مجتمع

اليعقوبي: الحسيمة لم تعد منطقة عسكرية وقادة الاحتجاجات “يضللون”

هاجم والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، محمد اليعقوبي، ما اعتبره تضليلا يمارسه متزعمو الاحتجاجات التي تعرضها منطقة الريف، معتبرا أن إقليم الحسيمة لم يعد منطقة عسكرية منذ 1959، قائلا في هذا الصدد: “أحد الأوجه الكبرى لهذا التضليل المتواصل، يبقى مرسوم 1958 الذي يحدد الحسيمة كمنطقة عسكرية، وهذا الظهير لم يعد ساري المفعول منذ سنة 1959”.

واعتبر اليعقوبي في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، اليوم الخميس، أن “الأمر يتعلق هنا بتدليس حقيقي من خلال الحديث عن المرسوم، وتجاهل القوانين المعتمدة لاحقا، والتي ألغت الطابع العسكري لمنطقة الحسيمة”، منددا بما سماه “عدمية” متزعمي هذه التحركات الاحتجاجية.

وأضاف أن “الصورة التي يتم ترويجها من طرف بعض وسائل الإعلام وعلى شبكات التواصل الاجتماعي عن الحسيمة كمدينة مشتعلة، هي تضليل حقيقي، الغاية منه تغليط الجمهور الواسع وتبخيس الجهود التنموية الجبارة التي بذلتها الدولة في السنين الأخيرة”، وفق تعبيره.

وقال المتحدث إن هناك “فعلا مظاهرات بالحسيمة على غرار مدن أخرى بالمملكة، وفي كل البلدان الديمقراطية، لكن ممتهني التحريض يحاولون إعطاء صورة خاطئة عن المدينة، والاستجابة لدفتر تحملات محركي هذه المظاهرات”، مردفا بالقول إن “المدينة تعمل، والسكان يذهبون لقضاء أغراضهم، فضلا عن أن المؤسسات تشتغل بشكل عادي”.

واتهم اليعقوبي محركي هذه المظاهرات بأنهم “يحاولون من خلال معركتهم الإعلامية المرتكزة على التضليل، أن يحققوا على شبكات التواصل الاجتماعي، ما عجزوا عن تحقيقه من أهداف في الميدان، وذلك لفائدة محرضيهم ومموليهم”، معتبرا  أن ما سماه بـ”التدليس” يتجلى كذلك في تضمين ملفهم المطلبي أنشطة ومشاريع مبرمجة أصلا في إطار المخطط الذي أطلقه الملك محمد السادس سنة 2015، على حد قوله.

وتابع قوله إن “هؤلاء لا يمكنهم إنكار الحقائق كما هي على الأرض، والتي تؤكدها مجموعة من المشاريع التي أنجزت أو في طور الإنجاز منذ سنة 2015، تحت الرعاية ملك محمد السادس”.

الزفزافي واليعقوبي

يأتي ذلك بعدما هاجم ناصر الزفزافي، أحد متزعمي الاحتجاجات التي يعرفها إقليم الحسيمة، والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، محمد اليعقوبي، معتبرا أنه جزء من المشكلة ولا يمكنه أن يكون جزءاً من الحل، مطالبا الملك محمد السادس بالتدخل لرفع ما أسماه “عسكرة الريف”، وبرحيل اليعقوبي من الحسيمة.

وقال الزفزافي في شريط فيديو تداوله نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن اليعقوبي “يريد تشتيت ونسف الحراك الشعبي في الريف، بعدما نجح في ذلك مع احتجاجات غلاء أسعار الكهرباء في طنجة”، معتبرا أن تواجده في الريف سيزيد من احتجاجات النشطاء.

وتابع قوله: “على الدولة أن تعرف أن تواجد اليعقويي هنا سيزيد من التصعيد وسنتخذ أشكالا نضالية قوية، لأنه كان من المفروض على اليعقوبي أن يوصل تقارير صحيحة حول مطالبنا العدالة إلى الرباط، لا أن يصفي حساباته هنا”.

المتحدث أوضح أن معركتهم هي ضد الفساد والمفسدين، متهما الدولة بـ”تجاهل الحراك وممارسة الضغوط والقمع على النشطاء، واستعمال الصحافة الصفراء لتشويه سمعة النشطاء”، مردفا بالقول: “الدولة تحاصرنا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا بظهير مشؤوم يعتبر المنطقة منطقة عسكرية وكأننا في سوريا أوالعراق، وهذا الظهير يخيف المستثمرين من القدوم للمنطقة”.

وبخصوص الاتهامات التي يوجهها البعض إلى وجود انفصاليين في حراك الريف، قال الزفزافي إن “ما يشاع على أننا انفصاليين هو كذب لأن هناك ملف حقوقي يظهر مطالبنا العادلة والمشروعة”، مطالبا الجيش بالتوجه إلى منطقة الكركرات في الصحراء عوض الحسيمة، وفق تعبيره.

وقفات جديدة

إلى ذلك، دعا نشطاء إلى تنظيم وقفة احتجاجية بعد غد السبت بمنطقة بوكيدان بالحسيمة، ضمن الاحتجاجات المستمرة في الريف، في حين دعت مجموعة من الهيئات السياسية والحقوقية والنقابية والجمعوية بمدينة تطوان، إلى المشاركة في وقفة تضامنية مع الحسيمة غدا الجمعة.

ووقع بيان الوقفة كل من الحزب الاشتراكي الموحد، حزب النهج الديمقراطي، المؤتمر الوطني الاتحادي، تيار التحرر الديمقراطي، الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، الجامعة الوطنية للتعليم، الشبيبةالعاملة المغربية، الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، منتدى حقوق الإنسان شمال المغرب.