وجهة نظر

المدينة الحاضرة الغائبة تاوريرت المنسية (الحلقة 2)

هنا تكمن قيمة الأشياء.. طبعا، سيتساءل القارئ أين تكمن قيمة الأشياء إذا؟

المسألة بسيطة، القاطن بتاوريرت، هذا الكائن الذي يغضب من كل شيء، ويسب كل شيء، بل يستهزئ من كل شيء، هذا الكائن الذي يسعى بكل ما يملك من قوة الرد بإخراج كل الكلمات والجمل التي تعبر عن غضبه وسخطه تجاه الساهرين على أمور هذه المدينة.

إن الوضع الراهن الذي يظهر جليا وبالعين المجردة ، والأذن السامعة القوية ، يجعل كل قاطن أو زائر بهذه المدينة يتوق إلى الخروج بأقصى سرعة دون أن يترك أي جزأ من التفكير بالعودة، ألهذا الحد هي سيئة ؟ هذا الأمر يجعل القارئ يعتقد أننا نعيش في جحيم؟ هل نحن حقا في جحيم؟

كي نستطيع أن نوضح بعضا من هذه الأشياء لا بد من العودة إلى تاريخ هذه المدينة اقتصاديا، اجتماعيا، والأهم من ذلك سياسيا .. قد نبتعد عن هذا الجانب لأنه جانب حساس جدا بهذه المدينة المنسية ، وقد نصيبه بالزكام.. أنا أمزح لا غير.

تاوريرت، المدينة التي تقع بين الغابات والصحاري، بين الفصول الرطبة والفصول القاحلة، إنها بين كل جميل وسيء ، لكنها دائما تميل إلى ما هو سيء باطنيا وظاهريا.

عودة إلى ما قبل عشرات السنين ، تاوريرت كانت حلقة وصل بين الغرب والشرق، بل كانت الطريق الوحيد الذي يربط بين المغرب ودول الشرق ” الجزائر – تونس… ” ، وعلى مر سنوات ظلت تاوريرت المدينة النشيطة تجاريا وإلى حد ما سياحيا ولو كمدينة عبور ..

فاعتُبرت بذلك من المدن القابلة للعيش الكريم، نظرا لكونها رخيصة المعيشة ، بحيث عرفت في هذه الفترة توافد مجموعات بشرية من مناطق عدة من المغرب، خاصة من مناطق جبلية ، وهي على الخصوص القبائل الأمازيغية المحيطة بالمدينة كبني اشبل ، ولاد الميدي ، بني بوزكَو، بني كولال، بني بويحيي… وغيرها، بالإضافة إلى مناطق أخرى كمناطق تازة ، الدار البيضاء، فاس، والمناطق الجنوبية للمغرب..

وكما أشرنا في المقالة الأولى أن هذه السلسلة من المقالات التي ستحدد أوجها جديدة من عدة أبواب تؤدي إلى نفس العنوان ” ألا وهو ” المدينة الحاضرة الغائبة ” . هذه الأوجه التي سنعرج للحديث عنها في مقالاتنا القادمة، ستنتشر على رقعة أوسع انطلاقا من هذه النقطة.. وأي نقطة هذه؟.

إنها عائلة “شبلاوية ” قادمة من من ” قبيلة بني اشبل – بني مسعود ” والتي كان حي 20 غشت أول مكان تستقر به، وهناك سُمع ذوي ” تغريت ” فرحا بازدياد فرد جديد من العائلة.. إنه الحسين بنصناع…

يتبع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *