مجتمع

“العمق” في قلب إمليل .. إجراءات أمنية مشددة والتفتيش يطال الجميع

عاينت جريدة “العمق” إجراءات أمنية مشددة بمداخل جماعة إمليل التابعة لإقليم الحوز، صباح اليوم الخميس، وذلك عقب جريمة ذبح سائحتين من الدنمارك والنرويج، الإثنين المنصرم، وما أثارته من حالة صدمة واستنكار واسعين على المستوى السياسي والإعلامي وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.

“العمق” التي حلت صباح اليوم بالمنطقة، عاينت حراسة أمنية مشددة لعناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة بمداخل الجماعة، حيث يتم إخضاع كل الوافدين على المنطقة إلى التفتيش والكشف عن هوياتهم في حواجز أمنية أقامتها السلطات، خاصة سيارات الأجرة والنقل المزدوج.

وعلمت الجريدة أن السلطات المحلية اتخذت قرارين استعجاليين ضمن إجراءاتها الاحترازية عقب العملية الإجرامية، يتمثل الأول في تسجيل معطيات كل السياح الوافدين في سجل خاص، فيما يُلزِم القرار الثاني كل الراغبين في الصعود إلى جبل توبقال بمرافقة مرشد سياحي إجباريا.

سائح مغربي من الدار البيضاء حل بالمنطقة اليوم، قال لجريدة “العمق”، إن “الفاجعة لم يتصورها أحد ولم يتقبلها المغاربة”، معتبرا  أن الإجراءات التي اتخذتها السلطات الأمنية تبقى جيدة من أجل حماية السياح بالمنطقة، وفق تعبيره.

وأضاف المتحدث أن سكان المنطقة طيبين للغاية وبعيدين كل البعد عن هذه الأفعال الإجرامية، مردفا بالقول: “نحاول تخطي صعوبة ما حدث، ونُصِّر على صعود جبل توبقال، وأستحسن قرار إلزام مرافقة المرشد السياحي، رغم أن ثمن كل مرشد يبلغ 150 درهما”.

وتمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بتنسيق مع عناصر الشرطة بولاية أمن مراكش، صباح اليوم الخميس، من توقيف الأشخاص الثلاثة الذين يشتبه في مساهمتهم في مقتل السائحتين الأجنبيتين بجماعة إمليل بمنطقة الحوز.

وأوضح بلاغ للمكتب المركزي للأبحاث القضائية أنه تم توقيف المشتبه بهم بمدينة مراكش، ويجري إخضاعهم لبحث قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة، من أجل تحديد ملابسات ارتكاب هذا الفعل الإجرامي، والكشف عن الخلفيات والدوافع الحقيقية التي كانت وراء ارتكابه، مشيرا إلى أنه يتحقق من فرضية الدافع الإرهابي لهذه الجريمة والذي تدعمه قرائن ومعطيات أفرزتها إجراءات البحث.

يذكر أن المكتب المركزي للأبحاث القضائية كان قد أوقف المشتبه فيه الأول بمدينة مراكش، صباح أول أمس الثلاثاء، بناء على معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وذلك مباشرة بعد العثور على جثتي السائحتين النرويجية والدانماركية بعدما تعرضتا لجريمة القتل العمد بواسطة السلاح الأبيض بمنطقة جبلية بجماعة إمليل بمنطقة الحوز.

وكان بلاغ صادر عن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، قد أكد أن المشتبه فيه الأول الموقوف على ذمة جريمة قتل السائحتين الأجنبيتين، ينتمي إلى جماعة متطرفة، فيما فتحت النيابة العامة تحقيقا في فيديو يتم تداوله على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي، ويظهر من خلال شخصين يقدمان على ذبح سيدة بطريقة تشبه ما يقوم به مقاتلو تنظيم “داعش” بحق معارضيه بسوريا والعراق.

ويظهر من خلال الفيديو، الذي تم تداوله، شخصا يذبح سيدة وهي على قيد الحياة وهي تصرخ، فيما يقوم الآخر بتوثيق العملية بواسطة هاتفه الشخصي، ويتضح أيضا من خلال الشريط أن الشخصين يتحدثان اللهجة المغربية، ويدعيان من خلال الشريط أن فعلتهما هي “ثأر لأخواننا في الهجين” (مدينة سورية).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *