حوارات، مجتمع

الدرويش: مباريات تعيين رؤساء الجامعة شكلية.. وعيوش عليه أن يصمت (فيديو)

قال رئيس المرصد الوطني لمنظومة التربية محمد الدرويش، إن ما يجري في تعيين عدد من رؤساء وعمداء المؤسسات الجامعية خلال السنوات الماضية، هو أمر مؤسف، حيث تحول الأمر إلى لعبة غير مفهومة وغير سليمة، معتبرا أنه من غير المعقول أن نطالب الناس بالتقدم لاجتياز مباريات لشغل منصب المسؤولية في حين أن النتائج تكون معروفة قبل أشهر.

وأوضح الفاعل الأكاديمي والاجتماعي والسياسي، أن الأسماء التي عُينت على رأس بعض الجامعات والكليات كانت معروفة قبل 5 أشهر من اجتياز المباراة، معتبرا أن “هذا ضحك وتوريط لأعضاء اللجان، وأنا أعرف أن اللجان مكونة من أساتذة من شخصيات مشهود لها بتجربتها الوطنية والدولية، لكن أن يُلعب بها، ويلعب بالرأي الجامعي فهو أمر مؤلم ومؤسف جدا”.

وتابع الدرويش، في حوار أجرته معه جريدة “العمق”، قائلا: “أنصح كل العمداء وكل من يفكر إلى أن يتقدم إلى مسؤولية من المسؤوليات أن لا يفعل ذلك حفاظا على وقته وطاقته، لأن النتائج تكون محسومة سلفا وهذا مؤلم”، مشيرا إلى أن “الكل مستاء ومتضايق من الطريقة التي يتم بها تمرير وتبادل الأسماء المنتسبة للأحزاب في مناصب المسؤولية بالمجالس الحكومية”.

وأكد أن “المسؤوليات أصبحت كرة بين من يقرر فيها، وهذا مؤلم ولا يشجع، ويغيب الطاقات والكفاءات، كما أنه أمرٌ يسيء للبعض من الذين نحترمهم ونقدرهم”، مضيفا: “أنا أعرف أعضاء اللجن، ولم أكن أظن أنها ستنساق وراء قرارات جاهزة قبلا، وهذا أمر تتم مناقشته في سر وأنا أصرح به علنا”.

واعتبر رئيس المرصد الوطني لمنظومة التربية أن “مثل هذه الأمور لا أسميها فسادا، بل هي عدم موضوعية وعدم استخدام للعقل والمنطق، لأن المسؤول عن قطاع من القطاعات يجب أن يكون في حِل من كل انتماء ضيق وأن يكون موضوعيا”.

وفي السياق ذاته، أكد الدريوش، أن الناس يرون أن العودة إلى الطريق القديمة في التعيين في المناصب قد يكون أفضل مما بلغناه اليوم، لأنه حينما لا تطبق الموضوعية والشفافية والكفاءة في التعليم العالي، فاعلم أننا في الطريق السيء وغير الصحيح في المسار الديمقراطي مسار تطور البلد”.

وبخصوص الجدل الدائر حول إدخال الدارجة إلى المقررات الدراسية، أكد أستاذ التعليم العالي المتخصص في اللسانيات، أن “الذي يجب أن يتكلم، لم يتكلم، والذي ليس له الحق في ذلك يتكلم، أنا لا أفهم كيف يدافع عن الأمر رجل شركات إشهار، ويدافع عنه أحيانا بطرق غير أخلاقية ويخلط الأمور”.

وزاد أنه “حين نرى الأصوات التي ارتفعت دفاعا وهجوما أغلبها ليس مختصا، ومن المؤسف أن الكثير من الأساتذة الباحثين في اللسانيات لم يقولوا رأيهم، والحال أن الذي يجب أن يتحدث في الموضوع هو اللساني والذي يدرس اللغة ويعرف معنى التركيب، وما معنى اللغة الأم، واللهجة، والفرق بينهما، وكيف تلتقي هذه اللغة بتلك”.

واستغرب الدرويش من أن تصدر وزارة التربية الوطنية بلاغا، اعتبره “مؤلما كثيرا”، تقول فيه إن كلمتي “بغرير” و”بريوات”، أسماء أعلام، مشيرا إلى أن “هذا منتهى الأمية في تفسير الأشياء وكنت أتمنى لو لم تتكلم”، مبرزا أن “الدارجة المغربية دوارج، والعربية الفصحى واحدة في المغرب أو غيره من الدول العربية”.

وأوضح أنه “يجوز أن نستعمل بعض الكلمات الدوارج في اللغة العربية الفصحى من أجل الإيضاح والشرح، ولكن لا يجوز تشكيل “بغرير” بحركات الإعراب كما لاحظنا ذلك”، معتبرا أن “الوزارة لما قامت الضجة كان عليها أن لا تجيب، وأن تتخذ قرارا بعزل هذا الكتاب وإلغائه، لأن الأمر لا يتعلق بكل الكتب المدرسية”، معبرا عن أمله في أن يصمت نورالدين عيوش ويهتم باقتصاده وتجارته لأنها مربحة له وللمجتمع، وأن لا يتدخل فيما لا يعنيه، بحسب تعبيره.

وعن تقييمه لتجربة إصلاح منظومة التعليم العالي، يرى الدرويش، أنه في بعض الأحيان تكون هناك أفكار جميلة لكن طرق معالجتها تسيء للفكرة، وتطيح بها، منتقدا غياب الديمقراطية التشاركية في إصلاح هذا القطاع، متسائلا: “لا أفهم كيف يجتمع وزير بعمداء الكليات ويطلب من منهم أن يفكروا في مشروع للإصلاح، وعندما ينصرف يأتي كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي ويقدم لهم مشروعا جاهزا، فعن أي إصلاح نتحدث”.

وتحدث الفاعل الأكاديمي المذكور عن واقع “الماستر مقابل المال”، حيث قال إن “الواقعة من المؤكد أنها لا تمثل إلا 0.01% مما يجري داخل الحرم الجامعي”، مضيفا أن “ما حصل بفاس موجود مثله على قلته في مجموعة من مؤسسات التعليم العالي ويسيء لنخبة المجتمع وهم الأساتذة الباحثون”.

واستحضر المتحدث ذاته، اجتماعا رسميا في دولة عربية بوجود برلمانيين مغاربة، حيث أثار النقطة مسؤول من إحدى الدول العربية حينما فضح مشكل “الماستر مقابل الجنس” بتطوان، وقال هذا المسؤول للوفد البرلماني، “نحن نحب المغرب فلماذا يسيء البعض له بهذه التصرفات؟”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • ميمون
    منذ 3 سنوات

    لماذا با استاذ لم تتكلم حين كنت تستفيد انت وحزبك من المناصب ؟ ولماذا كنت تستفيد من سفريات وايواء بفنادق فخمة على حساب ميزانية جامعة معينة فقط لان رئيس عذه الجامعة كأم صديقا لك علما ان عدا الرئيس متورط في قضايا فساد وتزوير ؟