مجتمع

حمودي: تيار داخل النظام المغربي يريد العودة بنا إلى زمن القمع والخوف

اعتبر المتخصص الأنثروبولوجي المغربي، عبد الله حمودي، أن ما يحدث في منطقة الريف يكشف أشياءً تبعث على التشاؤم، مشيرا إلى أن هناك “تيارا داخل النظام المغربي يحاول الاستقواء للعودة بنا إلى سنوات القمع والتخريب والاعتقال والخوف، وهناك مؤشرات على ذلك”.

وقال حمودي في ندوة تحت عنوان “السلطة والريف ومآلات الحراك”، نظمتها اللجنة الوطنية لدعم حراك الريف بمقر هيئة المحامين بالرباط، مساء اليوم الثلاثاء، إن النظام المغربي ومن يمثله، يحاول اليوم تأنيب الشباب المغربي بسبب ما وقع في 20 فبراير وما تحقق تحت الضغط من مكتسبات قليلة.

وتابع قوله: “النظام يريد أن يقول للشباب: نعطيكم المثال بالريف ليكون عبرة لكم، سنتعامل معكم بنفس الطريقة التي نتعامل بها معهم والتي نتعامل بها منذ الاستقلال”، مؤكدا أنه بالرغم من هذا التشاؤم، “فلا تراجع عن 20 فبراير ولا نسيان للشرخ الذي أحدثه تعامل الدولة مع الريف”.

وأوضح الأستاذ الجامعي، أن تجربة الريف هي تجربة المغرب كله، وهي “تجربة تُعري التناقضات والشرخ والظلم السائد وعدم الاعتراف بتراث النضال المجيد في الريف”، لافتا إلى أن الحراك الحالي لن ينتهي والشعب المغربي متأثر بما يحدث لأبناء الريف، رغم عدم وجود أشكال داعمة في مناطق أخرى من المغرب.

وأشار المتحدث إلى أن الملك الراحل الحسن الثاني “تورط في حرب الريف بشكل مباشر، وهذه أشياء يتم غض الطرف عنها، والمطلوب اليوم إعادة النظر في هذه الأمور من أجل معالجة الشرخ الحاصل”، معتبرا أن مبادرة المصالحة التي أطلقها المغرب لطي ملف الانتهاكات، كانت غير مسبوقة لكنها ظلت مبتورة خاصة في منطقة الريف.

وأضاف أن أبناء الريف مستعدون للمسامحة لكنهم لم ولن ينسوا أبدا ما حدث لهم، مشددا على أن “النسيان الحقيقي ومعالجة الشرخ القائم، يمر باعتراف الدولة بالجرائم ومحاكمة المتورطين وطلب المسامحة من الضحايا، بدون هذا لا يمكن للجرح أن يعالج، وفي كل مناسبة يزداد هذا الجرح”.

حمودي أوضح في حديثه عن وجود شرخ بين الدولة والريف، أن الموضوع يعود إلى سنوات الاستقلال بسبب طريقة تعامل النظام مع المنطقة وتطلعات سكانها، معتبرا أن علم الريف الذي يرفع حاليا في مظاهرات الحراك، ليس علما انفصاليا بل علم تحرر لكل البلد.

وأردف بالقول في نفس الصدد: “لا يوجد أي خوف من علم الجمهورية، لأن محمد بن عبد الكريم الخطابي عمل على تأسيس كيان لتحرير البلد من الإسبان والفرنسيين، فماذا كان عليه أن يفعل؟ أن يؤسس ملكية جديدة أو نسبا شريفا بالريف؟”، مشيرا إلى أن هذا الشرخ موجود أيضا في التركيبة الوطنية للنظام منذ الاستقلال، على حد قوله.