وجهة نظر

في الحاجة “للحكيم عبد الله بها”

اشتقت لك يا عبد الله بها … اشتقت لك أيها الحكيم…

أيا بدرا أنار طريق حزب العدالة والتنمية، وساعدا بنى بصبر وجلَدٍ إلى جانب إخوته وأخواته مشروع الحزب وسطر منهجه…

أجدني يا عبدالله بها، كل يوم، أتنقل بين فيديوهاتك القليلة، الغالية، والنادرة التي تركت فينا، أحادثك من خلالها…

وأتغذى على نبرة صوتك، وابتسامتك الخالدة في ذاكرة كل مناضل، غايته السمو والمضي بهذا الوطن نحو العلا…

إن اللغوب قد أخذ مني كل مأخذ يا حكيم “البيجيدي”، والتيه بصحبة التهاون يراوداني لأقعد وأتنحى تاركا ما لقيصر لقيصر، غير آبه بالحزب وغير منشغل بقضايا الوطن…
فهل لك أن تساعدني كما كنت تفعل أيها الرائع؟

هل لك أن تنصحني وتوجهني نحو الصواب؟
لست وحدي من يحتاجك أيها الصامت الباسم…

إنا نحتاجك جميعا في هذه اللحظات الدقيقة..
كلنا ظمأ لكلمة منك تنزل علينا بردا وسلاما فتروينا.. عطش الحكمة والسمت..

نحتاج -صدقا- لرجل يشبهك، لرجل يوجه راكبي سفينة الحزب، ويحدثهم كما كنت تفعل عن “المعقول”…

نحتاج رجلا لا يفتر لسانه عن التلفظ بمصطلح “المعقول”، ويأتينا في كل لقاء حزبي رسمي وغير رسمي، ليحدثنا كما كنت تحدثنا قبل رحيلك…

ليقول لنا أن هذا المصطلح ليس له مرادف في اللغات الأخرى، وأنه يعني النزاهة والصدق والواقعية والجدية والمصداقية…

نحتاج لشخص مثلك يجمعنا، ليقول لنا، بكل فخر، أن المعقول مصطلح من إنتاج العبقرية المغربية. وأنه لابد لنا أن نكون معقولين في كل شيء، في مواقفنا، في سلوكنا وتصرفاتنا.

افتقدناك أيها الحكيم،

افتقدنا ذاك الفارس الذي كان يكره الصراع والتنازع على المناصب والمسؤوليات، وكان شعاره الدائم الذي لا يكل منه ولا يمل من تكراره في المجالس، هو الآية الكريمة: “ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم….

افتقدنا من كان يقول لنا، أن التنازع هو سبب الفشل وذهاب القوة، وأن هذا الأخير هو السبب الذي جنى على التنظيمات والأحزاب وحتى على الدول والأنظمة…

أيها الشهيد…

قل لنا ولو في أحلامنا، إن “ما يجب أن يميز ممارساتنا السياسية هو الصدق والصبر…

قل لنا أرجوك، أن الصبر هو أصل أخلاق القوة، وأن الذي ليست له القدرة على الصبر فلن ينجز شيئا، وأننا مأمورون بالصدق كذلك في كل أحوالنا، وأنه لا يمكننا أن نمارس السياسة إلا بالصدق…

ذكرنا يا حكيمنا أن شعارنا هو قول الله تعالى : “يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون”…
قل لنا بهدوء صوتك : “اصبروا في أنفسكم وصابروا غيركم ورابطوا في مواقعكم واتقوا الله في كل ذلك لعلكم تفلحون”…

ذكرنا بالقاعدة الخالدة التي تركت فينا، وقلت أن “الرأي حر والقرار ملزم” ، هذه القاعدة التي صرنا نتناساها عند كل شدة…

ثم ذكرنا في النهاية أننا سنمضي إلى حيث أنت مضيت، وأنه لا يصح إلا الصحيح…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *