أدب وفنون

عرض “طاطا تمبوكتو” بالسمارة.. البلغيتي: الصحراء ضحية السياسوية (فيديو)

شهد اليوم الثاني من فعاليات الممنتدى الدولي العلمي الثقافي بين الضفتين بالسمارة، عرض الفيلم الوثائقي “طاطا تمبوكتو” الذي كتب قصته الصحافي المغربي رشيد البلغيتي، وإخراج جنان فاتن المحمدي، والذي يسلط الضوء على التنوع  الثقافي واللغوي بمنطقة الصحراء الكبرى.

ويبرز الفيلم الوثائقي الحائز على الجائزة الكبرى للمهرجان العربي الإفريقي للفيلم الوثائقي، الدور الثقافي والاقتصادي الذي لعبته منطقة الصحراء خلال القرون السابقة، داحضا الروايات التي تعتبر أن الصحراء كانت عبارة عن أرض خلاء، وأنها كانت دائما فضاء للقاء والمشترك الإنساني، ومليئة بالقيم وفضاء غنيا ثقافيا.

واعتبر رشيد البلغيتي كاتب قصة الفيلم الوثائقي، في تصريح لجريدة “العمق”، أن مشكل الصحراء يمكن في أنها “كانت دائما ضحية السياسوية”، وقال “السياسة لما تتناول الصحراء تضيق الصحراء على شساعتها”.

واعتبر أن المدخل الحقيقي لإذابة الخلافات والحزازات والصراعات التي تشهدها مناطق متعددة من الصحراء الكبرى، هو مدخل الثقافة، لأنها “تعيد الناس إلى التاريخ وإلى قيمهم الأولى التي هي الإيثار والتضامن والإيخاء وقبول الآخر، وهذا موجود في القيم الصحراوية في المغرب وتشاد والنيجر ومالي”، يقول البلغيتي، مضيفا “وملامح الوحدة وملامح الاشتراك موجودة في كلام الناس لأن لغتهم مختلطة، في لباس الناس لأن لباسهم واحد”.

وشدد المتحدث على أنه “يجب تحييد هذه اللغة التي تحمل الكثير من الرفض والعداء وهي عادة منتمية لقاموس السياسة، واستحضار قاموس آخر هو قاموس المعرفة وقاموس التاريخ وهو باب المصالحة”، وتابع “المشترك الثقافي الذي تعبر عنه منطقة الصحراء الكبرى، بإمكانها أن تتغلب على الصراعات”.

وبخصوص فكرة الفيلم، أفاد البلغيتي في تصريحه لجريدة “العمق”، أنه حاول من خلاله إعطاء عمل للجمهور العريض من أجل اكتشاف الصحراء بعيدا عن “الكارت بوستال” و”الفولكلور”، بل من خلال التنوع المتواجد في الصحراء من خلال عربها وأمازيغها وسودها وبيضها.

وأضاف “الأهم من كل هذا هو ما الذي أعطته الصحراء حين كان متاح للناس العيش على طبيعتهم، ولما كان فيهم الرحل الذين ينتقلون بحرية من فضاء إلى فضاء قبل ظهور الحدود وقبل ظهور الدولة الوطنية”، وهو ما أعطى حسب المتحدث، “غنى مشتركا غريبا بين الجنوب الشرقي في المغرب وشمال مالي في تمبوكتو، فحاولت إبراز هذا المشترك بعيدا عن الحدود الذي صنعتها السياسية والحدود الوهمية التي صنعتها أذهان الناس”.

وأضاف البلغيتي أن تصوير الفيلم الوثائقي المذكور واجهته صعوبات كثيرة، حيث وقع تبادل إطلاق الرصاص بين قوات حفظ السلام و”تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي” في تومبوكتو بالتزامن مع الوقت التصوير، وكذا صعوبات وصفها بـ “البيروقراطية”، وقال “بقدر ما تلقينا دعما كبيرا من السفارة المغربية في مالي تلقينا عراقيل وصعوبات غير مفهومة من طرف السلطات المحلية في طاطا بالرغم من تقديمها لجميع التراخيص والوثائق اللازمة”.

ويشار إلى أن المنتدى الدولي العلمي الثقافي بين الضفتين، الذي ينظمه كل من منتدى البدائل وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، حول موضوع “تماس اللغتين العربية والأمازيغية”، وتحت شعار “اكتشاف السمارة واغتنام الحياة”، افتتح أشغاله أمس الجمعة ويستمر إلى غاية يوم غد الأحد، بحضور عدد من الباحثين والمتدخلين من كل من المغرب وإسبانيا والمكسيك وكولومبيا وألمانيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *