مجتمع

جرادة تودع “شهيدي السندريات” والجنازة تتحول لمسيرة حاشدة (فيديو)

ودَّعت مدينة جرادة، اليوم الإثنين، ضحيتي انهيار بئر الفحر الحجري المعروفة محليا باسم “السندريات”، وذلك في جنازة حاشدة عرفت توترات واحقان مع السلطات، قبل أن تتحول إلى مسيرة ضخمة انطلقت من المقبرة في اتجاه مقر العمالة، فيما استجاب الآلاف من سكان المدينة لدعوة الإضراب العام الذي دعا إليه المتظاهرون، اليوم الإثنين.

ففي موكب جنائزي مهيب، شيع الآلاف من أهالي جرادة جنازة الشقيقين جدوان والحسين إلى مثواهما الأخير بعد أداء صلاة الجنازة على جثمنيهما، حيث اعترض  المشيعون، بدايةً، سيارة الإسعاف التي تحمل الجثمانين، رافضين قرار السلطات إجراء عملية الدفن دون صلاة الجنازة، وهو ما استجابت له الجهات المعنية تحت ضغط المحتجين وسط حضور أمني.

الجنازة سرعان ما تحولت إلى احتجاجات عارمة عبر مسيرة حاشدة انطلقت من المقبرة بعد انتهاء مراسيم الدفن، في اتجاه مقر العمالة، حيث رفع المتظاهرون شعارات الكرامة والعدالة الاجتماعية، مرددين هتافات من قبيل: “مولانا نسعاو رضاك وعلى بابك واقفين، ما يرحمنا سواك يا أرحم الراحمين”، “سلمية سلمية لا حجرة لا جنوية”…

مصدر محلي أوضح لجريدة “العمق” أن رئيس الجهة الشرقية عبد النبي بيوي، حاول امتصاص غضب المحتجين رفقة مسؤولين آخرين، حيث فاضوا عائلات الضحايا وقائدي الاحتجاجات من أجل منح أرملتي الشقيقين شقفا سكينة ومبالغ مالية كتعويض عن فقدان ذويهم، في حين أصدر مسؤولون أمنيون إنذارات بالتدخل الأمني لتفريق المتظاهرين، غير أن الاحتجاجات لم تعرف أي احتكاكات بين الجانبين.

إلى ذلك، قال المصدر ذاته، إن مدينة جرادة عاشت اليوم حالة إضراب عام تجلى في إغلاق غالبية المحلات التجارية والصيدليات وتوقف وسائل النقل، استجابة لدعوات الإضراب التي أطلقها المحتجون في مسيرة الأمس، وهو ما أحدث شللًا بالمدينة، حسب قوله.

يأتي ذلك بعدما كان الآلاف من ساكنة مدينة جرادة، قد احتشدوا في مسيرة غاضبة جابت شوارع المدينة انطلاقا من مستودع الأموات في اتجاه مقر العمالة، أمس الأحد، احتجاجا على “الظروف المزرية” التي يعيشونها، ونصب العشرات من المتظاهرين خياما أمام مستودع الأموات استمرارا لاعتصامهم من أجل منع دفن الضحيتين، فيما كشف مصدر محلي لجريدة “العمق”، أن استعدادات تجرى في جرادة من أجل خوض إضراب عام في كل أرجاء المدينة اليوم الإثنين، من أجل إحداث شلل تام في كل القطاعات وإغلاق جميع المحلات التجارية.

وكان شقيقان يبلغان من العمر 23 و30 عاما، قد لقيا مصرعهما داخل بئر للفحم الحجري بمدينة جرادة، الجمعة المنصرمة، بعد انهيار البئر المعروفة محليا باسم “الساندريات” أثناء قيامهما بعملها في استخراج الفحم الحجري، وذلك بعد تدخل سكان المنطقة لانتشال جثتيهما من البئر، وهو ما جعل الآلاف يخرجون في مسيرة حاشدة أول أمس السبت نحو مقر العمالة.

رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، أبدى في كلمة له خلال الجلسة العمومية للأسئلة الشفوية بمجلس النواب، مساء اليوم الإثنين، استعداده لاستقبال برلمانيي الجهة لمناقشة احداث جرادة من مختلف جوانبه خلال هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل “ليكون هناك حوار”، وفق تعبيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *