سياسة

سفير أمريكي: هذه وصفة تطور المغرب .. محاربة الفساد وسيادة القانون

قدم إدوارد غابرييل، سفير الولايات المتحدة الأمريكية بالمغرب (من 1997 إلى 2001) وصفته السحرية للمغرب من أجل النهوض والتقدم الحضاري، تتمثل أساسا في محاربة الفساد، ومعالجة بطالة الشباب، وتحسين التعليم، وخلق فرص العمل، وسيادة القانون في كل من القطاعين العام والخاص، مع إنفاذ القوانين المصادق عليها.

وسلط السفير الأمريكي السابق، في مقال تحليلي بعنوان “20 سنة من التنمية بالمغرب”، الضوء على ما حققه المغرب من تغييرات كان شاهدا عليها أيام اشتغاله بالمغرب بين عهدين؛ الملك الراحل الحسن الثاني إلى عهد الملك محمد السادس، مؤكدا أن المغرب قد قطع شوطا طويلا، لكن لا يزال هناك الكثير مما ينبغي عمله.

وأكد الدبلوماسي الأمريكي، في مقال نشره موقع ( Fairobserver ) أن المغرب يتحرك إلى الأمام بثبات، موضحا أن الملك يتحرك بحذر من أجل جعل المغرب أكثر انفتاحا وحداثة بين الدول النامية، منبها إلى أن التغيير الذي يأتي بسرعة قد يتعرض لنقاط الضعف ويخلق فرصة لأولئك الذين يرغبون في زعزعة استقرار البلاد، ومن بينهم الإرهابيين.

وعقد غابرييل مقارنة بين عهدي كان شاهدا عليهما من أجل تبيان التطور الذي شهده المغرب، ففي سنة 1997 كان أكثر من نصف السكان البالغين أميين، مع ارتفاع معدلات الأمية أكثر في صفوف النساء القرويات، وبلغت الكهرباء في البلاد حوالي 60٪، فيما لم يتمكن ربع السكان تقريباً من الوصول إلى مياه الشرب.

وذّكر الدبلوماسي الأمريكي بمعدلات وفيات الرضع التي كانت آنذاك أعلى بنسبة 23 في المائة من المتوسط الإقليمي، موضحا أن معدلات وفيات الأمهات أثناء الولادة كانت قرابة الضعف. وخلص إلى أن صورة التوازنات (الميكرو-اقتصادية) المغربية كانت في ذلك العهد بحالة يرثى لها.

ونوه غابرييل بالتطورات التي شهدها مغرب الملك محمد السادس، حيث انخفضت معدلات وفيات الرضع والأمهات إلى النصف، ووصلت نسبة التزود بالكهرباء إلى 98.9٪، وأزيد من 85٪ من التزود بالماء الشروب، وأن المدن أضحت أكثر نظافة، موضحا أنه بحلول عام 2030 ، يهدف المغرب إلى توليد 50٪ من طاقته الكهربائية من مصادر متجددة ، مما يجعله رائداً عالمياً في مجال البيئة.

وتوقف غابرييل عند تطور التوازنات الماكرو-اقتصادية، وازدياد السياحة بنسبة خمسة أضعاف منذ عام 1997، معتبرا أن هذا العهد عرف إقرار حقوق أكثر لفائدة النساء خصوصا بعد إصدار مدونة الأسرة سنة 2004.

واعتبر غابرييل قيادة عبد الرحمان اليوسفي للحكومة بمثابة لحظة فاصلة بالنسبة للمغرب، موضحا أن تلك المرحلة يصفها العديد من المحللين السياسيين على أنها بداية الإصلاح الديمقراطي الكبير والتحرير الاقتصادي بعد سنوات من نهج التحكم في الحقوق المدنية. وأفرد لقضية الصحراء وآفاق التعاون الأمريكي جزءا من مقاله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *