منتدى العمق

مقاطعون…

مقاطعون …صرخة ما عادت جديدة فقد اجتاحت المغاربة لحوالي الشهور، انطلقت البداية من المطالبة بمقاطعة بعض المنتجات المحتكرة للسوق الوطنية والتي تعرف بغلاء أسعارها كما تعتبر أساسية كالحليب والماء المعدني و المحروقات …روج بعض النشطاء لهذه الحملة فكان العدد من الناس المتفاعلين هائلا وفي ظرف قياسي من الزمن فما السبب يا ترى؟!

المقاطعة،حاجز صمت ثقيل يخفي بين ثناياه العديد من الأصوات التي قطعت حبالها وجف ريقها من فرط الصراخ ، أصوات تحتج فتسجن، تتكلم فتخرس، تشتكي…فتعاقب على شكواها قبل أن تطالب بمعاقبة الجناة، فما كان الحل سوى هذا الصمت الرهيب، هذا الذي لن يستطيع أحد سبر أغواره إلا عن طريق الاستجابة للمطالب الشعبية.

“مقاطعون وعلى العهد صامدون” كانت هي كلمات الشعار الذي اجتاح أغلب الصفحات الاجتماعية والذي احتسب كشرارة البداية لانطلاق احتجاج سلمي ليس فقط ضد الغلاء والاحتكار ،لكن أيضا ضد الكرامة المنتهكة والحقوق المغتصبة والحريات المسلوبة، هذا الشعار يعكس العزيمة والتضامن فهما السبيل لتحقيق الغاية الكبرى، لكن هل الأمر فعلا كذلك؟ حتما هناك بعض الشك ينبثق من حقيقة أن بعض من كانوا متفاعلين مع مقاطعة المنتوجات الثلاث ( نوع من الحليب ومن الماء المعدني و من المحروقات )لم يقاطعوا بعض المهرجانات المعلن عنها مؤخرا فلربما كانت مقاطعة المنتوجات حلالا ومقاطعة الحفلات حراما !!! فالحفلات أقيمت وقد حضرها من حضر ورقص من رقص ولو على جراح فئة مكلومة رأت من الهوان ما رأت لدرجة لم يعد ينفع معها الكلام فهي لا تعرف حتى كيف تضمن حقها في الاستشفاء والتطبيب بمستشفى عمومي،

ثم إنه لا بد من الوعي بأن المقاطعين الذين تم وصفهم بأغرب الصفات لا يمارسون سوى حقهم المشروع في التعبير كل حسب طريقته، فهي سنين من الاحتكار و المهانة كلما انتفض فيها هذا الشعب ضرب في الصميم وأخرس إما بوعود واهية أو تهديدات آنية تنفذ دون سابق إنذار.

مقاطعون…لأنهم فئة تشكل الأغلبية ولها التعبير عن ما تريد كيفما تشاء

مقاطعون…من أنة إلى آهة ثم صرخة،هكذا تطورت لتعكس ما أفل من السنين، وترسم على محياهم صورة غلب عليها الحنين
حنين إلى العدالة الاجتماعية وإلى حقوق سلبت منهم في عز الليل البهيم، ليل الظلم والانتهاك…هكذا هي الليالي
فماذا نقول لهم ؟أنكم كنتم نياما تحلمون،وما لكم من حق به تطالبون ؟

أم سنواجههم بتهم ثقيلة تخرسهم أعواما أخرى لتثقل عزيمتهم وتثبط إصرارهم، ماذا نقول ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *