهات داخل السعودية حملة مسعورة رفقة عدد من العلماء والدعاة الذين فضلوا الصمت على دعم مقاطعة قطر.

المقرئ عادل الكباني الذي كان يعمل موظفا بالخطوط الجوية السعودية أمام الحرك في التراويح وتم إعفاؤه بعد فترة وجيزة، يعتبر من أنشط الدعاة وله 5.6 مليون متابع على “تويتر”، حيث حصل على لقب “شخصية الأسبوع” في برنامج سباق الأخبار على قناة الجزيرة، بعدما نال 75 في المائة من الأصوات، بينما حل اللاعب المصري محمد صلاح المنتقل حديثا إلى ليفربول الإنجليزي في المركز الثاني ونال 21% من الأصوات، وحل ثالثا رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور بوب كوركرونال 16% من الأصوات.

تعليقات الزوار

  • عادل بن سعد
    منذ 7 سنوات

    وانت لماذا تتكلم في السياسة ما تخصصك ولماذا تنكر على المشايخ ما توجهك من انت عرف بنفسك اما الريسوني فعالم جهبذ يعرفه العالم ككل لا يعقل ان يتكلم في السياسة امثالكم على حائط فيسبوك او تعليق على موقع ويسكت العلماء اجننت انت الكريتيك اباطرة فيه شنو قدمتيو تالعبة

  • كمال
    منذ 7 سنوات

    لا افهم لماذا الفقيه يتدخل في امور سياسية ليس من اختصاصه ولماذا لا يترك كل ما يتعلق بالطب لطبيب و ما يتعلق بالعلوم الاجتماع لدوي الاختصاص . وما يتعلق بالمعمار للمهندس .... و يهتم فقط بالامور الفقهية التي يعرفها ما يثير الاستغراب هو ان هؤلاء الخوانجية يدعون انهم يعرفون كل شىء حتى انهم في بعض الاحيان يخوضون في امور بعيدة عتهم كل البعد من قبيل علوم الفلك و النجوم و الثقب السوداء ... و الشيخ عبد السلام ياسين مثلا الف كتاب يفسر فيه علم الفلك و النجوم و المجرات مع العلم انه لا يفقه في علوم الرياضيات و الفيزياء