خارج الحدود

في الذكرى الـ14 لاغتياله .. الإعلان عن جائزة دولية باسم “أحمد ياسين”

أعلن مجلس أمناء جائزة الشيخ أحمد ياسين الدولية للحريات العامة وحقوق الإنسان، عن انطلاق الحفل التأسيسي للجائزة، وذلك في الذكرى الـ14 لاستشهاد الشيخ الذي يوافق يوم  22  مارس من كل عام، حيث  اغتالته طائرات أباتشي “إسرائيلية” في أعقاب خروجه من مسجد المجمع الإسلامي القريب من منزله في حي الصبرة جنوب مدينة غزة، بعد تأديته صلاة الفجر يوم 22 مارس 2004.

الحفل الذي أقيم أمس الخميس بغزة، شاركت فيه شخصيات رسمية واعتبارية ووجهاء ونواب من المجلس التشريعي وممثلون عن الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية، حيث قال عضو مجلس أمناء الجائزة نسيم ياسين: “تأتي فكرة الجائزة في ضوء أهمية نشر ثقافة الحرية وفق مبدأ “متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا”.

وأضاف بالقول: “إكرامًا للشيخ الثائر على الظلم والقهر ولتتعرف عليه الأجيال التي تنشد الحرية في هذا العالم المضطرب؛ كانت رؤية مجلس أمناء هذه الجائزة الإعلان عنها في محاولة منا لتسليط الضوء على قضية سنوية تخص جماعة من الناس لحشد الرأي العام وصناع القرار في العالم”.

وأشار إلى أن أهداف الجائزة تأتي لتعريف الأجيال المتعاقبة بشخصية الشيخ أحمد ياسين، وتشجيع الخبراء والباحثين محلياً وعربي ودوليا على إجراء البحوث العلمية في مجال حريات العامة وحقوق الإنسان، معتبرا أن الجائزة تأتي لتعزيز اتجاهات الايجابية نحو البحث العلمي في الحريات العامة وحقوق الإنسان لإثراء المعرفة والمساهمة في تطوير هذه القيمة، وتقديرًا للمتميزين في البحث العلمي في هذا المجال وتكريمهم.

ويتألف مجلس أمناء جائزة الشيخ أحمد ياسين الدولية من مجلس من 11 عضوًا من جنسيات عربية وفلسطينية ودولية، ولجان تحكيم أخرى، حيث سيتم الإعلان سنويًا في ذكرى استشهاد الشيخ أحمد ياسين في 22 مارس عن الفائزين، والإعلان عن موضوع الجائزة لدورة جديدة.

ميلاد جديد

واعتبر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي أحمد بحر استشهاد الشيخ ياسين قبل 14عامًا بمثابة “ميلاد جديد للمقاومة وللقضية، وبعث جديد يسري في روح الأمة، ويوم استنهاض للهمم، ويوم الانتصار”.

وأضاف بحر في اللقاء ذاته، بالقول: “لقد رحلت عنّا يا شيخنا بعد أن زرعت فينا الأمل بأن النصر قادم بإذن الله، وأن المقاومة مستمرة حتى كنس الاحتلال. رحلت عنّا وتلاميذك وجنودك ومحبوك في كل بيت وشارع في المدارس والجامعات والمساجد والمؤسسات”.

وكشف بحر أن الشيخ ياسين كان يتقاضى راتبًا من الحركة مقدراه 500 دولار ورفض زيادة هذا المبلغ إلى 700 دولاء بموجب توصية من قيادة الحركة في حينه، وقال: “500 دولاء تكفيني”، مشيرا إلى أن الشيخ ياسين كان يتحلى بالتواضع على الرغم من كونه مؤسس الحركة، ويتعامل كأي فرد من أفراده.

وتابع قوله: “ذات يوم اتصل وزير مصري بالشيخ وطلب منه اعلان هدنة مع الاحتلال، فرد عليه الشيخ بقوله:” أنا لا أستطيع أن أتخذ قراراً لوحدي بل سأعرض الأمر على مؤسسات الحركة فهي صاحبة القرار”.

أرعب الصهاينة من كرسي “الشلل”

وولد الشيخ أحمد إسماعيل ياسين في قرية جورة قضاء المجدل، في يونيو عام 1938، حيث نزح بعدها مع عائلته إلى قطاع غزة بعد حرب عام 1948.

وأصيب الشيخ ياسين بالشلل في جميع أطرافه أثناء ممارسته للرياضة في عامه السادس عشر، واستطاع الشيخ أن ينهي دراسته الثانوية في العام الدراسي 1957/1958 ثم الحصول على فرصة عمل رغم الاعتراض عليه في البداية بسبب حالته الصحية.

وحين بلوغه سن العشرين بدأ ياسين نشاطه السياسي بالمشاركة في المظاهرات التي اندلعت في غزة احتجاجًا على العدوان الثلاثي الذي استهدف مصر عام 1956، حيث أظهر قدرات خطابية وتنظيمية ملموسة حيث استطاع أن ينشط مع رفاقه في الدعوة إلى رفض الإشراف الدولي على غزة، مؤكدًا على ضرورة عودة الإقليم إلى الإدارة المصرية.

وفي عام 1987، اتفق الشيخ ياسين مع مجموعة من قادة العمل الإسلامي في قطاع غزة على تكوين تنظيم إسلامي لمحاربة الاحتلال بغية تحرير فلسطين أطلقوا عليه اسم “حركة المقاومة الإسلامية” المعروفة اختصارا باسم حماس.

وصدر حكم يقضي بسجن الشيخ ياسين مدى الحياة إضافة إلى 15 عاما أخرى عليه، في يوم 16 أكتوبر 1991 وذلك بتهمة تحريضه على اختطاف وقتل جنود الاحتلال وتأسيس حماس.

وأفرج الاحتلال عن الشيخ أحمد ياسين، في عملية مقايضة بعميلين للموساد، ألقي عليهم القبض بعد المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في العاصمة الأردنية عمان.

الاغتيال

في 13 يونيو 2003، أعلن الاحتلال الإسرائيلي أن الشيخ ياسين لا يتمتع بحصانة وأنه عرضة لأي عمل عسكري إسرائيلي، حيث تعرض في 6 سبتمبر2003، لمحاولة اغتيال فاشلة، عندما قامت طائرات الاحتلال من طراز F/16 بإلقاء قنبلة وزنها ربع طن على أحد المباني في قطاع غزّة، حيث أصيب بجروح طفيفة جرّاء القصف.

واستشهد الشيخ ياسين، وهو في عمر الخامسة والستين، بعد مغادرته مسجد المجمّع الإسلامي الكائن في حي الصّبرة في قطاع غزة، وأداؤه صلاة الفجر في يوم الأول من شهر صفر من عام 1425 هـ الموافق 22 مارس من عام 2004 مـ بعملية أشرف عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ارئيل شارون.

وأعقب هذه العملية وسبقها عدة اغتيالات لأبرز قادة حماس في قطاع غزة، منهم عبد العزيز الرنتيسي، وإسماعيل أبو شنب وإبراهيم المقادمة، وصلاح شحادة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *