مجتمع

ذبح السائحتين يصدم المغاربة .. ونشطاء يدعون لإعدام المنفذين

أثارت جريمة قتل سائحتين من الدنمارك والنرويج ذبحا بجماعة إمليل التابعة لإقليم الحوز، الإثنين المنصرم، حالة صدمة واستنكار عارمين على المستوى السياسي والإعلامي وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وسط دعوات لاتخاذ أقصى العقوبات بحق مقترفي الجريمة وإصدار حكم بإعدامهم.

وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بصور الضحيتين ومنفذي عملية الذبح، بالموازاة مع انتشار شريط فيديو قيل إنه يوثق لحظة ذبح إحدى السائحتين، حيث اعتبر نشطاء أن “الجريمة تُعد عملية صادمة وغير مسبوقة في بلد معروف بتسامح وتعايش أهله”، واصفين إياها بأنها أسوء خبر ينهي به المغاربة سنة 2018.

وعلى المستوى السياسي، أجمعت أحزاب مغربية في بياناتها على إدانة جريمة القتل “البشعة” التي أودت بحياة السائحتين، داعية إلى التصدي الحازم لـ”امتدادات الفكر الإرهابي، وإنزال أشد العقوبات في حق المتورطين في هذا الفعل الإجرامي الجبان”، في حين طالبت هيئات سياسية بتنظيم وقفات تضامنية أمام السفارتين الدنماركية والنرويجية بالرباط.

رئيس الحكومة سعد الدين العثماني أدان الجريمة، مشيرا إلى أن “الحادث طعنة في ظهر المغرب والمغاربة، ولا ينسجم وقيم المغاربة وتقاليدهم وتقاليد تلك المنطقة”، وأضاف خلال المجلس الحكومي الذي انعقد اليوم الخميس بالرباط، أن “الحادث مرفوض ونستنكره استنكارا شديدا” وفق تعبيره، مقدما تعازيه إلى عائلة الضحيتين ولبلديهما.

الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية نبيل بنعبد الله، كتب في تدوينة له أن “وحشية جريمة إمليل الإرهابية تستدعي منا أن نعلن للعالم بأسره، بقوة وبصوت واحد، بأن هؤلاء المجرمين الهمجيين الوحشيين وأمثالهم من القتلة ليسوا منا”.

وأشار زعيم حزب الكتاب إلى أن “جريمة إمليل الإرهابية تلطخنا جميعا بشكل عنيف ووحشية، هذا العمل الإجرامي البشع التي تجرحنا في أعماق ذواتنا تصدم هويتنا الإنسية ومرجعيتنا الدينية وتراثنا الحضاري وقيمنا المشتركة وتثير فينا الغضب الكبير والشجب العميق والرفض المطلق”.

الناشط الإعلامي جواد الشفدي، شدد على أن ما سماه بـ”تجفيف منابع الإرهاب” يمر بالدرجة الأولى عبر تجفيف “منابع القرقوبي والزطلة”، موضحا بالقول: “كم من مُحَشَّش ومقرقب فكر في الإلتزام، والمَرْتَال ملفوف بين أصبعيه”، لافتا إلى أن أخطر أنواع التطرّف هو الانتقال من أقصى درجات الانحراف إلى أقصى درجات التزمت دون المرور بمراحل تربوية وتعليمية وفكرية، حسب قوله.

وكتب الإعلامي يونس مسكين على جداره الفيسبوكي: “يمكن للنسيان أن يطال كل شيء، إلا تلك الصرخة الأخيرة التي أطلقتها وهي تجرّ لتذبح.. يوم الكآبة”، على حد وضفه.

واعتبر الصحافي الحسين أبو القاسم، أن “استغلال واقعة قتل سائحتين من طرف إرهابيين، لسب الدين وإفراغ كل الأحقاد ضد الإسلام، هو إرهاب آخر أيها الحداثي”، وفق تعبيره، مشددا على الإرهاب لا دين له، وأن الإعدام هو الحكم الضروري لـ”الإرهابيين”.

محمد إمزيرن، أستاذ بمدينة تطوان، اعتبر أن قتل السائحتين هو “أسوء خبر ننهي به سنة 2018 في هذا الوطن”، مشددا على أنه “يجب أن ينال الجناة أكبر عقوبة ممكنة، فلا ذنب لمن جاء للسياحة في المغرب أن يُقتل بهذه الوحشية”.

بينما علق الباحث يحيى عالم بالقول: “روحيكما السلام من أرض المحبة والسلام، كل الشعب المغربي حزين لأجلكما، ذرفنا الدموع من أجلكما، أنتما الآن في قلوب الملايي، ولو كان هناك ما يسمح به القانون لشنق الجناة المرضى أمام الملأ لتم ذلك”.

ويظهر الفيديو الذي تم تداوله حول الجريمة، شخصا يذبح سيدة على قيد الحياة وهي تصرخ، فيما يقوم الآخر بتوثيق العملية بواسطة هاتفه الشخصي، ويتضح أيضا من خلال الشريط أن الشخصين يتحدثان اللهجة المغربية، ويدعيان من خلال الشريط أن فعلتهما هي “ثأر لأخواننا في الهجين” (مدينة سورية).

وصباح اليوم الخميس، عاينت جريدة “العمق” إجراءات أمنية مشددة بمداخل جماعة إمليل التابعة لإقليم الحوز، وذلك من طرف عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة، حيث يتم إخضاع كل الوافدين على المنطقة إلى التفتيش والكشف عن هوياتهم في حواجز أمنية أقامتها السلطات، خاصة سيارات الأجرة والنقل المزدوج.

وعلمت الجريدة أن السلطات المحلية اتخذت قرارين استعجاليين ضمن إجراءاتها الاحترازية عقب العملية الإجرامية، يتمثل الأول في تسجيل معطيات كل السياح الوافدين في سجل خاص، فيما يُلزِم القرار الثاني كل الراغبين في الصعود إلى جبل توبقال بمرافقة مرشد سياحي إجباريا.

المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، كان قد تمكن صباح اليوم الخميس، بتنسيق مع عناصر الشرطة بولاية أمن مراكش، من توقيف الأشخاص الثلاثة الذين يشتبه في مساهمتهم في قتل السائحتين، فيما رجحت المخابرات الدنماركية وقوف تنظيم الدولة الإسلامية المعروف اختصارا بـ”داعش”، وراء جريمة الذبح.

ورجحت الدنمارك وقوف تنظيم الدولة الإسلامية المعروف اختصارا بـ”داعش”، وراء جريمة ذبح السائحتين الدانماركية والنرويجية، فيما قال رئيس الوزراء الدنماركي “لارس لوك راسموسن”، في مؤتمر صحفي اليوم الخميس، إن “الكثير يشير الآن إلى أن القتل ربما يكون له دوافع سياسية، وبالتالي عمل إرهابي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *