منتدى العمق

كل شيء سقط من يدي

أسقطتُ من يدي وهج السِّنين
وتعبي من حِين لحِين
وفي قرارِي انِّي أمشِي
أسقطت همسي في نفسي
لتخلد صغار العصافير في كفي
فلوحدها حركت ريحًا
ذكرتني برائحة الأرض….
وبدفئها كنت أساوم…. وأقاوم ….
وأداوم سحر النّظرات ….
ألامسُ طيفها قبل أن يتلوَّن
كما تشتهيه الشمس
أعدُّ مع ساعاتي رقصات القلب
وأطوفُ منسياتي بحثًا عن سبب الجرح…
وما شهوتي للغناء إلا تتمة للحلم
فهذا ا الصّباح الضّبابي أعرفُ انّه يجرِي..
وما حوله يجري
فهناك وراء كُل تلةٍ ألف شبحٍ
ومن المئاتٍ أشباح تتكون بشعري فيا تُراها تجري…
منها للنّظم أغنيات…
يَكفيها مخاضُ الاقحوانة البنيّة
لغزلِ قِصرِ المسافات…
بين الروح وبين الروح ….
منها قُدسيّة الآياتِ
وسباقُ الآهات لتنتهي الشَّهوات
على بابٍ من حجرٍ
منها للعتم مطبّات تجيز فرض الحصار…
منها قفلتان لسماء الله …
قفلة عن الأنظار …
وقفلة لسعيها الأخير لميلاد الاعصار …
أسقطت كل ما لا يسقط لفرط نحسي
وفي قراري انّي امشي
وأمشي
منذ لا زمان لهذا الزمان …
منذ بكيناك
سيدة الياسمين بعيون من ذهب ..
وعُدنَا سهرانين سهرانين
ندق الأجراس بالاجراس …
وأنت الصَّبية
تململين جناحيك لشبهة الحكام
تنطِّين من حضرةٍ عاقمة
لحضْرةٍ ناقمة
تبتسمين……..ترقصين …
تتبعين ريح هواك بالميال
غجريّة أذاقهَا الّليل ما ضاع من الحلم.
تعربدين كما يحلو للموتى ساعة الحساب …
فعرَّتك الايادي البليدة …
وانا أعضُ على ممتلكاتي الخارجية
من الضَّجر
وألحسُ تنهداتك ممَّا هوى فُتاتًا على الارض …
ألقانِي الَّليل في جُب الذِّكريات
ورماني الحلم خارج الحلم…
وانا ابن ليلة …
ومسامري لا تقوى على فجيعة انهيارك
تجُرِّين شبق النّظرات لمنْ يُطعمُ الكلاب …
تختلطين بالترَاب….
ويدِي بعيدة منِّي إليكِ عاجزة بهَا شللٌ وخراب …
غيَّرتُ لونَ الطرقات …
وأتلفتُ السَّاعات.
وقلتُ لنفسي ..
أنتَ ياقدري مُجردَ عاشقٍ للحِسانِ
فخسارتكَ الليلة بثمنِ شهوتكَ للكاسِ
فارْحل صَوب تلكَ الشَّجرة العَارِية
فبدايتها بذرَة …
وبآخِرها تستَريحُ كُلُّ الغانياتِ
ثم نقلةٌ وتاجُها أعرَاشأ ورْديات…
يأتِي الخريفُ عُنوة منْ خلفِ الصَّدى
وينهبُها سِرَّها ويسلطُّ عليها الغمَام
فتظلُّ واقفة حتّى يصحُو الماءُ من الماء ِ
وحتَّى الغمَام يصيرُ ماء …
وحتّى تصحو سيدة الياسمين من ثمالتها
وتعود أليّ يدي برفقة الظّلِ الحرِّ
حتّى منتهَى المدَى …
لأهزم الصّدى بالماء…
وأجرُّ كساتِي منْ فيضِ العُمرِ
وأنثُرُها المَاءُ بالماءِ
فرُبَّ صَفاءُ النَّهرِ يَحْملنِي علْى الشَّهادةِ
لأرتق ثقُوبَ الصَّباحات بالمعانِي
وأغْنِي وحشَتي بلحنِ المطَر. .
وأجعلُ من ضَيقِ القُلوب شَارعًا عريضًا…..
لكُل مَا تبقى لختمِ النهايات…
فحروفي
لا يُغرِيها بعد الحُلم منطقُ العودةِ
الى برجِ السَّقطَة الأولِى
حِين أسقطت كُلَّ شيءٍ …
وكُلَّ شيءٍ سقطَ من يدِي…
فمحَال العَودة ثانية الى تربة كُلهَا ضَجر.
فعُنوانِي سيِّداتي رقمٌ علَى حَجر ..
رَسْم ُعلى جُدرانِ إحدَى السُجون
أو جسد ملقى خارجًا نصفُهُ تعفَّن واندثَر…
روح يعبثُ بها قدَرُ الرَّب
في كل صوبة وحدب …
وربما لا أثر
أمَّا انتِ سيّدةُ الياسَمين فقد رسمتكِ في أعلى منبث للشَّجرِ
أسقطت كل ما لا يسقط لفرط نحسي
وفي قراري انّي امشي
وأنا أمشي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *