وجهة نظر

افتتاحية رمضان: أيها المقاطعون.. الرأفة ببعضكم البعض

سنتفق أولا أن المقاطعة أتت أُكلها، و هو أمر سلم به الجميع حيث أضحى واقع حال فرضته إرادة أكانت خفية أم شعبية، إلا و أن التوجس منها أصاب للركابي.

لقد اختار صوت العالم الرقمي ما دون النجوم ليعتلي فوق سماوات المنابر و المعابر، فتحدث عنا بنو الأصفر و الأشقر و الزنجي رفيق القارة و المصير، و كلها يلغي بغاه…

و كما قيل و يقال : راها غير فهامت بن دغل شي داها فالشكيمة و شي سرق البغل،

فهموني رحمكم الله .

و كي لا يكون كلامي موسمي و إن صح التعبير مُشفر، فإن المقاطعون من أبناء هذا الشعب الواعي، حينما اختار المقاطعة دون سابق إنذار ، كانت أهدافها و عمقها يعبر عن براءتها و هي في مهد الإنطلاقة إلى أن حل رمضان 2018، شهر الصراحة و الحقيقة بكل تجلياتها، فكانت الصدمة…

لقد سقطت جل الأقنعة، و خرج ذلك المجهول الذي يَعبُر دواخلنا، و اتضح لنا أننا لم نقاطع لأننا شعب قاطع بوعي، و أنه سيد ضرفية صحية و أن تفاعله مع صراحة الحال، سيثبت من خلالها أنه سيساعد النضام في فهم تدرج المواطن في سلم الرشد الإجتماعي … بل بالعكس !!!

لقد كانت أول ليلة من شهر رمضان 2018، شاهدة على أن المقطاعة نابعة من سخط أو كره معين أو حالة تحبس أنفاس بعضنا البعض و الذليل في المختصر المفيد الذي سأنقله من 4 أسواق بمدينة سلا .

السلام عليكم ، بشحال ماطيشة ؟

– 90 ريال :

الله يا لالة بزاف …

– اختي رمضان هذا راه غير شهير ديال الربح و هو اللي عندنا .

و جولة أخرى عند روؤس بعض السلع الضرورية وجدنا الاتي:

السلام ، بشحال كدا و كدا ؟

– 45 درهم للكيلو !!!

شنو…بزاف آخاي !!!

الجواب :

ماتاكلوش …دوز رمضان بلا بيه ، راه كاين اللي غا يشريه واخا يوصل ل 50 درهم…واش حنا ما نربحوش!!!

نعم، لقد شهد شاهد من طينتها ، لقد فضل المقاطع أن يقطع رأس أخيه في هذا الشهر المبارك العظيم ، حيث فكر ثم قرر و دبر كيف يفوز و يفوز في سباق مدته شهر ليس إلا…

و الكل يردد قاطعوا المتوحشون ، قاطعوا و لا تتراجعوا.

نعم ، لكن أليس حري بنا أن نحدد و نصحح المفاهيم المعتادة و المولودة من رحم ليلة رمضان !!!

فحينما قرر المُقاطع و هو لا يعرف آخر محطة سيتوقف فيها هذا القطار السريع أو المخيف إن صح القول ، حيث قرر بمبادرة افتراضية تحولت إلى فضاء الواقع المعاش، لكن المشهد أثبت أن المُقاطع في واد و ذهنية الفرد الواعي في واد آخر.

قاطِع ثم قاطِع ثم قاطِع ، ” بلاتي ” ، لكن من سيقاطع هؤلاء الباعة الذي يبكون الظهر على أطلال الفقر و الحاجة، واليوم وجدناهم ووجدتهم ووجدهم المتسوقون أشد من أبطال عناوين المُقاطعة .

خير الله كثير ، و الأسواق ممتلئة بسلع تسر الناظرين.

أسواق المدينة العتيقة و باقي أسواق النواحي من المدينة الكبيرة و جارتها الرباط ، تهلل بسلعها ، و لكن لمن تحكي زابورك يا داود…

هل هو الجشع ، أم فلسفة اللهط تتربع القلوب و الجوارح، أم فرصة ما بعدها فرصة ، والله يجعل الغفلة ما بين البايع و الشاري…

من يعلم يا ترى في هذه المحطة بالذات، هل سيقاطع المقاطع نفسه ؟

أم سيُقاطع المُقاطع بعضه البعض…خمم تسطى!!!

ما بقا ما يتقال ، فقوموا لصيامكم فغر لكم الله…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *