سياسة

برلماني: السلطوية نجحت في إقناع البيجيدي بأنه حزب منهزم

اعتبر البرلماني محمد خيي، أن ما سماها بـ”السلطوية” نجحت في إقناع حزب منتصر ليتصرف كأنه حزب منهزم، في إشارة إلى حزب العدالة والتنمية، مشيرا إلى أن المراحل الأخيرة عرفت ترسيخ شعور عام بالانهزام والانكسار في صفوف الحزب المذكور.

وأوضح في تدوينة على حسابه بفيسبوك، أن هذا الشعور تسرب إلى صفوف الحزب مباشرة بعد 7 أكتوبر، “والوقوف على مؤشرات إفشال محاولات رئيس الحكومة المعين آنذاك عبد الاله بنكيران لتشكيل أغلبية حكومية، وما تلاه من فصول حكاية البلوكاج الذي أدى إلى الإعفاء، وصولا إلى “تمرميدة” فَرْض الاتحاد الاشتراكي على رئيس الحكومة وقبوله بالأمر في نهاية المطاف، وما بينهما من صَوَلات وجولات زعيم التشكيل الرباعي المظفر، وماتلاه من أحداث ووقائع يعرفها اليوم القاصي والداني”.

وشدد على أن “الشعور بالهزيمة الذي تسرب إلينا في الحزب وما نتج عنه من انكماش قسري في المبادرة والفعل، لا شك أنه تفاقم عندما نجح النسق السلطوي من جديد في نقل الأزمة من مجال تدبير الأغلبية وتشكيل الحكومة إلى أزمة في الداخل، ومنه اجتياز الامتحان الأصعب في تاريخ الحزب بتعبير الأخ الأمين العام”.

وقال البرلماني عن حزب المصباح، إن “الخطير في الأمر – وعلى إثر هذا الشعور الذي تمكن من حزب العدالة والتنمية قيادة وقواعد – أن أصبح الحزب يتصرف سياسيا وكأنه خرج مكسورا من معركة سياسية وانتخابية خاسرة، وكأنه أنهى مرحلة حالكة من عمره ومن مسؤلياته عن تدبير الشأن العام الوطني بحصيلة بئيسة، وكأنه تقدم للناخبين المغاربة بمرشحين وأسماء مستهلكة وخائبة، وكأنه خاض معاركه السياسية والانتخابية الأخيرة بوجوه كريهة ومحترقة وبخطاب ضعيف ومفككك وبصفوف خربة ومشتتة، وبقيادة مهزومة وواهنة لا تقدم ولا تؤخر في الأمر شيئا”.

وأضاف بالقول: “النتيجة الطبيعية لذلك كانت هي أن ينال هذا الحزب ما يستحقه من عقاب انتخابي لا تخطئه العين! وتقهقر في النتائج والترتيب؟ وصدود عن الاستجابة لدعواته ومهرجاناته الخطابية، والحال أن الصورة غير ذلك، بل على النقيض منها تماما، حيث صادق الناخبون إجمالا على تدبير العدالة والتنمية للمرحلة وقيادته للحكومة، وظهر ذلك جليا في المقاومة الشعبية البينة لضغوط رجال السلطة لصالح التصويت على الحزب المعلوم”.

وتابع في تدوينته: “بالرغم من ذاك فقد نجح النسق السلطوي وفي رمشة عين في تحويل انتصارات 7 أكتوبر إلى “انتصار عقيم” وانتصار بطعم الهزيمة، أو بتعبير آخر مخفف نجح النسق السلطوي في تحويله من انتصار سياسي باهر، إلى مجرد تقدم انتخابي منزوع الدسم ومحصور في كوة صغيرة تُعَدَّد فيها المكاسب الحسابية واستحقاقات المرتبة الأولى رقميا وعدد المقاعد المحصل عليها في البرلمان، دون أن يكون لذلك الموقع الأثر السياسي والدستوري المناسب والملائم”.

وأشار إلى أن “أولى المهام الحيوية الموضوعة على جدول أعمال الإعداد الأدبي والسياسي لعقد المؤتمر الوطني المقبل، هو “تعقيم” هذه الأجواء الداخلية وتخليصها من هذا الشعور بالهزيمة واستعادة المبادرة النضالية لمواجهة النكوص الديمقراطي من موقع حزب معانق لآمال وانتظارات تيار مجتمعي عريض يتعاظم طلبه على الديمقراطية يوما بعد يوم”، وفق تعبيره.

ولفت بالقول: “يبدو حزبنا اليوم وكأنه تعرض لخداع، وأن أحدا ما أقنعه بصغر انجازه ومحدودية إمكاناته وأن تقدمه الانتخابي لا يعني شيئا ذا بال في منطق التوازنات السياسية، وأن رضى الناخبين غير كاف إن لم يكن أساسا دون أهمية وأنه مدين في تدبيره لمساره السياسي وبالعلاقة مع السلطة بمعطيات أخرى ضرورية”، على حد قوله.

 

تعليقات الزوار

  • عبد الحفيظ
    منذ 7 سنوات

    اجدت وافضت واحسنت. تلكم هي الأرضية التي ينبغي التحضير على اساسها للمؤتمر.