سياسة

عبادي: مشاركة البيجيدي انتكاسة مدوية.. وهذه هي الخلافة التي نريد

اعتبر الأمين العام لجماعة العدل والإحسان محمد عبادي، أن مشاركة الإسلاميين في الحكومة من خلال حزب العدالة والتنمية، في إطار ما يطلق عليه “الإصلاح في ظل الاستقرار”، هو “انتكاسة كبيرة ومدوية”، مشيرا إلى أن الاستقرار السياسي الذي يعيشه المغرب بمثابة “الهدوء الذي يسبق العاصفة”، وأن العدل هو الذي يخلق الاستقرار.

وأوضح عبادي أن جماعته لا ترفض التغيير من داخل المؤسسات، لافتا إلى أن “غياب الديمقراطية وسياسة التعليمات التي لا تخضع لأي قانون وأي مصداقية أو شرعية، جعلت الجماعة تختار ممارسة التغيير من خارج هذه المؤسسات والتركيز على بناء الإنسان الذي يبني المجتمع والدولة”.

وقال المتحدث في حوار مع موقع الجزيرة.نت، إن دعوة الجماعة لفكرة “الخلافة على منهاج النبوة”، يُقصد بها جوهر ولب الخلافة وليس شكلها، مشددا على أن الجماعة حريصة على لب الخلافة التي هي العدل والشورى والحرية والكرامة وحقوق الإنسان، أما شكلها ووسائلها التدبيرية التنظيمية فهذا متروك للاجتهاد بحسب مقتضيات العصر.

وتابع قوله في هذا الصدد: “لايهمنا شكل النظام بل ماهية السياسة التي يمارسها في تدبير شؤون الأمة، هل هي قائمة على العدل ومراعاة مصلحة العامة أم أنه نظام استبدادي جبري قهري يتحكم في رقاب الناس يستغل ثرواتهم”، وفق تعبيره.

وحول اتهام وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت الجماعة بالوقوف وراء احتجاجات مدينة جرادة، قال عبادي إن الدولة تريد تشويه سمعة الجماعة وفصلها عن الشعب وتصويرها للناس كأنها مصدر للقلاقل والفتن، معتبرا أن “الجوع والقهر والظلم هو الذي أخرج الناس للاحتجاج”.

وأشار إلى أن أعضاء جماعته يشاركون في الاحتجاجات التي يعرفها المغرب ويساهمون في تأطيرها باعتبارهم جزءا من الشعب ويعانون مثله، لكنهم لا يقودون هذه الاحتجاجات ولا يتصدرونها، ويتجنبون الفوضى ويشكلون صمام أمان في هذه الاحتجاجات، منتقدا المقاربة الأمنية في التعاطي مع الاحتجاجات، مشيرا إلى أن المعالجة الحقيقية التي ينبغي أن تقوم بها الدولة هي الاستجابة لمطالب الناس المشروعة ورفع الظلم والضيم عنهم.

وبخصوص الأوضاع الراهنة في العالم العربي، قال عبادي إن حالة الفوضى والدمار في بلدان الربيع العربي كشفت أن الحكام مجرد دمى تتلاعب بهم “أهواؤهم وشياطينهم” وتتلاعب بهم القوى المستكبرة، وأنهم بعيدون عن الانحياز إلى قضايا الأمة والاهتمام بشؤونها، معتقدا أن الحاجة اليوم قائمة لحراك شعبي آخر تراعى فيه شروط التمكين والانتصار.

وشدد زعيم جماعة الراحل عبد السلام ياسين، على أن الإسلاميين في دول الربيع العربي أُفشلوا ولم تعط لهم الفرصة قبل الحكم عليهم، وأضاف أن تكالب أصحاب الأهواء والمصالح محليا وإقليميا ودوليا بشكل فاضح كان هو السبب الرئيس لما وصلت إليه الأوضاع في تلك البلدان، على حد قوله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *