منتدى العمق

أزمة القيم في المجتمعات المعاصرة

سؤال القيم سيتفجر خصوصا في الحقبة المعاصرة، مشكلا بذلك أزمة حقيقية على المستوى القيمي خصوصا مع تواري الدور الذي كان يلعبه كل من الدين والفلسفة والتاريخ في ايجاد ايجابات لمعضلات العصر.

وبهذا تنحل منظومة القيم التي بنيت مع العقل الأنواري والتي جسدتها قيم الحرية والمساواة والعدالة والحق….، لتحل محلها قيم جديدة كالرغبة والجنس والشبقية والشدود والمثلية….حتى أن ألبير كامو في رواته “الهاوية” يقول “ما الإنسان العصري أو الحداثي بلغة اليوم، من يستطيع أن يجامع ومن يقرأ الصحف …كل الحداثة في عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية هي التحرر الجنسي خارج كل القوالب وضد كل الموانع، وهي الوعي الزائف الذي تشبعه قراءة الصحف… ”

كما أنا انتفاضة طلاب ثورة ماي 68 في فرنسا، ما هي إلا ثورة جنسية رفعت شعارات تروم هدم كل الطابوهات وتحقيق اللذة من قبيل “الحق في المتعة” و “المتعة بلا حدود” و”يمنع المنع” و “كلما مارست الحب، كلما أردت أن تقوم بالثورة” و “مارسوا الحب لا الحرب…”

رغم أن الجنس أصبح رافدا للقيم في المجتمعات المعاصرة إلا أنه فقد قيمته وأصبح مجرد سلعة يرفعها النظام الرأسمالي واقتصاد السوق وأحد الوسائل للتجارة وسد الحاجات، لقد أصبح الجنس علاقة عاطفية…بيزنس متعدد المشارب، بل صناعة استفادت من موجة العولمة لتكسر كل الحدود الترابية والأخلاقية والحضارية…..وفي هذا الإطار يقول الأستاذ حسن أوريد في كتابه مرآة الغرب المنكسرة في إطار نقده للنظام الرأسمالي والتناقضات التي أصبح يطرحها ” ……

لقد حدث على مستوى آخر تحول عميق في الممارسة الجنسية هي منع الحمل، مما نقل وظيفة الجنس من حفظ النسل أو التوالد إلى المتعة ما دام “خطر” الحمل خارج علاقة شرعية قد أزيح، فضلا عن تطور القوانين والممارسات التي تبيح الإجهاض أو تتستر عنه. باسم الحرية الفردية، باسم الحق في المتعة، باسم الحركة النسوية”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *