مجتمع

أميم: التركيز على أخبار القتل والموت انتقاء فظيع وتدمير نفسي للمغاربة

انتقد أستاذ الفلسفة بجامعة القاضي عياض بمراكش، عبد الجليل أميم، تركيز وسائل الإعلام على أخبار “الموت والقتل والنشل” مشددا على أنه “تدمير نفسي للمغاربة”، و”عملية انتقاء فظيعة لأسوء الأخبار من أجل الحصول على أعلى صفقات الإشهار وعلى حساب نفوس الأبرار بتوظيف جرائم الأشرار”.

وقال المتخصص في البيداغوجية وعلوم التربية إن “إعلامنا مع كل الأسف لا يبحث أبدا عن جوانب النجاح في حياتنا، أو الإنجازات في حياة المغاربة أفرادا ومؤسسات، بل يبحث فقط عن أخبار الموت والقتل والنشل و…، لإكثار عدد المتتبعين ورفع حصته في سوق الإشهار، حتى أصبح يخيل إليك أننا في هذا المغرب كلنا وحوش ومرضى وفاسدين ومفسدين ولا يوجد بيننا ما يدعو لأي أمان أو اطمئنان، بل لا أمل فينا ولا في ذرياتنا”.

وشدد أميم في تدوينة له على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، عنونها ب”التدمير النفسي للمغاربة بأدواتهم وأموالهم”، على أن “إعلاما يركز على الإنجاز يؤسس ويربي ويدعم السمو وبناء النفوس، وإعلاما يركز على تدمير النفوس يوميا سيحصد ما زرعه إن عاجلا أو آجلا ولا يربي نفوسا سليمة بل نفوسا استمرأت الجريمة والفساد وأصبحت جزءا منها”.

ودعا وسائل الإعلام إلى التركيز على “إنسانية المغاربة”، وقال “إننا مغاربة أحرار، تسكننا الإنسانية وقيم التسامح والعمل، ركزوا على الخير الذي نقوم به كمغاربة ليربوا ويتطور وينمو ويصبح ثقافة منتشرة”، مضيفا “لا يجب أن يكون الإعلام ذبابا لا يقع إلا على الخبائث، ولا تجره إلا الروائح النتنة، بل عليه أن يكون نحلا لا يقع إلا على طيب، ولا يخرج إلا طيبا، أو على الأقل ليكن منكم الذباب والنحل”.

ووصل أميم خطابه إلى المنابر الإعلامية المغربية “أما أن تركزوا فقط على أخطاء ومصائب بعض أبناء هذا الوطن وتنشرونها يوميا وتضخمونها و… و…، فإن هذا سيعود عليكم أنتم أولا يوما ما بأسوأ التبعات”، على حد تعبيره.

وسجل الأستاذ الجامعي أن المجلة أو الجريدة الواحدة “قد تورد 10 أخبار كلها جرائم دون الحديث على أساتذة ناجحين في الجبال، ومبدعين في الصحاري، ومناضلين في محاربة الأمية والجهل، وشباب يستيقظون باكرا للبحث عن لقمة عيش بكرامة، وشابات تفوقن ودرسن رغم صعوبات الحياة، وشيخ قبيلة أو غيره ممن ساهم في حل مشاكل قبيلته، وشركة مواطنة تساعد غيرها، ودروس دعم مجانية يقوم بها أهل الخير، وشباب وشابات يشتغلون لتغطية مصاريف آباءهم وأمهاتهم، وشرطة ليلية ناجحة في محاربة ألاف الجرائم، وجيش مغربي يسهر على الحدود جوا وبرا وبحرا، وطلبة متفوقين، وتلاميذ متطوعين…”.

وقال في التدوينة ذاتها “الله الله فينا وفي أنفسنا وفي وطننا، وأدعو ومن أجل المحافظة على سلامتنا النفسية وسلامة أبنائنا أن توزع مواد الجرائد والمجلات بعدالة وأن لا يتم تضخيم السلبي وتقزيم الإيجابي من أعمال أبناء هذا الوطن الكريم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *