أخبار الساعة، مجتمع

تصريحات مسؤول بنقابة التعليم العالي تثير غضب “الدكاترة”

عبر الاتحاد العام الوطني لدكاترة المغرب، عن “قلقه الشديد واستغرابه” للتصريحات التي أدلى بها الكاتب العام لنقابة التعليم العالي، في برنامج “ضيف الأولى” على القناة الأولى، الثلاثاء المنصرم، حول الاختلالات التي تعرفها الجامعة المغربية، معتبرا أن المسؤول النقابي “يكرر مغالطات في كل منبر إعلامي كلما أتيحت له الفرصة، مما أثار جدلا واسعا أمام الدكاترة الموظفين وطرح استفهاما عن الهدف الأساسي من هذه المغالطات التي تخص هذه الفئة من موظفي الدولة”.

أوضح الاتحاد في بلاغ له، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، أن ما قاله الكاتب العام لنقابة التعليم العالي، بأن معظم الدكاترة الذين يتم إلحاقهم بالجامعة يبلغون سن 57 أو 59، وأن إلحاقهم بالجامعة يكون دون فائدة، “مجانب للصواب ولا أساس له من الصحة”، مشيرا إلى أن “الإحصائيات الدقيقة التي قامت بها لجنة مكلفة تؤكد أن نسبة الدكاترة الذين تتراوح أعمارهم مابين 34 و44 سنة هي % 6489، وما بين 46 و54 سنة هي % 6,66، وما بين 55 و95 سنة هي % 3,70.

واعتبر البلاغ أن “جل هؤلاء الدكاترة يتوفرون على مؤهلات علمية مرموقة على الصعيد الوطني والدولي ولهم تجربة مهنية غنية تستفيد الجامعة المغربية منها من خلال الحصص والدروس التي يقدمونها داخل الكليات والمعاهد كأساتذة عرضيين، أو رهن إشارة، كما يقومون بتأطير الطلبة في جميع الأسلاك بما فيهم طلبة الدكتوراه، وتقديم دروس نظرية وتطبيقية ويساهمون في الأبحاث العلمية بشكل مباشر، كما أنهم يشاركون في الندوات العلمية الوطنية و الملتقيات الدولية، ويمثلون المغرب في أرقى التظاهرات الوازنة على الصعيد الدولي”.

وأضاف البلاغ أن العديد من الدكاترة “حاصلون على جوائز مهمة في عدة مناسبات خاصة كجائزة أحسن كتاب عربي، وجائزة التميز العلمي، وكذلك تسجيل براءات اختراع عديدة في تخصصات دقيقة، من فيزياء وكيمياء وعلوم، وفي ميدان التأليف هناك المئات من الكتب في مختلف التخصصات تشهد بكفاءات هؤلاء الدكاترة، ومنهم من يتوفر على أكثر من 20 كتاب، والعشرات من المقالات الوازنة المنشورة في أحسن البحوث العلمية وأجود المجلات العلمية المحكمة”.

وأشار الاتحاد إلى أن معظم دكاترة الوظيفة العمومية والمؤسسات العامة “يتوفرون على جميع الشروط التي تؤهلهم لتبوء مكانتهم الحقيقية داخل منظومة الوظيفة العمومية، ولهم النضج العلمي الكبير والممارسة العميقة في التدريس والبحث العلمي، عكس التصريحات التي أدلى بها الكاتب العام لنقابة التعليم العالي والمجانبة للصواب والتي تنحرف عن الوقائع الحقيقية، وباعتراف أساتذة جامعيين أنفسهم ومنظمات وطنية ودولية ومراكز البحوث العلمية المعترف بها، والجامعات الدولية العريقة والمنصفة دوليا”.

وتابع البلاغ بالقول: “إن استفادة الجامعة المغربية من هذه الكفاءات الوطنية المتمرسة والمشهود لها، سيعطي انطلاقة حقيقية للنهوض بالتعليم العالي والبحث العلمي بالمغرب ويساهم في الرفع من جودة التعلمات والدفع بالجامعة المغربية لتتبوأ مراتب متقدمة على مستوى التصنيف العالمي، وسيساهم في ترشيد النفاقات المالية بحكم أن المناصب موجودة و لا تتطلب أي اعتمادات إضافية، بل فقط تتطلب حسن استثمارها”.

ونبه الاتحاد من أن “هذه السياقات جميعها تدق ناقوس الخطر، لما لها من تأثير سلبي على واقع البحث العلمي، وعلى الجامعة المغربية”، مشيرا إلى أنه “ينأى بنفسه الدخول في حسابات ضيقة وصراعات خفية ونوايا غير معلن عنها، ويقدم الشكر الجزيل لكافة الدكاترة والأساتذة الجامعيين الممارسين الذين عبروا في اتصالاتهم للاتحاد بأن التصريحات الصادرة عن الكاتب العام لنقابة التعليم العالي تعنيه وحده، معبرين عن تضامنهم المطلق و اللا مشروط مع إخوانهم دكاترة الوظيفة العمومية والمؤسسات العامة مطالبين بالتسريع الفوري لتسوية ملفهم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *