سياسة

منجب: خطاب الملك متشائم وتمهيد لملكية أكثر تنفيذية ولا تحاسب

وصف المؤرخ والمحلل السياسي المعطي منجب خطاب الملك بمناسبة عيد العرش بأنه “خطاب متشائم إلى حد كبير”، مسجلا أن “الملك خص بالانتقاد المسؤولين الإداريين والمسؤولين السياسيين أي الأحزاب السياسية والإدارة العمومية، وخص بالمدح رجال الأعمال والقطاع الخاص عموما ورجال الأمن”.

وأوضح منجب في تصريح لجريدة “العمق”، أن خطاب الملك “فيه تنبيه أيضا إلى أن الملكية التنفيذية قد تصبح أكثر تنفيذية في حالة لم يتحمل المسؤولون مسؤولياتهم، وهذا فيه نوع من التحدي للسياسيين بأنه إذا لم يقوموا بعملهم داخل الحكومة فإن الملك قد يتخذ القرار بدلا عنهم”.

واعتبر أن الأمر “قد يؤدي في الشهور والسنوات القادمة إلى ملكية أكثر تنفيذية”، مسجلا أيضا أن “الملك أحسّ أن تجربته في تقوية الأحزاب واعطائهم صلاحيات كثيرة من خلال الدستور فشلت، حيث رغم كل تلك السلطات التي حصلوا عليها في البرلمان والحكومة إلا أنها لم تعطِ نتائج في التنمية وتحسين الأوضاع الاجتماعية، وهو ما يدعوه كملك للبلاد إلى أن يتحمل مسؤوليته ويزيد من السيطرة التنفيذية للقصر”.

وأشار أن “الملك نفسه يقول إن بعض مواد الدستور لم تطبق عمليا، بما فيها قرارات ربط المسؤولية بالمحاسبة، لكن المشكل أن الملك يخرج نفسه من هاته القضية، لأنه كما نعلم دستوريا وقانونيا أن الملك لا يسائل، وهي مسألة سلبية جدا، لأن فيها نوعا من الوعد بأن الملكية رغم أنها تنفيذية إلا أنها لا يمكن أن تُحاسب. وهذا فيه نوع من التناقض”.

وأبرز منجب أن “الخطاب يستشف منه أيضا أن بعض القرارات التأديبية قد تطال بعض المسؤولين المحليين، كما أن هناك إشارات إلى احتمال تعديل حكومي، وخصوصا ضد أولئك الذين يشتكون من المنع من العمل، حيث داعاهم إلى الاستقالة إذا كانوا يقدمون تلك التبريرات”.

ونبه المصدر ذاته إلى أن كلام الملك في هذا السياق، ربما قد يكون موجها إلى التيار من حزب العدالة والتنمية الذي يقول إن التحكم هو من يمنعه من الاشتغال، لافتا إلى أن “هذا طبعا واقع، لأن هناك فعلا قِوى متحكمة ونافذة وغير منتخبة تمنع المسؤولين من تطبيق برامجهم القطاعية، لأنها تريد أن تكون لها اليد الطولى في التطبيق والاختيارات”.