سياسة

الملك لغوتيريس: المغرب مع وقف النزاعات في إطار احترام سيادة الدول

قال الملك محمد السادس إن المملكة المغربية ستواصل العمل من أجل مواكبة وتعزيز كل المبادرات الهادفة إلى الحيلولة دون نشوب النزاعات الإقليمية والحد من آثارها على القارة في ظل الاحترام التام لسيادة الدول ووحدتها الترابية.

جاء ذلك في رسالة وجهها الملك محمد السادس إلى المشاركين في الاجتماع رفيع المستوى حول “العمل من أجل حفظ السلام” الذي انعقد مساء اليوم الثلاثاء بمقر الأمم المتحدة بنيويورك.

وأكد الملك للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة دعم المملكة الكامل لدينامية الإصلاحات التي أطلقها على مستوى المنظمة، معربا “عن ابتهاجنا بما لمسناه من تعبئة كبيرة من قبل إفريقيا لصالح جهود حفظ السلام في العالم ذلك لأن إفريقيا ليست معنية بهذا الشأن فحسب بل هي منخرطة فيه وبقوة”.

وشدد على أن المغرب دعم مبادرة “العمل من أجل السلام”، منذ إطلاقها، لاسيما أنها تشكل أحد المحاور الأساسية لهذا الإصلاح، كما أنه ما فتئ يولي أهمية خاصة لاستقرار القارة الإفريقية وازدهارها، لا يخامره أدنى شك في أن هذه المبادرة، التي نلتئم في إطارها اليوم، ستمكن من تجديد الالتزام الدولي لصالح هذه القارة، على أعلى المستويات.

وقال الملك محمد السادس في رسالته، إن المغرب ساهم بشكل فعلي وبناء وتوافقي في صياغة إعلان الالتزامات المشتركة، الذي نعتمده اليوم، وانخرط فيه بصورة تلقائية دون أي تحفظ، مشيرا إلى أن هذا الالتزام نابع من إيمان المملكة الراسخ بأهمية عمليات حفظ السلام باعتبارها من أنجع الأدوات المتاحة أمام المجتمع الدولي في هذا الشأن.

وتابع قائلا: نحن مدعوون إلى العمل بسرعة وبجدية، حتى تحقق هذه العمليات أهدافها، في إطار الالتزام بالثوابت التالية: أولا، يتعين تكريس المبادئ الأساسية لعمليات حفظ السلام، لاسيما منها، احترام الوحدة الترابية للدول وسيادتها، وموافقة الأطراف المعنية، وعدم التحيز، وعدم استخدام القوة إلا في حالات الدفاع عن النفس أو عن المهمة الموكلة إليها.

ثانيا، يضيف الملك، يشترط في المهام المسندة لعمليات حفظ السلام أن تكون واقعية، وعملية وقابلة للتحقيق، مع مدها بالتمويل المناسب. ثالثا، يجب أن تظل عمليات حفظ السلام مقتصرة على الهدف الأسمى منها، وهي تجاوز الأزمات، مع ما يقتضيه ذلك من حشد المزيد من الجهود لإيجاد حلول سياسية وتعزيز مختلف مبادرات الوساطة والوقاية من نشوب النزاعات.

وأشاد الملك محمد السادس، بهذا المشروع الإصلاحي الذي يولي اهتماما خاصا للقارة الإفريقية، التي تعد مسرحا لعمليات حفظ السلام بامتياز، مؤكدين التزامنا بدعمه ومساندته.

وأردف أنه منذ عودته إلى أسرته المؤسساتية المتمثلة في الاتحاد الإفريقي، وبعد انتخابه عضوا في مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد، لم يدخر المغرب جهدا في سبيل تقوية الشراكة الاستراتيجية بين منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في مجال السلم والأمن، مضيفا أنه استثمار من أجل المستقبل طالما أن استقرار العالم من استقرار إفريقي.

وشدد الملك على أنه آن الأوان كي تقدم كافة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الدعم اللازم والمناسب للاتحاد الإفريقي وللبلدان الإفريقية، بما يمكن هذه الشراكة من الوسائل الضرورية لبلوغ المدى المطلوب وتحقيق النجاعة المرجوة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *