سياسة

خبراء: المصالحة بين المغرب والجزائر “ممكنة” على درب إريتريا وإثيوبيا

اعتبر خبراء في مجال الدراسات الإستراتيجية المصالحة بين المغرب والجزائر “ممكنة” على درب المصالحة التي قامت بها مجموعة من الدول الأوروبية والأسيوية والإفريقية، مشددين على ضرورة إنجاز حوار مشترك ينتهي بتحقيق مكاسب مشتركة.

جاء ذلك خلال ندوة نظمها المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني بشراكة مع كلية الحقوق أكدال بالرباط، حول “المبادرة المغربية للحوار مع الجزائر: قراءات متقاطعة”، وذلك يوم الخميس 22 نونبر 2018، بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكدال.

وأكد أستاذ العلوم السياسية، حسن طارق، أن هناك إمكانيات للمصالحة بين المغرب والجزائر كتلك التي أنجزتها فرنسا وألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية أو الألمانيتين بعد انهيار جدار برلين، أو الكوريتين بين لقاء قياداتهما، وأخيرا المصالحة بين اثيوبيا وإريتريا.

وشدد مدير مجلة السياسات العمومية على أن تحولات الديمقراطية أساسية في المصالحة، قائلا “إن السلم يرتبط بالديمقراطيات”، مطالبا بالابتعاد عن العاطفة في تناول موضوع الحوار، منوها بالمبارات الصادرة عن بعض الأحزاب وبعض قيادات مرحلة الاستقلال.

واعتبر رئيس المركز الأطلسي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني، عبد الرحيم المنار اسليمي، الجزائر مستعصية على التغيير في سياق دولي متسم بوضعية حالة اللايقين في المنطقة، موضحا أن صورة المغرب تغيرت عند الجزائريين الذين ينتظرون اليوم ما الذي ستقوم به قيادتهم، مضيفا أن موضوع المغرب سيلقي بثقله على الرئاسيات الجزائرية، متوقعا أن يحدث تغيير في جنيف.

ورسم أستاذ الدراسات السياسية والدولية، سيناريوهات للمرحلة القادمة أولها سيناريو استجابة الجزائر للحوار وهو ما سيحدث -حسب اسليمي- تغيرا في اللعبة السياسية داخل الجزائر، ثانيها سيناريو انتظار الجزائر إجتماع جنيف ثم رفض الحوار، وهو ما سيجعل المغرب في موقع قوي، ثالثها سيناريو الدخول في الحرب، رابعها دعوة الجزائر إلى اجتماع الاتحاد المغاربي.

من جانبه، أكد الأستاذ الجامعي، محمد الخمسي، أن المغرب والجزائر سيكسبان من خلال إنجاح الحوار بينهما خفظ التسلح الذي يكلفهما الكثير من الأموال، موضحا أن الجوار الجزائري فرض على المغرب المزيد من التسلح بسبب تسخير الجزائر الكثير من ثروتها للتسلح.

وأضاف الخميسي أن إنجاح المغرب والجزائر للحوار سيجعل منهما سوقا مشتركا متكاملا، موضحا أنه لا يمكن الحديث عن سوق داخلية قوية إلا ببلوغ عدد مستهلكيها 150 مليون نسمة، مضيفا أن الإنتاج الجزائري والمغربي سينمو إذا تكاملت المنطقة.

من جهته، انتقد أستاذ العلوم السياسية، أحمد بوجداد، طول أمد النزاع بين المغرب والجزائر، موضحا أن المبادرة المغربية للحوار مع الجزائر ليست هي الأولى بل سبقتها مبادرات من الاستقلال، مضيفا أن المسؤولين الجزائريين الذين حاولوا فهم الجوار المغربي تم قتلهم أو استبعادهم أو التضييق عليهم.

وأضاف بوجداد أن فهم طبيعة النظام الجزائري سيساهم في فهم الصراع، معتبرا النظام الجزائري الذي يتحكم فيه الجيش بمثابة معرقل لحل النزاع الذي يلقي بظلاله على المنطقة ويحول دون بناء قوة مغاربية تساهم في إنعاش مستقبل شعوب المنطقة.

ورأى خبير الدراسات الاستراتيجية، الشرقاوي الروداني، أن المغرب والجزائر لا يساهمان في التحولات الجيوستراتيجية في العالم، موضحا أن مساهمتهما لن تكون إلا بإنجاح الحوار المشترك والوصول إلى الدفاع المشترك.

وأوضح الروداني أن هناك مشكل حوار بين المغرب والجزائر، مشددا على ضرورة تفاعل كل أطراف من أجل بناء الاتحاد، منتقدا اللجوء إلى التسليح الذي ينعكس على مستوى التنموي في البلدَين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 5 سنوات

    المصالحة ممكنة.إذا ازلت اسباب الخصومة.واسباب العداوة لن تنتهي لانها نابعة كراهية وتغديها دول افريقية واروبية.مصلختها في بقاء التوتر بين البلدين.ابتزاز احد الطرفين .والسبب الرئيسي الان.هو الصحراء المغربية.الذي عمر كثيرا.افقت في الدولتين ملايير الدولارات.كان فيها السعب الجزائري هو الخاسر الاول.لان امواله ذهبت هباء منثورا.بينما المغرب عمر اراضيه بنى الاقاليم المسترجعة من اسبانيا المستعمرة للمنطقة.فصارت هذه الاقاليم تصاهي في اعمارها مدن عالمية كبرى.وهذا يزيد في حقد الحكام الجزائريين