أدب وفنون، خارج الحدود

أكاديميون يقاربون في مؤتمر دولي بقطر إشكالات الترجمة الفلسفية

العمق المغربي من الدوحة

تتواصل، بالعاصمة القطرية، الدوحة، اليوم الخميس، أشغال المؤتمر الدولي الرابع لمنتدى العلاقات العربية والدولية حول الترجمة، تحت عنوان “الترجمة وإشكالات المثاقفة”، حيث تناول في يومه الثاني، إشكالات الترجمة الفلسفية، بحضور أكاديميين في الترجمة والفلسفة من دول عربية كالمغرب وتونس ومصر والعراق.

وتضمن برنامج اليوم الثاني والأخير من المؤتمر، جلسة نقاش حول “إشكالات الترجمة الفلسفية”، ساهم فيها كل من عبد السلام بن عبد العالي، الكاتب والمترجم والأستاذ بكلية الآداب في جامعة الرباط، بمداخلة حول “ترجمة الفكر الفرنسي إلى العربية: ديكارت نموذجا”، ومداخلة بعنوان “الفلسفة والترجمة: ديكارت نموذجا”، لأستاذ الفلسفة الحديثة والمعاصرة، لأستاذ الفلسفة الحديثة والمعاصرة، سفيان سعد الله.

وتضمن البرنامج، أيضا، مداخلة لأستاذ الفلسفة الحديثة والمعاصرة بجامعة حلوان بمصر، مجدي صالح، حول “فنومنولوجيا الإدراك الحسي لميرلوبونتي: بين الترجمة الحرفية واحترام روح المعنى في ترجمة فؤاد شاهين ظواهرية الإدراك”، ومداخلة حول “إشكالية ترجمة المصطلح الفلسفي: مفهوم الوجود نموذجا” لمحمد محجوب، المفكر والأكاديمي التونسي، ومداخلة للمغربي عادل حدجامي أستاذ تاريخ الفلسفة، حول موضوع “ترجمة الفلسفة المعاصرة، رهان الأسلوب، نص المحايثة: حياة.. لجيل دولوز نموذجا”.

إقرأ أيضا: مؤتمر دولي بالدوحة حول الترجمة.. جواب ثقافي وعلمي على حصار قطر

وفي هذا السياق، أبرز الكاتب والمترجم المغربي عبد السلام بن عبد العالي، في مداخلته بعنوان “ترجمة الفكر الفرنسي إلى العربية: ديكارت نموذجا”، أن اختياره للفيلسوف ديكارت، راجع لكونه أول نص نقل للغة العربية من الفرنسية، وأيضا لأنه يعكس علاقة الفكر الغربي بالعربي، مضيفا أن أول مقال تم ترجمته لديكارت من الفرنسية إلى العربية كان في المنهج، ترجمه محمود محمد الخضيري.

وأشار بن عبد العالي، أن النص الثاني الذي ترجم له هو “التأملات”، لافتا إلى أن العديد من المترجمين على اختلافهم أكدوا أن دوافع الترجمة لديكارت من الفرنسية للعربية ليست معرفية بل لأنه رائد ثورة روحية أكثر منه رائد عقلانية، ومن الأسباب أيضا، يضيف المترجم المغربي، لأنه ضد المادية ويقدم جوابا على من قللوا من اللاهوتية.

وتساءل المتحدث ذاته، هل سياقات ترجمة النصوص ودوافع المترجمين هي التي حددت التلقي العربي لديكارت أم أن هناك أمور أخرى تتجاوز المترجمين أنفسهم، مشيرا إلى أن البعض ربما أقبل عليه للانفتاح والآخر لمنهجه وآخر لنقده وتجاوزه، ومنهم من اعتبر شك الغزالي سبب جمود الفلسفة المشرقية عكس شك ديكارت الذي ساهم في تطور فلسفة الغرب.

والبعض الآخر، يضيف بن عبد العالي، درس تفوق الغزالي على ديكارت، والبعض كان يقول إن ما جاء به ديكارت إما سبقناه إليه أو علم رد إلينا، ليخلص إلى أن هناك بون شاسع بين دوافع المترجمين وتلقي الشارع العربي.

من جانبه، قال أستاذ الفلسفة الحديثة والمعاصرة، سفيان سعد الله في مداخلة بعنوان “الفلسفة والترجمة: ديكارت نموذجا”، لأستاذ الفلسفة الحديثة والمعاصرة، إن الترجمة عن ديكارت عرفت عدة عيوب وجب إعادة النظر فيها، مقدما مثالا لعدة ترجمات منها ترجمة عمر الشارني، هذا الأخير، يقول بأنه ينبغي إعمال الترجمة نحو الحداثة.

وعقب سعد الله، على الشارني بقوله أن الحداثة لا تقوم على التماهي مع ديكارت بل بجهد فردي، مضيفا أن للحداثة بعد مسيحي وأنها تختلف عن بيئتنا، ليخلص في الأخير إلى القول أن الفلسفة تعلمنا كيف نفكر.

المفكر والأكاديمي التونسي، محمد محجوب، أوضح في مداخلة له بعنوان “إشكالية ترجمة المصطلح الفلسفي: مفهوم الوجود نموذجا”، أن افتقاد اللغة العربية لمصطلح مقابل لـ”الآي ناي” عند المترجمين العرب جعلهم يعتمدون عبارة وجود والأقرب هو الكينونة، مضيفا أن الكينونة أقرب للأمر؛ كن مما يعني أنها أقرب لمعنى ديكارت.

وكان المؤتمر الدولي الرابع لمنتدى العلاقات العربية والدولية حول الترجمة، تحت عنوان “الترجمة وإشكالات المثاقفة”، قد انطلق أمس الأربعاء، بالدوحة، بمشاركة أزيد من 150 من الأكاديميين المهتمين بالترجمة من العربية إلى لغات أخرى، من المغرب وتونس وفلسطين والجزائر وليبيا، ودول أوروبية وأسيوية.

وناقش المؤتمر 42 بحثا أجازتها اللجنة المنظمة للمؤتمر من مجموع أكثر من 500 ملخص بحثي تم عرضها عليها، وذلك خلال ثماني جلسات على مدى يومي 13 و14 دجنبر الجاري.

ويعتبر المؤتمر ملتقى ثقافيا وفكريا للمترجمين العرب والأجانب، حيث تعددت محاور المؤتمر في مواسمه الثلاثة الماضية لتتناول الترجمة وإشكالياتها في ميادينها المختلفة: الأدبية والفلسفية والتقنية والعلمية والدينية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *