سياسة

شبيبة الجماعة: واقع المغرب بئيس .. والمقاربة الأمنية لم تنتج إلا القتل والتشريد

وصفت شبيبة جماعة العدل والإحسان، الواقع المغربي بأنه “بئيس”، مشيرة أن المملكة تعيش على وقع “احتقان كبير، زكاه عدم اكتراث الدولة وضعف تجاوبها مع مطالب الشباب، وتشبثها بالمقاربة الأمنية، التي لم ينتج عنها إلا مزيدا من القتل والتشريد والضياع”.

وأوضحت الشبيبة في بلاغ لها عقب انعقاد مجلسها الوطني في دورته السادسة، نهاية الأسبوع الماضي، أن السياق المحلي يتسم بالإجهاز على حق الشعب المغربي قاطبة والشباب على وجه الخصوص في العيش الكريم، باعتبارهم المتضرر الأكبر من السياسات العمومية التي تنهجها الدولة.

وأكدت أن فشل النموذج التنموي، بإقرار أعلى سلطة في البلاد، أدى إلى ارتفاع مهول في معدلات الهجرة بكل أنواعها، في صفوف الشباب عبر قوارب الموت هربا من الفقر والبطالة والحكرة وبحثا عن كرامة مفقودة، مبرزة أن “الشباب المغربي يرفض سياسة التهميش والتدجين، والقبول بسياسة الأمر الواقع”.

وشددت على أن “ما يطالب به الشباب المغربي اليوم، هو الإرادة السياسية الصادقة التي تقطع مع الفساد والاستبداد، وتقدم أجوبة عملية-واقعية، توفر له الكرامة الإنسانية من خلال ضمان الحق في الشغل والعيش الكريم، وتعليم مجاني وتغطية صحية”، محملة “المسؤولية الكاملة للمخزن ولسياساته العبثية في تزايد أفواج الشباب على الهجرة بكل أنواعها”.

وعبّرت شبيبة العدل والإحسان عن إدانتها “للجريمة البشعة التي أودت بحياة الشابة الشهيدة “حياة بلقاسم” في عرض البحر والشابة الشهيدة “فضيلة” والشاب الشهيد “صابر الحلوي””، مؤكدة أن “القمع والإهمال لا يغير واقعا ولا يبني مستقبلا”، معبرة عن تضامنها المبدئي مع نضالات الشعب المغربي بكل فئاته من أجل إسقاط الفساد والاستبداد، والحق في العيش بحرية وكرامة.

إلى ذلك، أدانت الشبيبة ما أسمته “كل المخططات الرامية إلى خوصصة التعليم العمومي والقضاء على المجانية، كمكسب وحق ناضل من أجله الشعب المغربي وقدم تضحيات جسام في سبيل ذلك”، داعية لإنقاذ المدرسة العمومية التي تعاني من أعطاب النزيف والإقصاء والهدر، جراء تعاقب السياسات التجريبية الفاشلة الغارقة في الاستعجال والارتجال.

ودعت الشبيبة “كل الفعاليات الشبابية والغيورين على مستقبل بلادنا، إلى تأسيس جبهة وطنية للمساهمة في الفعل المجتمعي لإسقاط الفساد والاستبداد، وتجاوز كل حالات التردي والانحباس واليأس والعبثية التي تعيشها البلاد، واستشراف مغرب أفضل قوامه الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية”.

وأكدت في ختام بلاغها أن تهميش الشباب واحتقارهم وهضم كرامتهم وسلب أرواحهم في البر والبحر، وحرمانهم من حقوقهم قد بلغ درجة لم تعد تطاق، وأن المقاربة القمعية في مواجهة مطالبهم لن يزيد الأمر إلا صعوبة و تعقيدا، معتبرة أن “المدخل لتجاوز هذه الوضعية المحرجة والمقلقة، هو زرع الأمل في الشباب بإجراءات ملموسة”، مؤكدة أن “هذا لا يتحقق إلا بالنضال الموحد والاصطفاف المسؤول من أجل مغرب حر لا يضيق بشبابه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *