مجتمع

مواطن يحكي قصة درامية حول “وفاة” ابنته بمستشفى السويسي بالرباط

لجأ المواطن عبد الرحيم اليوبي إلى القضاء لعله ينصفه ويكشف له حقيقة ما إذا كانت فعلا ابنته التي وضعتها زوجته يوم 18 غشت الماضي بمستشفى السويسي بالرباط، قد توفيت فعلا أم أنها تعرضت لـ”عملية اختطاف”، أو أن وفاتها كان نتيجة “إهمال”.

وتعود فصول القضية حسب ما كشف عنه عبد الرحيم اليوبي في تصريح لجريدة “العمق”، إلى شهر غشت الماضي، حيث دخلت زوجته مستشفى السويسي يوم 16 من الشهر ذاته، وأنجبت طفلة يوم 18 على الساعة 11:18، وبعد مدة أخبروها أنهم سيأخذون المولودة إلى قاعة أخرى لأنها بحاجة للأكسجين لمدة ساعتين.

وبعد ساعات من البحث عن طفلتهما بين قاعات المستشفى، دلتهم المكلفة بالاستقبال بجناح الأطفال p5 عن رضيعة وقالت لهما إنها ابنتهما، “ساعدتها في حمل طفلتها وإرضاعها .. خرجت زوجتي مسرورة” يقول اليوبي.

غير أن المفاجأة أن الزوجة اتصلت بزوجها في اليوم الموالي وأخبرته أن من أرضعته يوم أمس هو رضع جنسه ذكر وأنهم أخبروها أن الرضيعة لا علم لهم بمكانها، “خرجت من المنزل متجها إلى المستشفى .. وتلقيت اتصالا ثانيا من زوجتي تسألني هل بالفعل أخبروك بأن ابنتنا كانت في وضعية حرجة وأنك لم تعط للأمر أية أهمية، فأكدت لها أنه لم يتصل بي أحد من المستشفى” يضيف اليوبي في حديثه للجريدة.

وتابع، أنه بعد وصوله للمستشفى وجد زوجته في حالة متدهورة، وأخبرته أن المولودة توفيت، “لم أصدق الأمر وأردت رؤية طفلتي سواء حية أو ميتة، وانتابني شعور أن ابنتي تم اختطافها “، مضيفا أنه “لم أتمكن من رؤية جثة ابنتي حتى الساعة الثالثة”.

واسترسل اليوبي، قائلا: “ساورتني شكوك حول وفاتها بسبب الأقوال المتضاربة للطاقم الطبي لقسم الولادة وقسم طب الاطفال، حيث أنهم يؤكدون أنهم اتصلوا بي وأخبروني أن ابنتي في حالة حرجة وأنه يلزمها الانعاش ويجب نقلها لمصحة خاصة لأن كل الأماكن بمصلحة الانعاش مملوءة، في حين أنني لم أتوصل بأي مكالمة منهم”.
وأضاف أنهم “غيروا رواية الاتصال بي وإخباري عن حالة المولودة، برواية أخرى مفادها أنهم اتصلوا بزوجتي ليلا ليخبروها غير أنهم وجدوا هاتفها غير مشغل، في حين أنها كانت في الطابق الرابع ولم يكلف أحد منهم نفسه عناء إخبارها بالرغم من أن المسألة تتعلق بحياة أو موت”.

“بعد هذا بثلاثة أيام ذهبنا للمستشفى قصد الحصول على توضيحات في الموضوع ولماذا لم يخبرونا بالحالة الحرجة لابنتنا تلقينا الجواب من الطاقم الطبي للولادة أنهم غير معنيين بذلك وأنهم مكلفين فقط بإخبارنا عن حالة الأم .. وأن من عليه إخبارنا هو طاقم طب أطفال” على حد تعبير والد المولودة.

وأردف المتحدث ذاته، أنهم قصدوا الطاقم الطبي المكلف بمصلحة طب الأطفال فأخبروهم أن الرضيعة ولدت بقاعة الولادة وظلت هناك لعشرون ساعة وتوفيت هناك، وهم غير معنيين بذلك، مضيفا “استفسرتهم بخصوص إعطاء زوجتي طفل غير طفلتها لإرضاعه، قالوا إنهم لم يعرفوا هوية السيدة التي رافقت زوجتي في تلك الليلة وأنه إذا تم التعرف عليها ستأتي لتعتذر عن الخطأ المعنوي التي اقترفته، هذا بالرغم أن زوجتي دخلت لهذا الجناح مرتين في يومين و على مرئ الجميع”.

وبعد أن طرق الزوجان كل أبواب المستشفى من أجل الحصول على توضيحات حول قضية وفاة ابنتهما، قاما باللجوء إلى القضاء حيث وضعا شكاية لدى وكيل الملك بمحكمة الاستئناف بالرباط يتهمان فيها المستشفى بـ”الاهمال”، لأنه لم يوفر الرعاية الكافية لابنتهما وظلت لعشرون ساعة تنتظر مكانا لها بغرفة الانعاش.

وأكد عبد الرحيم الأيوبي أنه مر لحد الآن شهر على وفاة ابنته غير أن جسدها لم يوارى الثرى بالرغم من أنه راسل وزير الصحة ومفتشية الصحة ومدير المركز الاستشفائي السويسي، ووضع شكاية لدى وكيل الملك، وأن الأجوبة التي يتلقاها هو أن البحث لا زالا جاريا من طرف المفتشية ومن طرف الأجهزة الأمنية.

وأضاف أنه تم الاستماع لزوجته مؤخرا من طرف الشرطة، وأنهم لا يزالون ينتظرون الاستماع للطرف الثاني الذي هو الطاقم الطبي المشرف على حالة زوجته أثناء الولادة، مؤكدا أنه يقصد كل أسبوع ولاية الأمن من أجل الاستفسار عن كل جديد يهم القضية غير أنه يصدم دائما بأن القضية لم تراوح مكانها وأنه لم يتم الاستماع بعد للطرف الثاني.

وتابع اليوبي، أنه قصد هو وزوجته رئيس الشرطة القضائية من أجل الإسراع في الاستماع للطرف الثاني، واستفساره عن سبب عدم الاستماع إليه، في حين أن المتورطين في القضية لا يتعدون ثلاثة إلى أربعة أشخاص، وفق تعبيره.

كما أشار المتحدث إلى أنه بعد زيارتهم للمسؤول المذكور تحركت مصالح الدائرة الأمنية بالعرفان وتمت معاينة جثة الرضيعة بمستودع الأموات بمستشفى السويسي وتم أخذ عينات لها وعينات من دم الزوجين من أجل الكشف ما إذا كانت فعلا المتوفية هي ابنتهما أم أن هذه الأخيرة تم “اختطافها”.

وأكد عبد الرحيم اليوبي أن هدفه من اللجوء للقضاء ليس بغرض الحصول على تعويض مادي، بل هو “وقف معاناة عدد من العائلات يحصل معها نفس المشكل دون أن تستطيع البحث في الموضوع ومعاقبة المسؤولين”، مضيفا أنه “يجب إصلاح مثل هذه الاختلالات لأن هناك أرواحا تموت يوميا بعدد من المستشفيات دون أن يستطيع أحد كشف الحقيقة ومعاقبة المتورطين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *