مجتمع

تقرير حقوقي يرسم صورة سوداء عن الصخيرات ويدعو لجبهة ضد الفساد

رسم تقرير للرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان (حاصلة على المركز الاستشاري الخاص لدى الأمم المتحدة) صورة سوداء عن مدينة الصخيرات في كل الأصعدة، داعيا إلى تكوين جبهة محلية لمحاربة الفساد والتصدي لكافة المفسدين ومن اجل إيقاف التدهور الذي تعرفه المدينة على كافة المستويات.

وسجل تقرير حول “مدينة الصخيرات مدينة القصور والقصدير (6000 براكة)”، الترامي على الملك العام البحري بالمنطقة، وتشييد فيلات فخمة بطابقين أو ثلاث طوابق وبمساحة تزيد ثلاثة أضعاف عن مساحتها الحقيقية، موضحا أنه من مثل هاته الفيلات أو “البانكلونات” المشيدة على الشاطئ يجب أن تكون خشبية وليس بالإسمنت والطوابق.

6000 براكة

ودق التقرير الذي توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، ناقوس الخطر حيال تفريخ عدد من البراريك في عدد من الدواوير خاصة أثناء المناسبات الانتخابية، موضحا أن مجموع “البراريك” التي لم تستفيد بعد من عملية إعادة الإيواء بالصخيرات هي أكثر من 6000 براكة تقريبا.

وكشف التقرير عن التوزيع غير العادل للبقع الأرضية وخروقات خطيرة، خاصة تلك التي شابت عملية إعادة إيواء قاطني دور الصفيح تتمثل في إقصاء عدة أشخاص تتوفر فيهم شروط الاستفادة من الحق في إعادة الإيواء وإقحام أسماء أشخاص آخرين أغنياء لا علاقة لهم بدور الصفيح ويتوفرون على عدد من العقارات.

وعلى مستوى الصحة، سجل التقرير أن مدينة الصخيرات لا تتوفر إلا على سيارتين للإسعاف بالرغم من أن عدد ساكنتها يتجاوز حوالي 70000 نسمة، ولا يتم تشغيل سوى سيارة إسعاف واحدة، موضحا أن هذا ما لا يتلاءم مع تعداد الساكنة، ويتسبب في تأخير إسعاف المرضى، فضلا عن عدم الشفافية في توزيع أدوية ولوازم وزارة الصحة.

ارتفاع الجريمة

وفي ما يتعلق بالحق في الأمن، أكد التقرير مدينة الصخيرات تشهد ما سماه بـ”انفلات أمني خطير” وانتشار مفزع لبؤر الجريمة، خاصة على مستوى الوادين: واد الشراط وواد إكم اللذان أصبحا من بين أخطر المناطق على الإطلاق بالمدينة، والتي يستغلها بعض المنحرفين نتيجة لانعدام الإنارة ووجود قنطرة وصعوبة المكان، من أجل التربص للمارة والاعتداء عليهم وسلبهم أموالهم وممتلكاتهم يقول التقرير.

وطالب التقرير إحداث مفوضية للشرطة بالمدينة، موضحا أن عدم وجود دوريات أمنية كافية بالمناطق السكنية الشعبية أدى إلى ارتفاع خطير في نسبة الجريمة والاتجار في المخدرات والممنوعات بشكل كبير، مضيفا أن مدينة الصخيرات أضحت محط إقبال لمروجي المخدرات واللصوص.

وعلى مستوى الحق في النقل والطرقات، أكد التقرير أن المدينة تعرف تفاقما مهولا لمعضلة النقل العمومي نتيجة قلة الحافلات واهتراؤها، بالإضافة إلى الاختلالات الهيكلية وسوء تدبير القطاع، مضيفا مرور ما سماه بـ”شاحنات الموت” أي الشاحنات الثقيلة بالشارع الرئيسي بعدد يصل إلى 400 شاحنة في اليوم تزهق عدد من الأرواح وتعرقل حركة السير.

انعدام مكتبة عمومية

وسجل التقرير فيما يخص الحقوق الثقافية، عدم تواجد فضاءات ومركبات ثقافية متنوعة بالصخيرات باستثناء دار الثقافة ودار الشباب، وعدم تفعيل المراكز السوسيوثقافية وفق الأهداف المنشأة من أجلها، إلى جانب انعدام مكتبة عمومية بالمدينة.

بدوره الحق في التعليم، كشف التقرير عن مشاكل عديدة يعرفها القطاع، ممثلا لذلك بالاكتظاظ وقلة الأطر والكفاءات وضعف الإمكانيات والتجهيزات الضرورية، موضحا أن بعض المؤسسات التعليمية بالمدينة لا تتوفر حتى على مرافق صحية لائقة، علاوة على فقر المكتبات المدرسية، وتفشي ظواهر العنف والإدمان والهدر المدرسي.

انعدام تام للحدائق

وكشف التقرير أن الحقوق المتعلقة بالشغل والرياضة والنساء والأطفال تعتريها مشاكل كثيرة، موضحا أن المدينة تنعدم بها ملاعب القرب، والبنيات الرياضية الملائمة لحجم التنوع والتعدد الديمغرافي، إضافة إلى استمرار استغلال النساء في عدة معامل وضيعات فلاحية وعدم منحهن حتى الحد الأدنى من حقوقهن، علاوة على عدم وجود فضاءات للعب والترفيه خاصة بأبناء الفئات المتوسطة والفقيرة، وعدم وجود مخيم نموذجي محلي للأطفال تتوفر فيه شروط السلامة والوقاية.

وفي ما يتعلق بالحقوق البيئية والبنيات التحتية، سجل التقرير انعدام تام للحدائق والمساحات الخضراء بالمدينة، موضحا أنه يتم إنشاء تجزئات شاسعة دون مساحات خضراء، مشيرا إلى أن عددا من المعامل تسببت في تلويت المياه في خرق سافر للقوانين البيئية، مطالبا ضرورة إقامة نظام محلي يضمن حق ساكنة الصخيرات في تنمية محلية تضمن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *