سياسة

يتيم يهاجم البوحسيني وطارق ويتهم شبيبة حزبه بارتكاب “انزلاقات”

هاجم محمد يتيم، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية ووزير الشغل والإدماج المهني في حكومة العثماني، شخصيات يسارية تدعم حزبه، بسبب “بحثهم في العدالة والتنمية عن الحزب الذي افتقدوه في اليسار، وفي أمينه العام المهدي بنبركة، أو ابراهام السرفاتي”، وفق تعبيره، متهما شبيبة حزبه بارتكاب “انزلاقات” في ملقتاها الوطني الذي اختتم أمس السبت بفاس.

وقال يتيم في مقال نشره على الموقع الرسمي لحزبه تحت عنوان: “ملتقى الشبيبة.. ومدرسة العدالة والتنمية”، إنه “إذا كانت المناضلة الغيورة البوحسيني أو حسن طارق أو عبد الصمد بلكبير لهم رأي آخر أو يبحثون في العدالة والتنمية عن ذلك الحزب الذي افتقدوه في اليسار، وفِي أمينه العام عن المهدي بن بركة، أو ابراهام السرفاتي، فليس حزب العدالة والتنمية الذي خشية أن ينعت بـ”المخزنية” سيرضى لنفسه أن يضطلع بدور كاسحة ألغام، ولا بالذي سيتطوع بالعودة بالبلاد إلى تاريخ تنازع وصدام مع الملكية أكل فيه أوفقير الثوم بفم حركة بلانكية وأنتجت سنوات رصاص كان يضرب في الاتجاهين”.

واعتبر يتيم أنه “ينبغي للمنتقدين من خارج منطق الحزب أن ينتبهوا أن الخيار الإصلاحي التراكمي للحزب قد اثبت نجاعته وأظهر مردوديته، وهو الخيار الذي استند على أعمق ما توصل له الفكر الإسلامي من قواعد أصولية في تدبير تعارض المصالح والمصالح والمفاسد، والمفاسد والمفاسد، والمصالح قائمة على التقدير والترجيح، وهي قواعد عقلية فطرية يقر بها كل عقل سليم . وينبغي لأعضائه وشبابه خاصة أن يحاكموا ويقيموا أداء الحزب”.

وخاطب رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الثامن لحزب المصباح، أعضاء الحزب بالقول: “ينبغي لأعضاء الحزب ومتعاطفيه وشبابه أن ينتبهوا أنه بذلك الخيار -الذي وصف تارة بالانبطاح وتارة أخرى ب”المتنازل”، ونال بسببه ابن كيران في التاريخ القريب والبعيد ما نال من تهمة “التمخزن” والتفريط في الصلاحيات- تصدر الحزب المشهد السياسي بصبر ومثابرة ومعاناة ومكابدة، وأنه بهذا الخيار وعلى الأرجح بسببه لم يسلم من حرب السلطوية وأدواتها وإعلامها، لأنه لم يقدم نفسه ولن يقدم نفسه ولن يسمح لخصومه أن يقدموه في موقع المنازع للملكية ولشرعيتها الدينية والتاريخية، كما أنه لم يسلم ولن يسلم من الجهة الأخرى من السنة حداد من أقصى اليمين أو من أقصى اليسار!”.

وأضاف بالقول: “في العدالة والتنمية تُمارس الحرية الفكرية في أبهى صورها، حيث يتسع صدر الحزب بالرأي المخالف، إذ يثبت أنه لا يخاف الأفكار المخالفة، فهو يقدر أنه من الطبيعي أن تختلف التقييمات والتحاليل باختلاف المنطلقات والمرجعيات، هو حزب لا يضيق بها بيت أبنائه ومناضليه، ولا يضيق بها إذ هي صادرة عن مخالفيه بل يفسح لهم ملتقى شبابه ويجعل لهم كلمة فيه”.

وشدد على أن حزبه لم يقل يوما بالملكية البرلمانية، ويعتبر أنه ما تزال هناك  ممكنات في التنزيل الديمقراطي للدستور  لم تستنفذ بعد. وأن من بين أهم  المنطلقات المنهجية للحزب التدرج  والتعاون والشراكة في بناء الوطن، مشيرا إلى أن “الحزب لم يدع  يوما بأنه حزب ثوري أو راديكالي، ومن أراد الحكم على الحزب ويقيم أداءه فعليه أن يفعل ذلك من  داخل منطقه ومنطلقاته ومرجعياته، لا على أساس منطق ومنطلقات ومرجعيات لم يسلم يوما بها حتى يسلم بالنتائج التي يمكن أن تترتب عنها”، على حد قوله.

إلى ذلك، اتهم يتيم شبيبة حزبه بارتكاب “انزلاقات” في ملقتاها الوطني الذي اختتم أمس السبت بفاس، قائلان إن الملتقى “لم يسلم من بعض الهفوات والانزلاقات التي تحتاج إلى معالجة استنادا على أسس المنهج، الذي أشرنا لبعض معالمه والذي ينزعج البعض من التذكير به ويسخرون منه، ومن المتحدثين عنه”، مستشهدا بالمثال الذي يقول ‘الماء إذا بلغ قلتين لم ينجس”.

وفي إشارة لا تخلوا من دلالات، اعتبر المتحدث أن قيادات الشبيبة وقيادة الحزب مسؤولون عن تصحيح تلك “الانزلاقات”، لافتا إلى أن ما يعتبرها انزلاقات تبقى خاصة بالشباب، “وهي إن وجد لها عذر في شباب حديثي عهد بالانتماء لتنظيمه الشبابي، فلا عذر أن تصدر عمن يعتبرون من أصحاب السابقة، ولا عذر لهم إن سكتوا عنها”، في إشارة إلى بعض قادة حزبه دون أن يسميهم، داعيا إلى استدراك هذه “الانزلاقات”.

وتابع قوله: “على الرغم من أنني لم أتابع كل العروض والمحاضرات، إلا أنه قد تابعت قدرا مهما منها يجعلني في وضع يمكنني من الخروج بعدة خلاصات وبضعة ملاحظات، وبعض عتاب لا يقلل من نجاح هذه المحطة، بقدر ما ينبه من طرف خفي إلى ما ينبغي الحذر منه والاحتياط له في المستقبل، وبعضها لا يرتبط بهذه اللحظة بل ما فتئت أعبر عنه منذ تأسيس الشبيبة”.

يتيم استدرك في مقاله بالثناء على الملتقى الوطنية لشبيبة المصباح رغم الانتقادات التي وجهها إليها، قائلا: “ملتقى الشبيبة الأخير قدم دليلا حيا على أننا أمام حزب حي حق له أن يفتخر بشبيبته التي رابط مناضلوها في عز الصيف، وقيظ مدينة فاس في أشد الشهور حرارة، ليس من حيث فصل الصيف ولكن من حيث الحرارة السياسية التي ارتفعت بعد خطاب العرش”.