وجهة نظر

السنوني يكتب: الحرية الآن لأزهار حراك الريف العزيز

سليمة الزياني المعروفة بإسم “سيليا” أنس الخطابي بدر الدين بولحجل عضو فرقة “أكراف”، أزهار حراك الريف حاولت يد البطش أن تمتد إلى الرمزية التي يشكلها إنصهار الفنان في قضايا شعبه متحديا الحصار و المنع والتدجين ولعل ههؤلاء الفنانين داخل زنازنهم.

فخورون اليوم بسجلهم العدلي الجديد الذي يضع الإبداع و الأشعار المنفلتة من عقالها ضمن لائحة المحرمات التي تستوجب العقاب والتعذيب والسجن والردع، فهناك على الجانب الآخر من يعتقد خطورة الإبداع على الرأي العام الذي تعرض للتدجين المنهجي عبر إبعاد الفن الملتزم وإعتقال وسجن الفنانين ولا شك أن أصابع القامع المانع، تحترق كلما حاول الإقتراب من حديقة الإبداع.

والتاريخ يشهد على أن التسلط لم ينجح أبدا من هزم ذلك الفيض الهادر النابع من عيون الكلمة أو النغم أو الأدب،فنهر الفن المبدع المنصهر بقضايا الناس وحريتهم و كرامتهم المسلوبة من طرف “الأخ الأكبر” كما وصفه جورج أورويل في رواية 1984 هذا النهر الجارف لن توقف تسربه إلى قلوب الشعب وضميره تلك الحواجز الوهمية التي تحاول السلطة الغاشمة عبثا زرعها في طريقه.

و أن إنتفاضة فناني الريف العزيز وتضحياتهم الجسام لدرس جديد لمن يعتقد أن غفوة الشعب ستطول بفعل التخدير السياسي والوعود والشعارات التي لن تصمد أمام أول هبة ريح فتحية لسيليا ورفاقها في زنازنهم المظلمة، ذلك أن مازرعوه في نفوس الشعب من بذور اليقظة و الوعي ستعطي تمارها حتما اليوم او غدا حتى ينتصر فن نضال الشعب على إعلام التضليل والتجهيل.

هناك فرق كبير بين من رضع من ثدي الحرية وبين من رآى في الحرية خرابا وشرا ، كما كان يقول صديقي الراحل محمود درويش ، حرا كما يشتهيني الضوء من صفتي خلقت حرا ومن داتي ومن لغتي الحرية الآن لفناني الحراك وكل المعتقلين السياسيين.