منتدى العمق

بعدما أكلت العصى في السبعينات وكذلك عصى اخرى في الثمانينات

بعدما اكلت العصى في السبعينات وكذلك عصى اخرى في ثمانينات القرن الماضي من طرف العسكرة التي كانت ولا تزال بمدينتي الحسيمة.

عند طلبي للبطاقة الوطنية طلب مني الضابط المسؤول ان أسرع ركضا لشراء علبة سجاير وادفع حقها من جيبي.

عندما مسكني دركي ببني بوعياش وانا في سن الثامنة عشرة وطلب مني أوراق السيارة، ونظر الى السيارة وقال بصوت مرتفع اننا نعرف بأنك تتاجر في الحشيش وفتش السيارة هو ومرافقه وانا مكبد اليدين.

وعندما أهانني عون القوات المساعدة وانا داخل الى البلدية من اجل أوراق لم احصل عليها ابدا.

وعندما مرض والدي الله يرحمو وتوجهت الى مستشفى محمد الخامس وبعد ستة ساعات عدنا للبيت دون جدوى ولم يكن اي طبيب هناك.

بعد كل علمت ان المغرب يكرهني حكومته تهينني وأمنه يستفزني قررت ان اجد وطن اخر يحترمني ويساعدني.

قررت الهروب والابتعاد من هذا الوطن الى ابعد البلاد.

لم يكن عندي اي برنامج او خبرة او تجربة بعيدة عن الحسيمة. كنت في التاسعة عشرة من عمري ولم أغادر الشمال ابدا كل ما اعرف الحسيمة تطوان ومرتين طنجة.

من قهري وضعفي وكرهي للوضع قررت الرحلة الى الولايات المتحدة الامريكية او استراليا.

والسبب هذه الدول هي البعيدة في الخريطة عن المغرب.

آه نسيت ان اخبركم ان في تلك الفترة التي كنت أفكر في مغادرة المغرب لم أستطيع الحصول على جواز سفر ولم يكن عندي نقود لأني كنت فقير وولد الشعب.

في بداية ربيعي العشرين كنت أتجول في شوارع سان فرانسيسكو بكاليفورنيا . لا لغة الجملة الوحيدة التي كنت أرددها هي ؛ Thank you very much ولا نقود ولا أوراق .

كيف وصلت قصة طويلة . المهم لم أعد للمغرب اكثر من عشرين سنة كانت والدتي تزورني تم اخي كان عمره عشر سنوات وهو الان دكتور بلوس أنجلس وأختي كانت صغيرة كذلك وهي الان مديرة ثانوية باوكلاند كاليفورنيا.

لم أكن أفكر في العودة طول هذه السنيين الآني لم أنس القهر والظلم والحقد الذي قاسيته في المغرب حتى أصبحت انا حاقد على كل شي في المغرب الحكومة النظام الناس.

ومع مرور السنين طبعا يعود الحنين الى الوطن .
الوطن او لبلاد التي ليس لها اي ذنب فيما يقع.
اعرف ان هناك شباب في الحسيمة من خيرة شباب المغرب واعرف وأحسن بما يعانون كما عانية في السابق واعرف ان المستقبل سيكون أحسن.