مجتمع

“أغروم نتدونت” .. سيد موائد الإفطار بالجنوب الشرقي خلال رمضان

قد لا يكون هناك اختلاف كبير في أنواع الأطباق التي تحضرُ على موائد الأسر المغربية في مختلف مدن المملكة خلال شهر رمضان، غير أن هناك أكلات رمضانية تتميز بها مناطق عن أخرى، وتحضر بقوة وتفرض نفسها على موائد الإفطار خلال هذا الشهر الفضيل.

وستقربكم قراء جريدة “العمق” الأوفياء، خلال هذا الشهر المبارك من أهم الأطباق والأكلات المعروفة والتي تتميز بها مناطق الجنوب الشرقي المغربي، وهي أطباق توارثها سكان هذه المناطق أجيالا عن أجيال ولا تزال صامدة فوق موائد إفطارهم.

وتستنفر نساء مناطق الجنوب الشرقي كل جهودهن خلال شهر رمضان من أجل إعداد أطباق وأكلات لتقديمها خلال الإفطار، وتتربع عدد من الأكلات الشعبية على موائد سكان هذه المناطق، وخاصة منها أكلة “أغروم نتدونت” التي لا يكون لإفطار رمضان طعم بدونها.

وتتفنن النساء في إعداد “أغروم نتدونت” أو ما يصطلح عليه بالدارجة المغربية “خبز الشحمة”، غير أن مقادير تحضير هذه الأكلة لا تختلف كثيرا، إذ يحضر في إعدادها “البصل، الشحمة، الفلفل الحلو، والحار، والكزبرة (القزبور)، والمعدنوس، والتوابل”، وتجتهد أخريات بإضافة “البيض، والجزر، واللحم المفروم”، إلى الخليط.

وبعد تحضير عجينة الخبز ومقادير الحشو، يتم إعداد مكان طبخه والذي يسمى في بعض مناطق الجنوب الشرقي بـ”إزغي” أو “أحانو نوافا” وهو مطبخ تقليدي يعتمد على الطبخ في الأواني الفخارية القديمة بواسطة الحطب.

وتُصّر النساء على إعداد هذه الأكلة في هذا المكان حتى لا تفقد طعمها الخاص، في حين تقوم الأخريات ممن استغنينا على المطبخ التقليدي بإعدادها باستخدام فرن الغاز أو الكهرباء.

وفي الأخير يقدم طبق “أغروم نتدونت” على مائدة الإفطار، ويتم لفه في قطعة قماش من أجل أن يحافظ على سخونته، قبل أن تعمد ربة البيت إلى تقطيعها إلى أجزاء وتوزيعها على أفراد العائلة حيث يتم تناولها بشكل جماعي مع الشاي المنعنع.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *