مجتمع

سرقة مؤونة الجيش بالسمارة يعود للواجهة.. وجمعوي: الملف شائك

لم يكن الملف الذي طرحه منشط برنامج “برلمان الشعب”، المتعلق بـ “التلاعب وسرقة” الحصص الغذائية الموزعة على أبناء مخيمات الوحدة بمدينة السمارة، بالموضوع الجديد، بل يعود لبداية تسعينيات القرن الماضي وتحديدا منذ إنشاء مخيمات بالأقاليم الجنوبية بكل من السمارة وبوجدور والعيون.

ولطالما لجأ ساكنة المخيمات المستقدَمون من مناطق الرحامنة والسراغنة وشيشاوة وسوس إلى عدد من مدن الجنوب قبيل الاستفتاء الذي أقرَّه العاهل الراحل الحسن الثاني، والذين تم إسكانهم مؤقتا داخل خيام، إلى تنظيم وقفات احتجاجية محلية وإقليمية وقوافل صوب العاصمة، فيما انبرى مجموعة من النواب البرلمانيين إلى طرح أسئلة كتابية وشفهية على المسؤولين بالبرلمان مطالبين بتوجيه لجان لتقصي الحقائق.

الفاعل الجمعوي “ع. ر”، وابن مخيم الوحدة بالسمارة، أكد لجريدة “العمق”، أن لجان التقصي لم تكن لترى النور ناهيك عن إشارة المسؤولين إلى أن الملف “شائك وتتداخل فيه المعطيات”، وفق تعبيره، متابعا أن “عددا كبيرا من ساكنة المخيمات المقيدين لدى السلطات المعنية التي تمدهم بالمؤونة بصفة دورية كل 10 أيام رحلوا عن المخيم منذ سنوات طويلة، إلا أن الحصص لا زالت ثابتةً، موضحا أن عقود الازدياد الفارغة من المعطيات والمصادق عليها ما هي إلا شكل من أشكال استفادة مجهولين من تلك الحصص”.

وتستفيد ساكنة المخيمات الذين لجؤوا إلى البناء العشوائي عبر استعمال الطوب أو الأسمنت واتخاذ القصب والأخشاب دعائم لأسقف المنازل بعد أن طال بهم الأمد داخل خيام من الثوب اهترأت بفعل الرياح وأشعة الشمس، تستفيد، من ثلاث حصص شهريا تشمل كميات من الدقيق والزيت والمصبرات والقطاني والمعجنات، في وقت أشار فيه الفاعل الجمعوي إلى أن “الكمية نقصت كما وكيفا مقارنة بالبدايات”، وفق تعبيره.

“لطالما شابَ هذا الموضوع عدد من الأسئلة، فيما توجه الساكنة أصابع الاتهام لبعض المسؤولين منهم الصغار وبينهم النافذون، وكلما علت الأصوات منددة ومحتجة طالبت جهات من شباب المخيم ورجاله طمس الموضوع بسبب حساسيته في الوقت الذي بقيت لجان التحقيق دون تفعيل، فيما طُلب من برلمانيين التغاضي عن الأمر”، يقول المتحدث الذي يقطن المخيم رافضا الإفصاح عن هويته.

مصدر مسؤول خاص بالجريدة، أكد أن “خروقات تعدَّت الاستفادة من حصص غذائية إلى الشقق العقارية المخصصة لأبناء المخيمات حيث تمت إعادة إسكان المتواجدين ببوجدور والعيون فيما لا يزال سكان مخيم الوحدة بالسمارة ينتظرون دورهم وهي العملية التي لا زالت تعرف عددا من العثرات، في وقت يعيش فيه حوالي 20 ألفا دون شبكة المياه العادمة فيما يتزودون بمياه الشرب انطلاقا من السقايات في قلب السمارة”، وفق قول المتحدث.