وجهة نظر

كيف يعتقل ويحكم بالإعدام أتباع دين يسعى إلى التعايش والسلام؟

بإمكانكم اعتقال القلم لكن من المستحيل عليكم اعتقال الفكر!

لنلجأ إلى ضميرنا الباطني وإلى بصيرتنا الخفية عن أنظار الآخرين وإلى شجرة الإنصاف التي زرعت في قلوبنا منذ نشأتنا ولننظر إلى ميزان العدل وإلى عقارب مقياس الظلم القائم بصدورنا وأرجوكم أن تكتموا حكمكم لاجتناب الجدال لأن الصمت في معظم الأحيان فضيلة. التأمل هو من خصوصيات الصمت، والتأمل هو محرك الضمير و الضمير يوحي بالأعمال المفيدة لخير البشرية بدون صوت. فلنتأمل إذا.

فكيف لدينٍ يؤمن ويُصدِّق بكل الديانات ويسعى لتوحيدها وتحقيق التعايش بينها تحت راية السلم والسلام، أن يُسجن أتباعه ويُحكم على بعضهم بالإعدام؟
فكيف لدينٍ يحترم الإنسانية ولا يُفرق بين البشر، ويعتبر الاختلاف في اللون والعقيدة واللغات والثقافات كنزٌ وثراءٌ لرخاء البشرية، أن يُسجن أتباعه ويُحكم على بعضهم بالإعدام؟
فكيف لدينٍ يُقدس حرية الفكر والعقيدة ويجعل من التعليم وحب المعرفة واجباً مقدساً، أن يُسجن أتباعه ويُحكم على بعضهم بالإعدام؟
فكيف لدينٍ يأمر أتباعه بطاعة قوانين البلد الذي يعيشون فيه وبالولاء التام لحكامه، أن يُسجن أتباعه ويُحكم على بعضهم بالإعدام؟
فكيف لدينٍ يُحرِّم على أتباعه الانشغال بالسياسة الحزبية ويمنعهم أن يكونوا سببا للفتنة وللحقد وللضغينة ويأمرهم أن يبتعدوا عن كل ما هو سبب للتفرقة، أن يُسجن أتباعه ويُحكم على بعضهم بالإعدام؟
فكيف لدينٍ يأمر أتباعه بالدُّعاء والمناجاة لصالح حكام بلدهم وبتوفيقهم على كل ما فيه خير للبلد، أن يُسجن أتباعه ويُحكم على بعضهم بالإعدام؟
فكيف لدينٍ يأمر أتباعه بالتعايش بالروح والريحان مع كل الديانات، أن يُسجن أتباعه ويُحكم على بعضهم بالإعدام؟
فكيف لدين يسعى إلى تقدم وازدهار المجتمع الإنساني، أن يُسجن أتباعه ويُحكم على بعضهم بالإعدام؟
فكيف لدين يوصي بالمساواة بين الجنسين واعتبارهما كجناحي الطير، أن يُسجن أتباعه ويُحكم على بعضهم بالإعدام؟
فكيف لدينٍ يترجى خدمة البشرية ويأمر بالقيام بكل ما هو سبب خير البرية، أن يُسجن أتباعه ويُحكم على بعضهم بالإعدام؟
فكيف لدينٍ يَنشرُ “الأرض وطن واحد وكل البشر أوراق شجرة واحدة”، أن يُسجن أتباعه ويُحكم على بعضهم بالإعدام؟
فكيف لدينٍ يمنع العنف والضرب والسب واللعن والشجار والنزاع والغيبة والنميمة بين البشر، أن يُسجن أتباعه ويُحكم على بعضهم بالإعدام؟

ماذا تنتظرون؟ اعتقلوا كل إنسان يسعى إلى السلام والتعايش و وحدة البشرية ويرفض الحروب والتعصب والتطرف، ثم ضعوهم جميعا داخل السجون ليعيشوا في سلام وبدون حراس ولا قضبان، لأنهم سوف يطيعون أوامر حكامهم ولن يفروا من هذا النعيم.

جربوا هذا وافرغوا كل السجون واملئوها بكل إنسان يؤمن بوحدة الإنسانية والسلم والسلام وبأن كل البشرية عائلة واحدة، ولا فرق بين أسود وأبيض ولا بين مؤمن وملحد، وإن فعلتم سترون السجن يتحول إلى دار السلام ويصبح نموذجا للبشرية جمعاء تحت شعار “الوحدة في التنوع” وأتمنى أن يطلق سراح قلمي وأكون من المحظوظين لخدمة هؤلاء السجناء الأحباء.

دعوا عقارب مقياس العدل تتحرك بدون أحكام مسبقة، وسوف ترون إلى أي مقام ستشير، مقام الظلم أم مقام الإنصاف؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *