مجتمع

تقرير: ربع أضاحي المغاربة تعفنت .. والسبب تغذيها على البراز

رجّح تقرير للمركز المغربي لحقوق الإنسان، أن يكون تعفن لحوم أضاحي عدد كبير من المغاربة، راجع لـ “لعدوى بكتيرية برازية خلال حياة الأضحية (قبل الذبح)”، موضحا أن الأضاحي قد تكون تغذت على برازها أو براز حيوان آخر.

وذهب التقرير الذي توصلت به جريدة “العمق”، إلى التشكيك في أن يكون الماء مصدرا لنقل هذه العدوى، مرجحا كذلك أن الأضاحي قد تم تعليفها قبيل العيد عنوة، وهو الاحتمال الراجح، بأعلاف أو كلأ ممزوج ببراز الدجاج مثلا أو حيوانات أخرى، قصد تلويث الكرش ببكتيريا تنتج غازات خلال نشاطها الاستقلابي مما يترتب عنه انتفاخ بطون الحيوانات لتظهر وكأنها في حالة ذهنية جيدة.

وأوضح التقرير أن هذه البكتيريا تتسرب إلى جسم الحيوانات عبر الدورة الدموية، فقبل التذكية يعمل الجهاز المناعاتي على محاربة العدوى مما يحد من التفشي، لكن بعد التذكية نحصل على لحوم ملوثة بالبكتيريا المذكورة وفي غياب الجهاز المناعاتي وتوفر درجة ملائمة، تتكاثر البكتيريا بكل أريحية وتواصل التكاثر مما يترتب عنه فساد اللحوم.

وكشفت دراسة ميدانية قام بها المركز الحقوقي، أن أكثر من 25 بالمئة منها تعرضت لحومها بالفعل إلى التلف، حيث ازرقت واخضرت، وصدرت عنها روائح كريهة، منذ اليوم الثاني بعد يوم عيد الأضحى، مما حرم العديد منها من تناول اللحوم، فيما لم تعر بعض الأسر أي اهتمام للموضوع، مما تسبب في بعض الحالات إلى تسمم، بعد تناولها للحوم متعفنة.

ويرى التقرير أن ما جرى يرقى إلى “مرض وبائي، أصاب لحوم أضحية العيد، في ظروف، أقل ما يقال عنها، أنها غامضة، لم تستطع المصالح الصحية المعنية معرفة الأسباب من وراء هذه الآفة”، يقول التقرير، لافتا إلى أن ما صدر في بداية الأمر، من لدن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، لم يكن مقنعا للرأي العام المغربي، بكون سوء التعامل مع السقيطة هو السبب فيما جرى للحوم الأضحية.

وأبرز عبد الإله الخضري رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان، ضمن حديث مع جريدة “العمق”، أنه كان من الحري بالمصالح المذكورة تشكيل لجان طبية لتدارس الآفة، والتعامل معها باعتبارها وباء مرضيا خطيرا قد يضر بالسلامة الصحية للمواطنين، بدل محاولة تبرير ما وقع، بإسقاط اللوم على سلوك الأسر المغربية في التعاطي مع السقيطة.

ولفت المتحدث، إلى أن المعطيات الأولية، التي جمعها المركز المغربي لحقوق الإنسان تشير إلى أن الأكباش، المتواجدة في بعض الإسطبلات، والتي يتم تغذيتها من خلال أعلاف مصنعة، قد فسدت لحومها بشكل أكبر بكثير من مثيلاتها، التي تأكل من المراعي الطبيعية والتي كانت لحومها على العموم سليمة، مما قد يحيلنا إلى التشكيك في بعض الأعلاف، وخصوصا ظاهرة استعمال أقراص كيماوية للتسمين، واستعمال فضلات الدجاج في علف الأغنام، والتي باتت تستعمل على نطاق واسع، في ظل مراقبة ضعيفة، إن لم نقل منعدمة، من لدن الجهات المختصة.

واستغرب الخضري، من الإسراع في اتهام أشعة الشمس بالتسبب في تعفن لحوم الأضاحي، علما أن معظم القرى المغربية تتعاطى مع لحوم الأضحية تحت أشعة الشمس منذ مئات السنين، كما يتساءل عن السر وراء تعفن لحوم الأضاحي، خلال عيد الأضحى فقط، علما أن المغرب يشهد ذبح مئات الآلاف من الأكباش وغيرها من الأنعام على مدار السنة، دون أن تسجل المصالح الرقابية المختصة، ظهور مثل هذه التعفنات.

إلى ذلك حمل المركز المغربي لحقوق الإنسان، المسؤولية للحكومة المغربية، معتبرا تفاعلها هروبا إلى الوراء، وتقاعسا من جهتها إزاء آفة ترقى إلى وباء مرضي، قد يفتك بحياة آلاف المواطنين، إن لم تتخذ الإجراءات الاحترازية اللازمة، مطالبا بضرورة الإسراع بجرد الحالات، وتشكيل خلية أزمة، لتحليل العينات، ومعرفة الأسباب الكامنة وراء تعفن لحوم أضحية العيد.

وطالب المركز مسؤولي مصالح السلامة الصحية بتكثيف مراقبتها لأسواق ومجازر ذبح وتقطيع وبيع اللحوم الحمراء، والتدقيق في شروط العمل داخلها، وكيفية تعامل المشتغلين فيها مع اللحوم غير الصالحة للاستهلاك، داعيا الجمارك إلى ضرورة منع دخول المواد الكيماوية، وأقراص وحقن التسمين، المستعملة في تعليف الأغنام لتسمينها بشكل غير طبيعي، مع تجريم استيرادها بشكل قطعي وحازم، وإنزال العقوبة الشديدة بالمخالفين لهذا القرار، كما طالب مربي الأغنام بضرورة الالتزام بالأخلاق، وعدم تطعيم مواشيهم أعلافا مشبوهة، مثل فضلات الدجاج.