مجتمع

زفاف جماعي لـ 112 شخصا بطنجة تشجيعا للزواج ورفضا للعلاقات المحرمة (صور)

احتضنت مدينة طنجة، أمس الخميس، مهرجان الزفاف الجماعي في نسخته الـ11 بقصر مولاي حفيظ التاريخي الذي تعود ملكيته للقنصلية الإيطالية، بحضور القنصل الفرنسي بطنجة وعدد من المسؤولين بالمدينة، إضافة إلى عشرات من أسر الأزواج المحتفى بهم، وذلك في ليلة تُعرف محليا باسم “الظهر والخرجة”.

المهرجان الذي تشرف عليه جمعية كرامة لتنمية المرأة بمناسبة اليوم العالمي للأسرة، تحت شعار قوله تعالى: “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة”، استفاد منه هذا العام 112 زوجا وزوجة، أغلبهم أيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك تتويجا لأربعة أشهر من الدورات التكوينية المجانية في مواضيع تهم الثقافة الأسرية والعلاقة بين الزوجين وتربية الأبناء والتربية الصحية.

“زفاف نموذجي”

تحت أنغام الطرب المغربي الأندلسي الذي قدمته كل من فرقة الرسالة النسائية، ثم جوق العروسي مع فترة الرجال الليلية، عاش الأزواج المستفيدون أجواء خاصة بزفافهم وفق التقاليد العريقة للعرس الطنجاوي، حيث جرى تقديم العروسات الـ56 بألبسة الزفاف الخاصة بهذا اليوم، مع طقوس حناء العرسان، وتقديم هدايا لأمهات الأزواج من طرف الجمعية قدمته الزوجات المحتفى بهن، وذلك “من أجل التواد والمحبة وفق عادة المغاربة”، فيما كانت قد جرت يوم الثلاثاء المنصرم، حفل حناء العروس.

رئيسة جمعية كرامة لتنمية المرأة وفاء بن عبد القادر، قالت في تصريح لجريدة “العمق”، إن المهرجان الذي يُنظم سنويا منذ 2007، يهدف إلى تشجيع الزواج في صفوف الشباب وتحقيق التماسك الأسري والاستقرار داخل الأسرة المغربية، عبر ترسيخ قيم التكافل الاجتماعي والتطوع والتعاون التي بدأت تغيب عن المجتمع.

وأوضحت أن هذا المهرجان يبتغي “تقديم نموذج الزفاف الجماعي للأسر المغربية للاقتداء به، لأن فيه اقتصاد للمجهودات والمال”، داعية الأسر المغربية إلى تزويج أبنائها عبر تجمعات احتفالية في قاعة واحدة من أجل نقص التكاليف المالية والبدنية واستثمار تلك الأموال في دعم الأزواج، وفق تعبيرها.

فرحة الأزواج

بنعيسى الشايب، أحد الأزواج المستفيدين من حفل الزفاف الجماعي، عبر لجريدة “العمق” عن سعادته بالاحتفاء به وزوجته رفقة باقي الأزواج في “ليلة العمر”، كاشفا أنه قدم طلبه إلى جمعية كرامة للاستفادة من التكوين والزفاف، “وتم قبولنا واستقبالنا بحفاوة وتقديم معطيات مهمة لنا في التكوين، ولم نكن نتوقع هذا الجو الذي أدخل الفرحة علينا وعلى عائلاتنا”، مشيرا إلى أنه لم يكن ليقيم حفل زفاف بسبب وضعيته الاجتماعية والمادية.

رئيسة الجمعية كشفت أن اختيار الأزواج المستفيدين من التكوين والزفاف الجماعي يتم وفق شروط العوز والوضعية المادية الصعبة أو يُتم أحد الطرفين أو كلاهما، إضافة إلى ذوي الاحتياجات الخاصة، مردفة بالقول: “خصوصية هذه السنة أن جل الأزواج يتامى أو في وضعية صعبة جدا، وقد أدينا مصاريف العقد والمهور لـ6 أزواج، وسنعطي للجميع مبالغ مالية مهمة لمساعدتهم في بداية حياتهم الزوجية”.

وأشارت إلى أن المهرجان سبقته دورات تكوينية في مجال الثقافة الأسرية والمجال الحقوقي والقانوني والصحة الإنجابية وتربية الأبناء، وذلك لمدة 4 أشهر بمعدل دورة إلى دورتين أسبوعيا، لافتة إلى أن هذا التكوين يهدف إلى “توعية وتكوين المقبلين على الزواج وتلقينهم مهارات وآليات تساعدهم على تدبير الحياة الزوجية من أجل ضمان الاستقرار الأسري”.

رفض العلاقات المحرمة

بنعبد القادر دعت الحكومة إلى إعداد مشاريع خاصة لتشجيع الشباب على الزواج، سواء على المستوى الوطني أو الجهوي أو المحلي عبر المجالس الترابية، مقترحة إقامة مسابقات يتبارى عليها الشباب جهويا من أجل الظفر بشقة أو منصب شغل وحوافز للتغلب على عوائق الزواج المادية والاقتصادية، مشيرة إلى أن جمعيتها تترافع ليصبح الزواج حقا للجميع ومؤسسة مجتمعية، وتحصينا للشباب وللمجتمع والمحافظة في دعم حقوق الطفل.

وتابعت قولها في هذا الإطار: “نرفض تماما العلاقات خارج الإطار الشرعي، وندعوا الشباب إلى الالتزام بالإطار الشرعي حتى لا يقدموا لأنفسهم وللمجتمع ما يضرهم، لأن هذه العلاقات تخرج لنا أطفالا دون نسب داخل المجتمع، وتفرز لنا ظاهرة الأمهات العازبات اللواتي يتزايد عددهن، لذلك هذا المهرجان يدعو للعفة والزواج وإشهاره ويرفض العلاقات خارج الإطار الشرعي”.

يُشار إلى أن حفل الزفاف الجماعي الذي ينظم بدعم من مجموعة من الفاعلين الاجتماعيين والمحسنين، أصبح تظاهرة سنوية دأبت على تنظيمها جمعية كرامة لتنمية المرأة كل سنة منذ 11 عاما، حيث كانت قد رفعت شعار “من أجل أنسنة الأسرة” خلال الدورة الماضية، من أجل أن يصبح الزواج حقا من حقوق الإنسان.

     

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *