منتدى العمق

الرومانسية السياسية بين الرفاق و الاخوان .

حديث الساعة اليوم يخص مصير التحالف الحكومي بين الحزب الحاكم (العدالة و التنمية ) الذي يعتبر نفسه اسلاميا و حزب التقدم و الاشتراكية العلماني.
قبل حديثنا عن مصير التحالف ، لنقف و قفة تأمل و فهم لما يقع في الساحة السياسية منذ اشهر.

ان سيرورة الممارسة السياسية في المغرب تتميز باعطابها العديدة و المتجددة، الا انه بامكاننا استخلاص عطب قد يكون المميز و الجامع لقصة وتاريخ الاحزاب السياسية في المغرب الا و هو حصر الاحزاب و رهنها على افكار قائدها او الشيخ المؤسس لها . فكم من حزب وجد نفسة اما نهايته لسبب واحد و وحيد الا و هو ابعاد و ابتعاد مؤسسه عنه .

لن نقول ان العدالة و التنمية اخر ضحية هذا العطب و انما ساكتفي بتذكير القارئ ان حالة “يتم سياسي” اضحت هي الكلمة الصحيحة لتقريب واقع حزب العدالة و التنمية ، اليس هذا الحزب هو من وعد الشعب المغربي يوما بمحاربة التحكم الخارجي؟!

الجواب هو نعم لكن السؤال الاهم هو كيف يمكن لحزب اراد محاربة نوعا من التحكم ان يؤسس نوعا اخر الا و هو ” التحكم الداخلي” المبني على الصراع المصلحي ؟ لتاكيد ذالك ساكتفي بتحليل الجملة التي نطقت من فم السيد عبد الالاه بنكيران التي عبر من خلالها عن استيائه مما وصلت اليه الخلافات داخل الحزب مؤكدا ان حرية التعبير داخل الحزب باتت مهددة من اي وقت مضى .

كيف لا و نحن نشهد ضعف الخطاب السياسي الذي قدمه رئيس الحكومة في المجلس الوطني للحزب ، ضعف اكده الوزير عزيز الرباح من خلال مطالبته من برلماني سابق ان يركز على الانجازات و ليس السياسة .

و في اطار الانجازات ، و انا اكتب هذه السطور اجد نفسي عاجزا عن تقريب القارئ من كل انجازات الحزب بدءا من اتباع الوزير نفسه الذين شيدوا عدة بنايات عشوائية في القنيطرة حيث تم توطين 600 شخص داخل صناديق قصديرية ، مرورا بالمستشارة البرلمانية التي حملت البحر مسؤولية غرق المهاجرين ، ناهيكم عن مراكش الحمراء التي عرفت فشل المشروع الوحيد الذي كلف المجلس 8 ملايير .

فاس مدينة عتيقة تاريخيا على الاقل اما الان ففيضانات كانت كافية لفضح حصيلة العمدة الازمي . و اخيرا “ارحل” هو الشعار الذي ميز استقبال الوزير عزيز رباح المنتمي لحزب محاربة الريع و الفساد .

بعد كل هذه الكلمات و المعطيات السؤال الذي وجب طرحه عوض مصير التحالف بين الحبيبين السياسين هو ما مصير مغرب و شعب وضع ثقته في اخر “ماركة” سياسية ايمانا منه بامكانية ان يكون المترافع باسم الدين حل لمحاربة الفساد و و سيلة للجهاد من اجل مصلحة الوطن.
بقلم المودن ادم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *