وجهة نظر

العرض الحكومي للشغيلة وحملة المقاطعة

في تدوينة للسيد وزير التشغيل المحترم النقابي السابق النزيه والزاهد والمخلص لوطنه كما عاشرته عقودا من الزمن خلاصة للعرض الحكومي لتحسين الوضع اﻻجتماعي للشغيلة.
بكل موضوعية وبقناعتي التامة هو أحسن عرض حكومي في تاريخ الحكومات منذ أزيد من عقدين من الزمن.

من موقعي النقابي سابقا مع اﻷستاذ المحترم محمد يتيم كانت النقطة اﻷساسية، التي تؤرقنا ونناضل من أجلها بالوقفات والمسيرات وبتنسيق مع جميع الفاعلين النقابيين، هي التعويض عن المناطق النائية لتشجيع اﻻستقرار فيها وتقديم الخدمات لجميع المواطنين بالتساوي مع المناطق الحضرية .

اﻻستجابة لهذه النقطة وحدها (بمبلغ 700درهم شهريا) كافية لتسجيل النقطة الحسنة للحكومة واللأستاذ محمد يتيم الذي وراء هذا العرض بخبرته وإحساسه المعيش بمعانات الشغيلة المغربية. تحية عالية على هذا العرض رغم محدودية اﻻمكانيات المالية في الميزانية الحالية. وأتعجب لماذا سكتت عنه المواقع اﻻعلامية الكبيرة وطمسته!!

حقا،إن انتظارات المواطنين كثيرة جدا، لكن اليد النظيفة للدكتور سعد الدين العثماني رئيس الحكومة وإخوانه قصيرة جدا، أمام ما تسمح به العناصر المتحكمة والمعرقة للاصلاح السياسي، وأمام تغول اﻻستبداد اﻻقتصادي المتلبس باﻻستبداد السياسي والذي ينهب ثروة البلادبلا حدود، ويغتني على حساب جيوب المواطنين بالزيادة غير المعقولة وغير المسبوقة في المحروقات؛ والدليل على ذلك هو تهريب تقرير لجنة تقصي الحقائق البرلمانية التي يترأسها فريق العدالة والتنمية، ومنع إخراجه للوجود بكل تفاصيله المفجعة؛ ومما سرب من هذا التقرير،ولا ندري مدى صحته، أن الثمن الحقيقي والمناسب في الكازوال هو ما ببن 6 و7 دراهم للتر الواحد؛ ما هي الجهة العفريتة التي منعت إخراجه للوجود؟!

إن الإشكالية هي نهب المتحكمين للثروة ووضع اليد عليها، ولو كان على رأس الحكومة ولي من أولياء الله؟ وبالتالي فإن السؤال الصحيح هو أين الثروة وليس أين رئيس الحكومة أو هذا الوزير أو ذاك؟

يشهد عموم الشعب المغربي أن أحسن رئيس حكومة في تاريخ المغرب هو اﻷستاذ عبد اﻹله بنكيران الذي أسقطه اﻻستبداد السياسي اﻻقتصادي وزواج المال والسلطة متوهما إهانته وإذﻻله بسبب تهديده لهيمنتهم وتسلطهم؛ رغم ذلك لم يكن لهم بد من الدكتور سعد الدين العثماني ثاني أحسن رئيس حكومة بعد بنكيران، متوهمين سهولة القضاء عليه وقدرتهم على احتلال  مكانه في أقرب فرصة، أو سنة 2021 على أكثر تقدير…

لكن الله هيأ لهؤﻻء الذين صبروا وصابروا في الحكومة من غير حول وﻻ قوة ما لم يحسب له المتحكمون حسابا، وقيض لهم نوعا من الشعب خطيرا على المتحكمين هم “لمداويخ” و”الخونة” و”القطيع” الذين وحدهم لهم القدرة السحرية على زعزعة معابد التحكم وآلهتها المتجبرة.
نعم لمقاطعة الشركات المهيمنة التي هي رمز اﻻستبداد وعموده الفقري، وتحية لرئاسة الحكومة التي استطاعت إلى حد اﻵن أن ترفض اﻻنجرار إلى مناقشة المقاطعة، وترفض فرش البساط لشاتمي الشعب المقاطع.

ولا ننسى أن نحي اﻷستاذ محمد يتيم، بمناسبة ذكره كعضو في الحكومة، على موقفه المتوازن من المقاطعة.. إنها الحكمة كما هي معهودة في غالبية مواقفه..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *