منوعات

الريسوني: حملة “كن رجلا” تدل على يقظة المجتمع وعمقه الإسلامي

اعتبر العالم المقاصدي أحمد الريسوني، أن التجاوب مع حملة “كن رجلا” التي أطلقها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل دعوة الرجال إلى “ثني النساء عن الخروج بلباس فاضح في الشواطئ” ، يدل على حيوية المجتمع ويقظته وعمقه الإسلامي، مشيرا إلى أنها “تدخل في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو ركن من أركان الإسلام ومن أركان المجتمع الإسلامي”.

وقال نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في تصريح لجريدة “هوية بريس”، إن هذه الحملة “ليست مجرد تعبير عن وجهة نظر طيف أو جزء من المجتمع وقناعاتهم، بل هي تعبير عن عموم المجتمع وعقيدته ورغبته الحقيقية، بما في ذلك النساء والفتيات المجروفات مع موجة العري وضغوطها”.

وأضاف قائلا: “إذا كان المجتمع فيه الداء، فمنه يأتي الدواء أيضا؛ وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. والله تعالى يقول {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}”.

وأشار الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح، إلى أنه يؤاخذ على هذه الحملة كونها موجهة إلى الرجال وتخاطبهم لوحدهم فقط، معتبرا أنه من الواجب مخاطبة المرأة أيضا، “بل مخاطبة المرأة المعنية أولا وأساسا وأصالة، فالمرأة مسؤولة عن نفسها وتصرفها، وهي أيضا حريصة على دينها وآخرتها ورضا ربها، وإذا كان للأب مسؤولية وتأثير على بناته، فللأم في ذلك مسؤولية أكبر وتأثير أكبر، فيجب مخاطبة الأمهات وتحميلهن المسؤولية عن أنفسهن وعن بناتهن”.

وانتشرت على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، حملة تحت وسم (هاشتاغ) يحمل اسم “كن رجلا”، تدعو الرجال بالمغرب إلى “عدم ترك النساء يخرجن بلباس غير محتشم في فصل الصيف”، حيث انتشرت في عدد من الصفحات وتمت مشاركتها على نطاق واسع مع تعليقات مختلفة.

الريسوني شدد على أن المطلب الذي ترفعه الحملة يستحق التنويه والتأييد والدعم، لافتا إلى “أصحاب الاتهامات والشتائم فلا قيمة لهم ولا يؤبه لهم، وأنا دائما أتفاءل وأستبشر بهذه الحملات المسعورة ضد بعض المبادرات والمواقف البناءة، فالحملة عليها والهجمة ضدها تدل على نجاحها وتأثيرها”.

ودعا المتحدث الدولة إلى توفير مسابح شاطئية وحضرية غير مختلطة، والسماح للمجالس البلدية والقروية بإقامتها، وذلك أضعف الإيمان وأقل ما يجب من العدل، وفق تعبيره، مردفا بالقول: “الواجب على الدولة مراعاة المطالب الشعبية واحترامُها، بدل التعامل معها بالتجاهل والمعاكسة، فالشعب في مجمله لا يريد أصلا هذه الحالة المخزية في الشواطئ”.

كلام الريسوني جاء في ظل الانتقادات التي وجهها نشطاء آخرون إلى الحملة، حيث اعتبروا أن “كن رجلا” تهاجم النساء وتختزلهن في الجسد، وأن المرأة حرة في جسدها والأهم هو العقل والفكر وليس اللباس، فيما خرجت الحركة البديلة من أجل الحريات الفردية المعروفة اختصارا بـ”مالي” للرد على الحملة بهاشتاغ يحمل وسم “كوني امرأة حرة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *