مجتمع

سابقة: محكمة الاستئناف بطنجة تحرم طفلة من نسب والدها

قررت محكمة الاستئناف بطنجة، الثلاثاء الماضي، إلغاء حكم ابتدائي صدر في يناير من سنة 2016 واعتبر سابقة من نوعه في تاريخ القضاء المغربي، يقضي بأبوة طفلة ولدت خارج إطار الزواج.

وكانت المحكمة الابتدائية بطنجة، قد أصدرت حكما قضائيا أقر مبدأ حق الطفل المولود خارج إطار الزواج في انتسابه لأبيه البيولوجي، وحق الأم في التعويض عن الضرر الذي لحقها من جراء إنجاب ناتج عن هذه العلاقة.

وتعود تفاصيل القضية، حسب موقع “المذكرة القضائية” إلى أواخر سنة 2016 حيث تقدمت امرأة بدعوى أمام قسم قضاء الأسرة بطنجة، تعرض فيها بأنها أنجبت بنتا من المدعى عليه، خارج إطار الزواج، ورفض الاعتراف بها، رغم أن الخبرة الطبية أثبتت نسبها إليه، مُلتمسة من المحكمة الحكم ببنوة البنت لأبيها، وأدائه لنفقتها منذ تاريخ ولادتها.

وبعد سلسلة من المداولات، يضيف المصدر ذاته، قضت المحكمة بثبوت البنوة بين الطفلة وبين المدعى عليه اعتمادا على نتائج الخبرة الطبية التي أثبتت العلاقة البيولوجية بينهما، مميزة في هذا الصدد بين البنوة والنسب الذي لا يؤخذ به وبمفاعيله إلا في حال البنوة الشرعية.

ورفضت المحكمة طلب المدعية بإلزام المدعى عليه بتحمل نفقة البنت، وعللت المحكمة قرارها بكون النفقة من آثار النسب الشرعي، لكنها، وفي أول سابقة لجأت إلى إعمال قواعد المسؤولية التقصيرية لتُلزم الأب البيولوجي بدفع تعويض للمدعية نتيجة مساهمته في إنجاب طفلة خارج إطار مؤسسة الزواج.

وهكذا ارتأت المحكمة بعد ثبوت علاقة البنوة بين البنت والمدعى عليه، وما يستلزمه ذلك من رعايتها والقيام بشؤونها ماديا ومعنويا والحفاظ على مصالحها كمحضونة، وما يتطلبه ذلك من مصاريف أن تمنح المدعية تعويضا يحدد في مائة ألف درهم.

واستنكرت عائشة الشنا، وهي من أشهر المدافعات عن حقوق الأمهات العازبات، حوار مع موقع الحرة، تراجع المحكمة عن حكمها الأولي الذي قالت إنه راجع لـ”فرض الإسلاميين سلطتهم على المؤسسات في المغرب”.

وأضافت “أتعجب من هذا الحكم.. علينا أن ننكب على تغيير بعض العقليات، هناك لوبيات إسلامية، أو لنقل الإسلام السياسي الذي يريد إرجاع المغرب إلى الوراء”، موضحة أن هناك من لا يرغب في رؤية المغربيات “متحررات”، وتابعت “الإسلام برئ من كل هذا، الإسلام يضمن حقوق كل طفل”.

وأشارت الشنا إلى أن “24 طفلا يتم التخلي عنهم يوميا، سواء في الفضاء العام أو يتم إرسالهم إلى دور حماية الطفولة”، مشيرة إلى أن “أول سورة أنزلت على الرسول هي سورة العلق، وهي سورة تتحدث عن أهمية المعرفة كما تتحدث أيضا عن طريقة تكوين الجنين، وبالتالي ما نحتاجه اليوم في المغرب هو تدريس التربية الجنسية للأطفال وخاصة للشباب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *