سياسة

الخلفي: قرار ترامب يقوض عملية السلام نهائيا.. ويجب بناء موقف عالمي

قال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، مصطفى الخلفي، إن القرار الأمريكي بإعلان الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، يُقوض نهائيا عملية السلام المطلوبة في ملف القضية الفلسطينية، واصفا القرار بأنه “تطور جد خطير لا يمكن السكوت عنه، ولا بد من عمل عربي إسلامي لمواجهته”.

وأوضح الخلفي خلال استضافته على قناة الجزيرة، مساء اليوم الأربعاء، أن قرار ترامب هو ضرب لالتزامات الإدارة الأمريكية التي انخرطت في تشجيع وإحياء العملية السياسية للقضية الفلسطينية، وانتهاك صريح لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن.

وأضاف أن ما حصل فيه تشجيع لإسرائيل على المضي في مخطط تهويد القدس وطمس طابعها الديني والروحي، وتشجيع لكل عناصر تهديد الأمن والاستقرار وتغذية مظاهر العنف في المنطقة، معتبرا أن هذا الاعتراف هو ضرب لكل التفاهمات بين إسرائيل وباقي الأطراف.

اقرأ أيضا: بنكيران: القرار الأمريكي خطوة استفزازية .. والقدس لن تُختطَف من أهلها

الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، شدد على أن القدس هي جوهر القضية الفلسطينية ولها طابع ديني خاص بأتباع كل الديانات ومكانة خاصة لا يمكن المساس بها، مشيرا إلى أن قرار ترامب يهدد ويقوض خطوات عملية السلام، ويغطي نزوعات التوتر والمس بالاستقرار.

ودعا المتحدث إلى بناء موقف عالمي مسنود بقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، لافتا إلى أنه “ليس لنا من خيار إلا أن نتوحد ونجتمع على كلمة واحدة، لأن ما يستهدف القدس الآن يستهدفنا جميعا، والملك قال بشكل صريح أننا رفعنا قضية فلسطين لمصاف القضية الوطنية الأولى، لأن أي مس بها ينعكس على الجميع”.

وتابع قوله: “هذه لحظة على الجميع أن يرتقي فيها ويتقدم ويضع أولوية قضية القدس أمامه، والتجند لأي تطور خطير، فتداعيات القرار ستمسنا جميعا، وحل القضية الفلسطينية لا يمكن دون حل قضية القدس، والمغرب سارع خلال الـ24 ساعة الماضية إلى إجراء تحركات واتصالات جد مكثفة في الموضوع”.

اقرأ أيضاالملك يراسل ترامب بشأن نيته الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل

وأشار في نفس السياق، أن المغرب الذي يرأس عاهله لجنة القدس المنبثقة عن التعاون الإسلامي، كانت له مواقف حازمة وصارمة عبرت عن الاستنكار الشديد والقلق العميق للقرار الأمريكي، والملك وجه رسالة لترامب بلغة صريحة وواضحة، ورسالة للأمين العام للأمم المتحدة، واستدعى اليوم سفراء الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن، حسب قوله.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اعتراف بلاده بمدينة القدس المحتلة “عاصمة لإسرائيل”، مضيفا أنه وجه وزارة الخارجية الأمريكية “كي تعمل على نقل مبنى السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس”، مضيفا في كلمة مباشرة ألقاها من واشنطن، مساء اليوم الأربعاء، أن مدينة القدس هي “قلب واحدة من أنجح الديمقراطيات في العالم”، وفق تعبيره.

اقرأ أيضاردا على القرار الأمريكي .. المغرب يستدعي سفراء الدول العظمى

وأطفأ القائمون على المسجد الأقصى المبارك، أنوار المسجد والمعالم التاريخية المحيطة به، احتجاجا على إعلان الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، فيما خرجت مظاهرات في تركيا والأردن ولبنان وفلسطين، مساء اليوم الأربعاء، فيما يُنتظر أن يثير القرار مزيدا من الاحتجاجات الرسمية والشعبية على المستوى العالمي.

وكان الملك محمد السادس، قد دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى “الإحجام عن كل ما من شأنه المساس بوضع القدس السياسي القائم”، قبل أن يتصل بالرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن متضامنا ومشددا على تنسيق المواقف، وذلك في بلاغين منفصلين نشرهما الديوان الملكي، أمس الثلاثاء.

واستنكرت المملكة المغربية بشدة، وعبرت عن قلقها العميق، لقرار الولايات المتحدة الأمريكية، محذرة من أن “هذا التوجه، بالنظر إلى خطورته الاستثنائية، قد يهدد أمن واستقرار منطقة تعمها أصلا حالة متقدمة من الاحتقان والتوتر، ويزيد من تأجيج مشاعر الغضب والإحباط والعداء وتغذية مظاهر العنف والتطرف”.

اقرأ أيضا: المغرب: اعتراف أمريكا بالقدس عاصمة لإسرائيل قرار خطير سيغذي العنف والتطرف

وأوضحت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في بلاغ لها، أمس الثلاثاء، أن المملكة المغربية تحذر من أن إسرائيل قد تتخذ من هذه الخطوة ذريعة أخرى للمضي قدما في سياسة التهويد الممنهج للمدينة المقدسة وطمس معالمها الدينية والروحية.

واستدعت الخارجية المغربية سفراء الدول الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن للأمم المتحدة، وهي الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا، بحضور سفير دولة فلسطين بالرباط، صباح اليوم الأربعاء، على إثر قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *