المعهد الوطني للإحصاء في مأزق !
يمر المعهد الوطني للإحصاء و الاقتصاد التطبيقي من مأزق منذ أكثر من عشرة أشهر جراء عدم تعيين مدير جديد للمعهد حسب ما تنص عليه القوانين الجاري بها العمل (القانون التنظيمي 02.12) حيث أن المعهد حاليا بدون مدير يسيره وهو الوضع الذي لا يمكن أن يستمر نتيجة للمشاكل المتراكمة التي تعرفها المؤسسة وللتدبير المتدني الذي عرفته طيلة الأربع سنوات السابقة.
هذا المأزق تتحمل جزأ كبيرا منه المندوبية السامية للتخطيط من خلال التأخر في الإعلان عن مسطرة التعيين من جهة ومن جهة أخرى تتحمل المسؤولية في عدم الالتزام بالأعراف الجامعية خلال الإعلان عن فتح باب الترشيح خلال شهر يونيو الماضي وذلك بتقليص مدة الإعلان و الاكتفاء بإعطاء مهلة 12 يوما) على عكس معظم المعاهد و المدارس الأخرى التي فتحته لما يزيد عن شهر, نذكر منها: معهد الحسن الثاني للزراعة و البيطرة (29 يوما), المدرسة الوطنية للتجارة و التسيير بوجدة (43 يوما) و المدرسة الوطنية العليا للفنون و المهن بالدار البيضاء (49 يوما)( لإعداد برنامج لتطوير المعهد لأربع سنوات الشيء الذي لم يسمح لعدد من الأساتذة حتى من تهيئ ملفات ترشيحهم و أقصى عمليا مجموعة من الكفاءات خارج المعهد.
أضف إلى ذلك عدم الإعلان كتابة وبكل شفافية عن الأسباب التي جعلت المندوبية لا تقبل نتيجة المسطرة الأخيرة للتعيين التي جرت خلال شهر يوليوز والتي تقدم من خلالها أحد أعضاء هيئة التدريس بالمعهد والذي كان ترشيحه وحيدا ، مما يوحي أن كل شيء تم الإعداد له ليكون قرار التعيين في الأخير بيد المندوب السامي. وكان من الأجدر أن يعطى لعملية اختيار المدير الجديد أهمية أكبر بكثير ، خصوصا بعد الفشل الذريع لإدارة السابقة في تسيير شؤون المعهد حيث عرفت فترة المدير السابق اضرابات بمعدل ازيد من شهرين كل سنة و تسمما أصاب أزيد من 50 طالب ، دون أن ننسى الحالة المزرية التي يعيش فيها الطلبة بداخلية المعهد و التنظيم السيئ جدا للمباراة الوطنية لولوج المدارس الكبرى للمهندسين و القائمة تطول.ولاستكمال هذا المسلسل ، اجتمع المندوب السامي بأساتذة المعهد يوم 11/10/17 مطالبا إياهم باقتراح استاذ لتعيينه مديرا للمعهد.
لكن مجموعة من الأساتذة فطنوا للمحاولة غير القانونية لإعمال مسطرة غير مقبولة لفرض مدير من قبل المندوب السامي. مما جعل بعض الأساتذة يتصدوا لهذه المناورة من خلال تدخلاتهم التي أكدوا من خلالها أن مسطرة التعيين يجب أن تكون شفافة ودستورية. و بعد ذلك اللقاء تم بشكل متسرع اقتراح لجنة لتلقي الترشيحات وتدارسها كما أسندت لها مسؤولية جسيمة تتمثل في اقتراح مدير للمعهد، أي أن المندوب السامي يريد تعيين شخصا محددا سلفا ولكن بتغليف القرار بمسطرة غير شفافة .
بعد تدارس هذا المقترح فإن بعض الأساتذة يعتبرون هذه المسطرة غير قانونية بل هي فقط محاولة للالتفاف على القانون من قبل المندوب السامي. و قد تقدم للترشيح 3 أساتذة من بينهم أستاذين متشبعين بروح القانون(استاذ التعليم العالي وأستاذ مؤهل) لكي يبرهنوا للسيد المندوب استعدادهم لتحمل المسؤولية وأن تقليص المدة التي أعطيت في المسطرة القانونية (12 يوما) كانت السبب في عدم ترشحهم سابقا.
و من المثير للسخرية أن المرشح الثالث كان يشغل منصب نائب المدير في الإدارة المنتهية ولايتها، و هو الذي لا يتوفر حتى على الشروط الأساسية للترشيح في المسطرة القانونية السالفة الذكر، و أبرزها كونه مقبل على التقاعد بعد سنة و نصف. أضف إلى ذلك أن هذا الأستاذ لم يترقى حتى في مساره المهني كمدرس حيث قضى أكثر من ثلاثين سنة كأستاذ مساعد فكيف سيرتقي بمعهد للمهندسين تنتظره تحديات كبيرة بعد الانحطاط الذي ساهم فيه بتحمله المسؤولية في المديرية المنتهية ولايتها. ويوم 25 أكتوبر، اجتمع الاساتذة الدائمين بالمعهد لانتخاب المدير الجديد.
الاجتماع عرف شد و جذب تلاه انسحاب مرشحين من المترشحين الثلاث ومجموعة من الأساتذة احتجاجا على شرعية المسطرة وعلى المسلسل كله وخاصة بعد سرد مرشح دورة يوليوز الخروقات التي شابت هذه العملية بعد تدخل احد أساتذة المعهد في اللجنة المشرفة على التوظيف وتلاعبه بنتيجة المباراة. حيث تفاجئ المنسحبون بإشراف الأستاذ نفسه على عملية التصويت.
و رغم إعلان احد المترشحين (أ.د) انسحابه إلا انه فوجئ عندما تم الاعلان عن النتائج أنه قد حصل على صوت واحد الشيء الذي اعتبره المعني بالأمر محاولة لإضفاء الشرعية على العملية الغير قانونية .و لم يستدركوا ذلك إلا بعد الاحتجاج الكبير الذي قام به المعني بالأمر. و في ضوء هذه المستجدات الخطيرة بمعهد يعتبر من أبرز معاهد المهندسين بالمغرب يتخرج منه حوالي 250 مهندس سنويا فإن كافة مكونات المعهد من طلبة و أساتذة و موظفين مستاءون من الطريقة اللاقانونية التي تمت فيها عملية اختار المدير المساعد في المديرية السابقة و المذكور سلفا قصد التعيين كمدير جديد للمعهد.
* أحمد الدغمي / الأستاذ الدائم بالمعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي
تعليقات الزوار
متفق
حالة المعهد الحالية حالة ميئوس منها ، حالة لا يحسد عليها جعلت منا أضحوكة معاهد و مدارس مهندسين أخرين و ذلك في شتى المجالات . ففي هده الأونة الأخيرة أصبحت حياتنا مهددة،نشتكي من التسممات ليلاً نهاراً لما يقدمه لنا مطعم المعهد من وجبات المنعدمة السلامة ليصبح "مزبلة المعهد " إن صح القول و التي نلجأ إليها بصفتنا "أبناء الشعب"... زد على ذلك التدخل الاداري الشبه المنعدم ،غير مبالون ، و هذا منذ سنين بل اصبحنا دون إدارة مستقرة خاصة بعد أن تولها مديراً جديد وذلك بشكل غامض لتحل بعدها صراعات داخل أروقتها .. نطالب بتدخل عاجل للمندوب السامي السيد أحمد لحليمي لإيجاد حلول جذرية لهاته الأزمات ...وما خفي كان أعظم.
حالة المعهد الحالية حالة ميئوس منها ، حالة لا يحسد عليها جعلت منا أضحوكة معاهد و مدارس مهندسين أخرين و ذلك في شتى المجالات . ففي هده الأونة الأخيرة أصبحت حياتنا مهددة، نشتكي من التسممات ليلاً نهاراً لما يقدمه لنا مطعم المعهد من وجبات المنعدمة السلامة ليصبح "مزبلة المعهد " إن صح القول و الذي نلجأ إليها بصفتنا "أبناء الشعب"... زد عن ذلك التدخل الاداري شبه منعدم ،غير مبالون ، و هذا منذ سنين بل اصبحنا دون إدارة مستقرة خاصة بعد أن تولها مديراً جديد وذلك بشكل غامض لتحل بعدها صراعات داخل أروقتها .. نطالب بتدخل عاجل للمندوب السامي السيد أحمد لحليمي لإيجاد حلول جذرية لهاته الأزمات ...وما خفي كان أعظم !!
الادارة السابقة جد سيئة على كافة المستويات لكن ما جعل المندوب السامي الحليمي يرغب في ابقائها في السلطة هي أنها لم تكن متطلبة كثيرا . و كانت تواجه مطالب الطلبة و الاساتذة بالقمع و التماطل الاسلوب الذي اعجب السي لحليمي .