سياسة

ماء العينين تدعو العثماني للدفاع عن هيبته بسبب “مقاطعة” الأحرار

دعت برلمانية عن حزب العدالة والتنمية، رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، إلى الدفاع عن هيبة مؤسسة رئاسة الحكومة باعتبارها مؤسسة دستورية تعني المغاربة جميعا، رافضة التعامل مع العثماني بمنطق “الابتزاز”، وذلك بسبب ما أثير عن مقاطعة وزراء حزب التجمع الوطني للأحرار للأنشطة الحكومية احتجاجا على تصريحات بنكيران.

وقالت البرلمانية آمنة ماء العينينة في تدوينة لها: “من سيصدق أن حزبا سياسيا يقاطع أنشطة حكومية رسمية، خاصة إذا تعلق الأمر بمجلس حكومي أو بنشاط حكومي في منطقة تعيش على وقع احتجاجات اجتماعية، احتجاجا على تصريحات سياسية يعيش المغرب والعالم مثلها كل يوم في اطار الاحتكاك السياسي”.

وأضافت بالقول: “لا أصدق. لا شك أن هناك سوء فهم كبير في المسألة. إذا حدث ذلك فعلا،فتلك هي القضية لا غيرها. من سبقونا للسياسة عليهم إخبارنا هل حدث مثل ذلك قبلا، علما أن كل الأغلبيات الحكومية السابقة مرت من أزمات وخلافات حادة بين مكوناتها، في حكومة اليوسفي مع الاستقلال، وفي حكومة الفاسي مع الاتحاد ثم مع الأحرار، وفي حكومة بنكيران مع الاستقلال قبل انسحابه”.

إقرأ أيضا: إهانة جديدة للعثماني .. وزراء الأحرار يقاطعون وفد الحكومة بجهة الشرق

واعتبرت القيادية في حزب المصباح أنه “في الحقيقية لا وجود اليوم لأزمة إلا إذا كان الوهن قد بلغ مبلغه حتى صارت تصريحات سياسية تحدث كل هذا الرعب”، على حد وصفها.

وبخصوص تصريحات بنكيران التي هاجم فيها رئيس حزب “الحمامة” عزيز أخنوش، قالت ماء العينين: “بقي مشكل واحد في المغرب هو إخراس بنكيران وإجباره على الصمت والضغط بكل الوسائل ليتحقق ذلك من داخل حزبه وليس من خارجه. تمت فبركة بلوكاج لإزاحته من رئاسة الحكومة، لم يعد أمينا عاما لحزبه، قالوا أن لا صفة له وأن كلامه لا يعني شيء”.

وتساءلت بالقول: “ما الذي يحدث إذن؟ هل المطلوب اليوم هو عدم الحديث في السياسة والاكتفاء ببعض الكلام البارد عن التدبير التقني الذي لا ينصت إليه أحد؟”، منبهة إلى أن هناك ضغوطا كبيرة تمارس على العثماني لاتخاذ قرارات خاطئة وهو يقاومها الى حدود اللحظة، وبذلك وجب دعمه حتى لا يستحلي البعض لعبة ابتزاز الحزب وفريقيه البرلمانيين وزرع الشعور الداخلي لديهم بأنهم الطرف الأضعف وأنهم مسؤولون عما يسمى تماسك الأغلبية بأي ثمن”.

إقرأ أيضا: العلام: تصرفات الأحرار اتجاه العثماني ليست بمعزل عن رغبة السلطة

وتابعت في نفس الصدد: “نتذكر اليوم كلمات السي بها رحمه الله: إلا الإبتزاز. وعبد الاله بنكيران سيظل زعيما وطنيا، وما على الذين لا يعتبرونه كذلك إلا الكف عن الابتزاز لأجل اسكاته. ولنتذكر أيضا أن البعض يجيز لنفسه ما يحرمه على العدالة والتنمية دون أن يشتكي هذا الأخير، لأنه حزب يتمتع بالثقة في النفس ولا يهمه الذين يستهدفونه بالتصريحات والسلوكات المعادية”.

وبخصوص الوضع الداخلي لحزبها، شددت ماء العينين على أن المطلوب اليوم أن يجري البيجيدي “وقفة تأمل مع الذات في اتجاه تجاوز خلافات الماضي وعقد العزم على تجديد التعاقد مع قاعدته الشعبية استعدادا للرهانات المنتظرة”، محذرة من “إحالة التناقض إلى الداخل الحزبي بما يستنزف المجهود النضالي ويحرف مساره ويفقده البوصلة والوجهة الحقيقية”.

وحذرت أيضا مما سمته “الانجرار وراء طعم التناقض الايديولوجي. هذا فخ تمكن الحزب دائما من تجنبه وعدم السقوط فيه. والتناقض الحقيقي بين القوى الديمقراطية والقوى السلطوية اللاديمقراطية. لنحذر من نوايا خبيثة تطلق تصريحات مدروسة لأغراض معلومة في أوقات مختارة بعناية”، وفق تعبيرها.

وكان وزراء حزب التجمع الوطني للأحرار، قد غابوا جميعا عن اللقاء التواصلي الذي نظمته الحكومة بجهة الشرق بحضور المنتخبين والسلطات والمجتمع المدني وبرئاسة العثماني، أمس السبت، وذلك رغم أن الحكومة عممت بلاغا تخبر فيه الرأي العام عن أسماء الوزراء الحاضرين وبينهم وزراء حزب الأحرار.

تأتي ذلك بعدما غاب وزراء الأحرار عن المجلس الحكومي يوم الخميس الماضي، باسثناء وزيرة وحيدة، حيث تم تبرير الغياب حينها بأن الوزراء في مهمات بخارج المغرب، قبل أن يتضح بعد ذلك أن عددا منهم نظموا أنشطة رسمية بعد ساعات قليلة من انتهاء المجلس الحكومي، ما دل على أنهم دخلوا المغرب، كما أن زعيم الحزب عزيز أخنوش حضر مساء اليوم ذاته لقاء لزُعماء الأغلبية برئيس الحكومة.

هذه التطورات جاءت على خلفية الخرجة الإعلامية للأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، التي هاجم من خلالها رئيس حزب الأحرار عزيز أخنوش والكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر، وهو ما أغضب حلفاء البيجيدي، الشيء الذي دفع بالعثماني إلى عقد اجتماع معها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *