مغاربة العالم

يوم المهاجر .. مناسبة لإنصاف مغاربة العالم أم مجرد ضجة إعلامية؟

يُخلد المغرب، في 10 غشت من كل سنة، اليوم الوطني للمهاجر، وهي محطة سنوية أقرها الملك محمد السادس منذ 2003، كمناسبة لإبراز المبادرات المتخذة لفائدة المغاربة المقيمين بالخارج، لإبراز الدور المتنامي لمغاربة العالم في مسلسل التنمية بالمغرب، باعتبارهم طرفا أساسيا في الدينامية التي تعرفها المملكة على جميع الأصعدة، ومناسبة للوقوف على انتظاراتهم المستقبلية.

وأجمع عدد من أفراد الجالية المغربية بالديار الأوروبية في حديث مع جريدة “العمق”، أن الاحتفال باليوم الوطني للمهاجر يجب أن يكون محطة للإجابة عن المطالب الملحة والمتكررة لمغاربة العالم، لا أن تكون مجرد لقاءات واحتفالات سنوية بمختلف الأقاليم والمدن، لا فائدة منها، ولا تفيد المهاجرين في شيء.

لقاءات “جوفاء” .. وعزوف

الحسين وحليس، مهاجر مغربي بالديار الفرنسية، اعتبر أن “اليوم الوطني للمهاجر في حد ذاته فكرة جيدة، لكن الوعاء لوحده لا يكفي، فالمحتوى هو الأهم”، مشيرا إلى أن “اللقاءات التي تنظم خلال هذا اليوم تكون “جوفاء” ولا تخرج بأي توصيات ولا آليات تتبع وتقييم، وفي العام الموالي نعيد تنظيم نفس اللقاءات”.

وتابع وحليس وهو نائب رئيس مؤسسة “أكال” التي تضم مغاربة من فرنسا وسويسرا في حديث مع جريدة “العمق”، قائلا: “لقد حضرت بعض هذه اللقاءات منذ البداية بالرباط ويمكن تلخيصها فيما يلي: عرض برامج واستراتيجيات من طرف الجهات المتعددة المكلفة بملف مغاربة العالم بحضور شخصيات ووزراء مع حضور ينقسم إلى قسمين: مصفقين ومباركين، ومعارضين أبديين. وتتكرر الأمور هكذا كل سنة مما خلق نوعا من العزوف لدى بعض طاقات المهجر”.

الخروج من الدوامة

وبحسب المتحدث ذاته، فإنه “للخروج من هذه الدوامة، يجب دعم اللاتمركز، وتجنيد المصالح الإدارية في كل مناطق المغرب للاستماع لمطالب مغاربة العالم والاستجابة لها قدر المستطاع وذلك بخلق شبابيك استقبال وتوجيه ومصاحبة في شتى المجالات”.

وفيما يخص الاستثمار، فيرى وحليس، أن “الفكرة التي طرحها عاهل البلاد في هذا الباب سوف تدلل الكثير من العواقب”، مضيفا أن “على السلطات الجهوية والمصالح الخارجية لكل قطاع الآن التعامل بجدية مع هذه المبادرة لتشجيع الاستثمار المباشر للجالية في كل القطاعات وخاصة القطاعات الإنتاجية منها لخلق فرص شغل”.

ويتطلب هذا، بحسبه، “إعداد برامج تحفيزية في المناطق التي ينحدر منها أفراد الجالية، وعلى سبيل المثال، يجب على السلطات خلق مناطق حرة في الجهات التي تعاني من نقصان في فرص الاستثمار كما هو الشأن بجهة درعة تافيلالت بالرغم من الأعداد المهمة من أفراد الجالية بالمنطقة”.

ضجة إعلامية

لحسن الصوفي، مهاجر من “اكديم نتغزوت” بتنغير، يرى أن “الاحتفال بيوم المهاجر مجرد “ضجة إعلامية” ليس إلا ولا فائدة ترجى منه بالنسبة للمهاجر، بحيث أن تذاكر العبور تعرف كل سنة زيادات”.

وأضاف الصوفي أن ظروف الاستقبال في الموانئ وفي الطرقات سيئة، مشيرا إلى أن الاستثمار في المغرب مغامرة لغياب الثقة، وتعقد المساطر التي تكون غالبيتها تعجيزية .

مطالب قديمة

ومن جهته، يرى حميد سلمي وهو من أبناء تنغير المقيمين بالديار الفرنسية، أن اليوم الوطني للمهاجر، “مناسبة سنوية لتقييم الإنجازات وتسجيل المتطلبات، لكن للأسف الشديد نجد أنفسنا في كل مرة أمام مطالب قديمة رغم المجهودات المبذولة لم نتمكن من تجاوزها”.

وطالب سالمي الذي يرأس جمعية مهتمة بالمغاربة المقيمين بالخارج، في حديث مماثل للجريدة أن “أبناء الجالية يطالبون بفعالية أكبر وتجاوب أنجع مع مطالبهم القديمة قدم قضيتهم مع السفارات والقنصليات التي نطالبها في كل مرة بعصرنة خدماتها و تبسيط مساطرها”.

وأضاف: “نطالب بالضرب بيد من حديد على يد كل المتلاعبين بمصالح مغاربة العالم سواء من شركات عقارية، أو وداديات سكنية وهمية، أو المتراميين على ممتلكاتهم الخاصة بدون أي وجه حق”.

وزاد المتحدث ذاته، أن الجالية “تطالب بتطوير فكرة الجهة 13 و توسيع مهامها لتكون جهة قائمة بذاتها ومؤسساتها، وإيجاد حلول نهائية مع الشركات المحتكرة للنقل البحري التي تفرض علينا في كل مرة أسعار مرتفعة و فتح الباب أمام المنافسة لتجويد الخدمات وتخفيض التكلفة”.

ويطالبون كذلك، بحسب سالمي، بـ”الشفافية و الديمقراطية في اختيار ممثلي مغاربة العالم في اللقاءات التي تنظم في كل مرة لدراسة أوضاع المهاجرين، وتجاوز العقبات، كما نطالب بالتمثيلية الحقيقية والمشاركة السياسية المباشرة”.

وتابع قائلا: “بكل تأكيد نسجل وجود إرادة حقيقية لخدمة مغاربة العالم على كل المستويات، لكننا كجمعويين لا نتردد في القول بأن هناك حلقة مفقودة بين الإرادة والتطبيق يجب إيجادها ووضعها في مكانها ليكتمل العِقد ولنضمن استمرارية الارتباط واستمرارية المساهمة في تنمية البلاد”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *