آخر أخبار الرياضة، العمق الرياضي

مشاكل مالية وتراجع المستوى يضعفان “الميركاتو” الشتوي بالمغرب

رغم تمديد فترة الانتقالات الشتوية في المغرب لمدة أسبوع، إلا أن سوق الانتقالات (الميركاتو) شهد كسادا على غير العادة بما في ذلك الأندية الكبرى.

وبعد انتهاء فترة الانتقالات الشتوية التي امتدت 3 أسابيع، اضطر الاتحاد المغربي لتمديدها أسبوعا إضافيا، استجابة لرغبة مجموعة من أندية الدرجة الأولى والثانية. وعبّرت جماهير مجموعة من الفرق المغربية عن تخوفها من تأثير عدم وجود صفقات مهمة، على أداء الأندية في الدور الثاني للدوري، خاصة للفرق التي تنافس على اللقب أو تلك التي تسعى لتفادي الهبوط إلى الدرجة الثانية.

وأكد إدريس عبيس، المدرب والمحلل الرياضي أن «المشاكل المالية التي تعيشها مجموعة من الأندية أثرت بشكل كبير على سوق الانتقالات، وجعلت الميركاتو الشتوي يمر عاديا بدون انتقالات كبيرة».

وأوضح أن هذه الفترة تعرف نشاطا في صفوف اللاعبين، الذين فشلوا في إثبات مكانتهم بأنديتهم أو لهم مشاكل مالية أو مشاكل مع مدربيهم.

وبسبب الأزمة المالية للرجاء البيضاوي أحد أكثر الأندية جماهيرية، اكتفى بانتداب لاعبين اثنين فقط، هما الدولي السابق، منير عوبادي (34 عاما)، وكان بدون فريق خلال الفترة السابقة، إلى جانب عبدالعظيم خضروف (34 عاما) الذي كان لاعبا حرا بعدما فسخ عقده مع فريقه السابق الوداد البيضاوي.

هذا الوضع ينطبق أيضا على الوداد البيضاوي بطل إفريقيا، الذي فسخ عقود 5 من لاعبيه، في المقابل لم ينتدب سوى 4، بينهم لاعب غاني.

وعرف الدوري المغربي خلال السنوات الأخيرة، خاصة منذ تطبيق نظام الاحتراف قبل 5 سنوات توافد مجموعة من اللاعبين من دول إفريقية. وشكّل هؤلاء ملاذا للمشرفين على الفرق لتجاوز مشكلة تراجع مستوى منتوج مدارس كرة القدم المحلية من جهة، وارتفاع قيمة اللاعبين المحليين المميزين من جهة أخرى.

ولفت عبيس إلى أن «بعض المدربين في الدوري يلجأون إلى انتداب لاعبين من دول إفريقية أخرى، لكن لا يعتمدون عليهم، رغم أنهم دوليون، وهو ما يصعب انسجامهم ومواكبتهم لإيقاع الدوري». وهذا الوضع يجعل من الصعب على لاعبي الدول الأفريقية جنوب الصحراء الاستقرار طويلا في الدوري المغربي، وحتى المتألقين منهم فسرعان ما تترصدهم أعين الوكلاء.

تألق لاعب الوداد البيضاوي والمنتخب المغربي، أشرف بنشرقي (24 عاما)، خلال دوري أبطال إفريقيا الذي توّج به بأكتوبر/تشرين الأول الماضي، جعله محط اهتمام العديد من الأندية، ورغم تلقيه مجموعة عروض من أندية فرنسية وتونسية، لكن مسؤولي فريقه رفضوا الاستغناء عن خدماته.

إلا أن العرض المالي الكبير الذي قدمه الهلال السعودي ورغبة بنشرقي، جعلا إدارة الوداد ترضخ لـ»قوة المال»، وجعل من هذه الصفقة أهم حدث تشهده فترة الانتقالات الشتوية، خاصة وأنها أصبحت أغلى صفقة انتقال للاعب من الدوري المغربي، ووصلت قيمتها وفق تقارير، نحو 8 ملايين دولار.

وعقب تقديم مستوى كبير في بطولة إفريقيا للاعبين المحليين التي توّج بها المغرب، يسعى اللاعبون للتألق مع أنديتهم ومع المنتخب في كأس العالم صيف العام الجاري، من أجل لفت أنظار الأندية العالمية الكبرى والانتقال إليها خلال الميركاتو الصيفي الذي يبدأ نهاية يونيو المقبل. وكانت تقارير إعلامية كشفت في الفترة الأخيرة اهتمام مجموعة من وكلاء أندية تركية بعدد من اللاعبين المغاربة، خاصة أن الدوري التركي بات يضم عددا كبيرا من اللاعبين العرب معظمهم من المغرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *