وجهة نظر

اتحاد طنجة.. وهواية إقالة المدربين

كما كان منتظرا مُنِيَ فريقُ الاتحاد الرياضي لطنجة بأول هزيمة في البطولة الوطنية لكرة القدم ، تحت قيادة المدرب التونسي أحمد العجلاني ، و هكذا أضحى فارس البوغاز يقبع في الصفوف الأخيرة من سبورة ترتيب الفرق المغربية بثلاث نقط بعد إجراء أربع مقابلات ، مما ينذر بموسم بالغ السوء بالنسبة لمتتبعي نادي المدينة و عشاقه الكثيرين . فلماذا هذه البداية المتراخية ، و هذا الأداء ” الفني ” غير المفهوم ؟ و ما العمل من أجل أن يعود قطار الكتيبة الزرقاء إلي سكة الإنجاز الرياضي المحترم ؟

لا يحمل صاحبُ هذه السطور أيَ عداء لأحد ، و لا يُضمِر أي ” انتقام ” من جهة مسؤولة في المكتب المسير ، و لا يسعى بشكل مطلق إلى أي تشويش أو وضع ” العصا في العجلة ” ، بقدر ما أنه يتابع و سيستمر في متابعة ممثل عروس الشمال بنظرة نقدية هادفة ، و تحليل موضوعي محايد ، إذ أننا أمام تجربة رياضية مغربية غير مسبوقة ، نروم استمرارَها متوهجة وطنيا ، فمن غير السائغ بالمرة أن نُعرِّض مُنجزَ الاتحاد الرياضي لطنجة للفشل ، فنحن أمام مدينة ناهضة بكل معاني الكلمة ، و ملعب جميل و مشرف ، و جمهور كروي استثنائي غير مسبوق ، أيقظ الملاعب المغربية من سباتها المديد ، أعطاها دروسا بالغة الأهمية في المساندة الحضارية و الاحتفالية الرائعة !

و قد سبق أن أوضحنا في أكثر من مناسبة بأن مشكلة فارس البوغاز ليست في الأطر التقنية و إنما في التسيير غير المهني ، و التدبير غير العلمي لشؤونه ، فمنذ أن صعد الاتحاد الرياضي لطنجة لقسم الكبار في الدوري المغربي ، تم استبعادُ لاعبين متميزين و استقدام آخرين أقل شئنا و أداء .. و في فترة وجيزة جدا ( ثلاث سنوات ) تم الاستغناء عن مدربين أكفاء أبانوا عن مكانتهم المرموقة في مسيرتهم الموفقة ، أمين بنهاشم ، عبد الحق بنشيخة ، بادو الزاكي ، إدريس المرابط ، و في غالب الأحيان يتم تسريح هؤلاء دون ذكر الأسباب و الدواعي المفسرة و المقنعة لهذا ” الطلاق ” المجاني ..

على المسؤولين في المكتب المسير لفارس البوغاز ، أن يدركوا أن النادي ليس في ملكيتهم ، بقدر ما أنه ممثل لمدينة عظيمة و جماهير غفيرة داخل و خارج أرض الوطن ، فعوض أن يستمروا في ممارسة هواية استبدال المدربين متى شاؤوا و كيفما شاؤوا ، فليجربوا و لو مرة واحدة استبدال عقليتهم ، و تغيير نظرتهم الضيقة و غير المجدية ، نحن الجماهير لا نطلب الألقاب كل سنة ، و لا نستجدي الانتصارات في كل اللقاءات الرياضية ، هذا مستحيل ، و لكننا باعتبارنا عشاقا لهذه اللعبة الساحرة ، نطمح إلى أن نشاهد أداء فنيا بديعا ، و عرضا احتفاليا بهيجا ، نريد المتعة أكثر من أي شيء آخر ، لو كان هناك عرض فني جاد يتمثل في التوزيع الكروي المحكم و بناء الجمل و العمليات المتناسقة ، و الانسجام بين كل الخطوط ( الدفاع و الوسط و الهجوم ) ، و قلة إضاعة التمريرات و فرص التسجيل مهما كانت النتائج .. لو كان هذا هو حال فريقنا الغالي ، لما وجدنا مكانا فارغا في مدرجات ملعب ابن بطوطة الكبير كل أسبوع . و لو كانت عائدات الجماهير دعما ماليا مدهشا للفريق ، فقليلا من التهور و التسرع و كثيرا من العقل و الاستقرار ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *