سياسة

السالك: كنت من المعارضين لتحول “البوليساريو” لبيدق في يد الجزائر

قال زعيم خط الشهيد المعارض للبوليساريو المحجوب السالك، إنه كان من أوائل المعارضين لتحول قيادة البوليساريو، التي جاءت بعد الوالي السيد، إلى “قيادة عاجزة وفاشلة، وإلى بيدق في يد الجزائر، وأصبحت تخدم مصلحة وأجندة الدولة الجزائرية قبل مصلحة وأجندة الصحراويين، وبعد انتهاكات حقوق الإنسان في مخيمات تندوف”.

وأضاف أحد مؤسسي جبهة البوليساريو في برنامج “حوار في العمق”، أن اختطاف ما يزيد عن 650 شابا صحراويا خلال سنتي 76 و77 بعد موت الوالي السيد، بينت أن الاعتقالات بنيت على أساس قبلي، قائلا “لقد أثارت انتباهي أن كثيرا من المعتقلين كانوا من المناضلين الذين كان لي شرف إدخالهم البوليساريو”.

وأوضح السالك أنه لما احتج على تلك الاعتقالات تم تهديده ومطالبته بالاهتمام بالمجال الصحفي وترك الأمور المتعلقة بالجانب الاستخباراتي ليتطور الأمر إلى الاعتقال، مردفا بالقول: “نتيجة هذا الموقف قضيت 8 سنوات في السجون السرية لقيادة البوليساريو مع التعذيب والإرهاب الذي لا يطاق”.

وأفاد المتحدث أن ذلك الأمر ولّد عنه تفكيرا في مراجعات فكرية، قائلا “لذلك بدأت داخل الزنازين السرية في مراجعة أفكاري، وأتساءل هل نحن على حق أم لا؟ هل نحن على الطريق المستقيم أم لا؟ وتأكد أن هناك شيئا غير طبيعي في هذه الثورة وخطها بعد استشهاد الوالي، وبعد أن تعرضنا للسجون والتعذيب على يد من كنا نعتبرهم رفاقا لنا”.

وأكد السالك أن بداية مظاهراتهم في 1972 ومع بداية المؤتمر التأسيسي كان هدفهم هو إخراج الاستعمار الإسباني الصحراء الغربية، ولكن بعد المؤتمر الثاني بدأت فكرة بناء النظام الجمهوري تنضج عندهم، قائلا “لما وضعت قلمي في ثانوية يوسف بن تاشفين في أكادير واستبدلته بالكلاشينكوف كنت أضرب المستعر الاسباني ولم أذهب للجزائر”.

وزاد “ذهبت مباشرة إلى شمال حوزة (حاليا) وبدأنا عمليات عسكرية ضد الاستعمار الإسباني، وأول مرة أدخل فيه التراب الجزائري دخلت في نهاية 1974 للمشاركة في المؤتمر الثاني، وأول مرة سأتعرف على الجزائر هو لما قررت الجزائر في 1975 أنها تُكون وتدرب المقاتلين الصحراويين فذهبت ضمن قيادة أول دفعة سيتم تدريبها في جنين قرب بشار لدى المخابرات الجزائرية التي ستكون نواة جيش التحرير الشعبي الصحراوي”.

وأضاف “كنت أكافح ضد الاستعمار الإسباني مع الوالي السيد الذي كان بوطنيته وإخلاصه وعبقريته يستخدم الجزائريين والليبيين لمصلحة الصحراويين، وكان يلعب على التناقض بين الليبيين والجزائريين ليستفيد من ذلك الصحراويين ولما توفي تحولت القيادة إلى بيدق في يد الجزائر كما نراها حاليا”

واعتبر أن القيادة الحالية مفتقرة لسلطة القرار، قائلا “قيادة البوليساريو ليس عندها القرار في تنتظر صدوره من الجزائر، وهذا لم يعجبنا كوطنيين لأنه لما قررنا الثورة من أجل كرامة الإنسان الصحراوي لم نكن نقرر أن نكون بيدقا في يد دولة أخرى، وقد حاولنا تصحيح الوضع عبر الميكانيزمات المتوفرة داخل البوليساريو من ندوات ومهرجانات ومؤتمرات ولكن تأكد لنا أن كل شيء مفبرك وكل شيء محسوم مسبقا، وأن تغيير الجبهة داخل ميكانزماتها الداخلية لا يمكن”.

وسلط السالك الضوء على انبثاق حركة تصحيحية داخل الجبهة، قائلا “قررنا في المؤتمر 12 إيجاد حركة إصلاحية معارضة لهذه القيادة، التي أضلت الطريق والتي ستذهب بنا إلى الاندثار، أو البقاء في أرض الجزائر إلى ما نهاية، وتأكدنا أن مصلحة الإنسان الصحراوي ضاعت وأصبح ضحية، والمستفيدين من هذا الوضع هم القيادة والجزائر ولكن الموجودين تحت الخيام هم الضحية”.

وقال أيضا إن “القيادة تستعمل الخطاب المزدوج لخداع الشعب داخل المخيمات، وهذا هو الذي لم يرضينا كحركة إصلاحية داخل البوليساريو، فلا بد أن نكون في مستوى الشجاعة وأن نقول الحقيقة للشعب كما هي، وليحكم الشعب في الأخير”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *