منتدى العمق

غياب دور الأسرة وراء انسلاخ الجيل الجديد عن التربية

ان انتشار التكنولوجيا الحديثة… سبب آخر في التجرّد من الأخلاق على ما يبدو أن مظاهر تراجع تلك الكتلة الاخلاقية عند عند الجيل الجديد( شباب اليوم) كما احب ان اسميه دائما.أصبح يثير الكثير من الأقاويل وردود الأفعال المتباينة حولها، وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على أن الكثير من الفئات الاجتماعية غير راضية عن الانحلال الأخلاقي الحاصل في مجتمع يدين بالإسلام، إلا أن سبب تراجع هذا لا ينحصر في معيار واحد وانما اختلفت آلاراء وتعددت بين من يرى، أن الرجال أصبحت لهم جرأة زائدة عن اللزوم في منح المرأة الحرية المطلقة في فعل ما تشاء، في حين هناك من رأى أن الأم هي المسؤولة عن تخلي ابنائها عن الحياء والحشمة والاخلاق و و و و و و…. التي لطالما عهدناها في المجتمع وخصوصا المجتمع المغربي الذي كان محافظا ومتشددا في يوم من الأيام، فالعديد من الأمهات اليوم أصبحن يسكتنَ عن تجاوزات وتصرفاتهنَ ابنائهن الدخيلة على ثقافة وقد قيل إنَ الأم مدرسة إن أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق. من جهة أخرى، هناك من حمل الوالدين بصفة عامة مسؤولية انحراف الابناء ( الذكور و الإناث) لأنهما المسؤلان على تربية وتقويم سلوكاتهم فالأسرة هي المسؤولة عن إعداد امرأة متخلقة بغض النظر عن الواقع والتي تتلقى أصول التربية الصحيحة من والديها من صغرها إلى زواجها والتي يجب أن تتوافق وفق تعاليم الدين الإسلامي والقيم المتعارف عليها في المجتمع خصوصا حين يتعلق الأمر بلباسها أدبها وحيائها، فالمجتمع أصبح يسير وفق تفكير غربي منفتح على مصراعيه على ثقافة غربية دون مراعاة القيم الإسلامية وهو ما أدى إلى الانحراف الخلقي الذي تفشى في المجتمع اليوم، كما حمل بعض الباحتين أيضا مسؤولية الانحلال الأخلاقي في المجتمع إلى المنظومة التربوية المستوردة من الخارج التي تتنافى في كثير من الأحيان مع تقاليدنا وأعرافنا.

في حين هناك من أرجع أسباب تراجع مظاهر التربية (القيم الاخلاقية.. ) عند هذا الجيل السعيد إلى القوانين الجائرة التي تنافي في الكثير من الأحيان تعاليم الدين ، فالقوانين الجائرة التي يتم المصادقة عليها بصفة دورية واالتي تنادي دوما بضرورة تساوي المرأة بالرجل في مجالات عديدة ما فتح المجال للعديد من المنظمات والجمعيات النسوية أن تنشط بدون مراقبة والتي تحوي برامجها في الكثير من الأحيان تقليدا أعمى للغربيات مع عدم الالتزام بما منح الدين الإسلامي للمرأة من حقوق وواجبات. و الى جانب هذا فخروج المرأة للعمل واحتكاكها بالرجل هي سلوكات نابعة عن الحرية الزائدة التي منحت لها من جهة أخرى هناك من جعل من ضعف الوازع الديني السبب الرئيسي في غياب بعض القيم الاخلاقية ، بالإضافة إلى ذلك لا يجب ان ننسى نقطة مهمة وهي وسائل الإعلام وتكنولوجيات. الإعلام والاتصال له مسؤولية في تحطيم مظاهر القيم في المجتمع بسبب ما تبثه من مادة إعلامية تتنافى وأخلاقيات المجتمع حسب ويلبر شرام W.sheramm وسائل الإعلام تقوم بالتنشئة جديدة من خلال تعليم أفراد المجتمع الجديد القيم و المعتقدات و المهارات التي يقررها المجتمع بنفسه و ليس الاسرة الشيئ الذي ادى الى ترجع دور الاسرة و انسلاخ الجديد عن التربية الاصلية.

ــــــ

جامعة ابن زهر تخصص علم الاجتماع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *