آخر أخبار الرياضة، العمق الرياضي

أطباء وطلبة مغاربة يقدمون خدمات صحية لفائدة ساكنة بدكار

في محطة إنسانية نبيلة حافلة بقيم التضامن والأخوة التي تجمع المغرب والسنغال، ينظم أطباء وطلبة طب مغاربة بهذا البلد الشقيق، ما بين 3 و5 نونبر الجاري، قافلة طبية لفائدة ساكنة منطقة توباب ديالاو، بجماعة يين ضاحية العاصمة دكار.

فبالمركز الصحي (نيانغال) بجماعة يين، لبى حوالي خمسون طبيبا وطالب طب مغربي ممن يتابعون دراساتهم في السنغال، نداء الجمعية المغربية “طريق الاتحاد” للمشاركة في هذه القافلة التي تنظم تكريما لروح الطالب المغربي الراحل، مازن شاكيري، الذي لقي مصرعه في فبراير المنصرم بدكار، ويحضرها والده، السيد صلاح شاكيري.

وقالت رئيسة الجمعية، غيثة التلمساني بنهطال، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، إن هذه القافلة “تشكل مناسبة للاحتفاء بروح أخينا الراحل مازن شاكيري، وهي أيضا نوع من الدين نرده لدولة السنغال التي استقبلتنا ومنحتنا فرصة التكوين في جامعاتها”، مؤكدة أنها هذه المبادرة التي تعد الأولى من نوعها للجمعية، لن تكون الأخيرة.

الفكرة نفسها، عبر عنها الطبيب الجراح، محمد رضا المنصوري، في تصريح مماثل، قائلا إن لهذه القافلة ثلاث رسائل أساسية، تتمثل في “رغبتنا في توجيه الشكر للسنغال على حسن ضيافتها لنا، وتكريس الرؤية الملكية تجاه القارة الإفريقية القائمة على إشاعة التضامن، وكذا تكريم روح صديقنا الراحل مازن شاكيري”، مؤكدا أن القافلة التي تعرف إقبالا كبيرا من طرف الساكنة تتوقع أن تقدم خدمات لحوالي ألف شخص.

وعن الخدمات التي تقدمها المبادرة، قال الكاتب العام للجمعية، العماري عثمان بنداود، إن أعضاء القافلة، ومنهم أطباء سنغاليون أيضا، موزعون على فرق منظمة تتكلف إحداها باستقبال المرضى رجالا ونساء وأطفالا، وتوجيههم للطبيب المختص حسب طبيعة أمراضهم، وأخرى مختصة في الطب العام، وفريق من الأطباء المتخصصين في طب الأطفال، والنساء، والقلب والشرايين، والمسالك البولية، وطب العيون وأمراض الجلد، وطب الأسنان، والأشعة، على أن كل هذه الخدمات وتوزيع الأدوية يتم بالمجان.

وفي تصريح للوكالة، أعرب السيد صلاح شاكيري، والد الطالب الراحل، عن شكره لجمعية “طريق الاتحاد” التي تنظم هذه القافلة الطبية تكريما لروحه، وكذا على التعاطف والتضامن الذي أبدوه لعائلته في مصابها، مبرزا أهمية هذا النوع من المبادرات الإنسانية في تكريس العلاقات الأخوية القائمة بين المغرب والسنغال تحت قيادة الملك محمد السادس، والرئيس ماكي سال.

وعن رد فعل مسؤولي قطاع الصحة بالمنطقة على هذه القافلة، قال الطبيب الرئيسي للدائرة الصحية لديامنياديو، التي تقع المنطقة المستهدفة ضمن نطاقها، الدكتور بونا سال، إنه “لا يمكن إلا أن نعرب عن سعادتنا وارتياحنا لهذه المبادرة التي تشكل في المقام الاول دعما لمهنيي الصحة. إن هؤلاء الأطباء الشباب يساهمون في الرفع من مستوى التكفل الصحي بالساكنة”.

وحسب بوبو فوفانا، الطبيب بالمركز الصحي (نيانغال)، فإن ساكنة منطقة توباب ديالاو عادة ما يكون عليها التوجه إلى مستشفيات العاصمة دكار أو مدينة تييس للاستفادة من استشارات في العديد من التخصصات الطبية، مشددا على “الدور المهم والحس التضامني” لهذه القافلة التي قربت على مدى يومين الخدمات الصحية من ساكنة هذه المنطقة البالغ تعدادها 30 ألف نسمة.

يشار إلى أنه، يتم في إطار هذه القافلة التي تنظم بشراكة مع الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، وبلدية يين، وبدعم من وزارة الصحة السنغالية، تنظيم ورشات تفاعلية وتوزيع مطويات تحسيسية تهم أساسا صحة الأم والطفل، ونظافة الفم.

وتم إحداث جمعية “طريق الاتحاد” بمبادرة من طلبة مغاربة في السنغال تحدوهم رغبة إدماج زملائهم في المساهمة في تطوير بلد الاستقبال. وتركز الجمعية أنشطتها على الجانب الإنساني والثقافي والتحسيسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *