وجهة نظر

رحيق الكلام: مدارس بدون شعر

المشهد الأول :

تلاميذ يتدافعون أمام باب المدرسة قاماتهم مختلفة سحنات وجوههم متنوعة تسريحات شعرهم متعددة عقارب الساعة تشير إلى الثامنة صباحا، العابرون قرب المدرسة يسمعون أصوات تردد النشيد الوطني، السلام الوطني في العرف الرسمي وحدها هذه الأصوات تكسر صمت مدينة يفترسها السكون والرتابة.

المشهد الثاني:

لم أعرف كيف أنفلت من عقال الزمن، الزمن يعتقلنا دون أن ندري، قدرية الزمن، حتمية الزمن,الزمن متوحش ….كيف إذن يمكننا أن نتحايل على الزمن، المحتالون أخفقوا في ذلك، النصابون كذلك والمخادعون أيضا.

نشرة أخبار الظهيرة، مذيع القناة يقرأ خبرا على وريقات صغيرة ,يبدو أنه حرره في آخر لحظة قبيل إعلان بدء النشرة، تلميذ أطلق النار على زملائه بنيويورك والأمن يلقي القبض عليه ..هل الأمر مزحة؟ كلا ….مجرد خبر.

المشهد الثالث:

مساء بارد، بضع شعراء جاؤوا من كل فج عميق يقرؤون قصائدهم أمام كراسي شبه فارغة ينصتون لأنفسهم ……ينصتون لأنفاسهم …بإمعان.

في الجهة الأخرى انتصبت منصة وسط المدينة، صداح وضجيج بدون معنى لكنه يحمل معنى …أنغام موسيقى شعبية تكسر جدار الصمت، تخنق شوارع المدينة,جمهور غفير، جمع وفير، شرطيات ينظمن المرور,ميكروفونات، كاميرات، آلات، تصورير رقمي، هواتف ذكية محمولة توثق للحدث الجلل، مكر الذاكرة أنها لاتطاوع، أحدا إلا وهي تنظر للوثيقة، وهي تستدعي الزمن إلا باعتبارها وعيا لاينفصل عن الماضي، عن تاريخه تحديدا.

التلاميذ أمام المنصة يتراقصون، يتمايلون، يتساقطون على إيقاع العيطة بعد انتهاء حصص الدعم في طريق العودة إلى الذات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *